{ بعد مشاركتنا الفاشلة والمخيبة في دورة الألعاب الأولمبية »لندن 2012م« التي ستختتم غداً الأحد لا بد من مثول وزير الشباب والرياضة ورئيس اللجنة الأولمبية أمام البرلمان لمساءلتهم حول المشاركة المخيبة، ولا بد من الاستفسار عن الإجراءات التي صاحبت سفر البعثة والمهازل التي حدثت داخل حوش الوزارة قبل السفر ب »24« ساعة فقط، وفي صالة كبار الزوار عند المغادرة، وقبل هذا وذاك لا بد من توضيح الحقائق حول تهديد كاكي بعدم المشاركة في الدورة ما لم يتسلم حقوقه كاملة من اللجنة الأولمبية التي اضطرت الى دفع 23 ألف دولار، ولا بد من فتح ملف الفضيحة التي طالت بعض لاعبينا الذين طالبوا بحق اللجوء السياسي في بريطانيا أثناء فعاليات الدورة الأمر الذي شوه وجه السودان وصورته في هذا المحفل العالمي. { الأخبار التي كانت تأتينا من لندن غير مشرفة لنا وللإخوة العرب، والسودان الذي يمثل عمق افريقيا وقلب العرب يخرج من هذه الدورة بدون حمص متذيلاً قائمة الميداليات. { لا بد من إصلاح القطاع الرياضي الذي يعاني اختلالات كبيرة وعديدة.. ولا بد من تغيير وجه الوزارة واللجنة الأولمبية والاتحادات الكبيرة إن كنا نطمح حقيقة في المشاركة في نهائيات أمم إفريقيا ونهائيات كأس العالم وأولمبياد ريودي جانيرو 2016م، وإلا فسنظل على حالنا الذي ورثناه، وسينطبق علينا قول شاعر الثورة والأمة العربية أبو القاسم الشابي من لا يستطيع صعود الجبال يعيش أبد الدهر بين الحفر. كلمات تحمل في طياتها معاني كبيرة ونصائح تدعونا الى السعي لتحقيق الانجازات.. لا النوم والعيش في أحلام »كنا«، فالحياة لا تقدم شيئاً لمن لا يعطيها من تعبه وعرقه، وقد تبين لنا أن الفوز بذهبية أو فضية أو برونزية من غير تعب وعرق وهم، والكل شاهد من خلال الشاشات كيف يتحصل الأبطال على الذهب في كل المناشط الرياضية التي حفلت بالقوة والمتعة والإثارة. { اليوم الفرصة متاحة للجميع لفتح ملف الأولمبياد وإصدار القرارات، والدولة مطالبة بأن تقيم المشاركات الماضية سواء في بكين أو في موزمبيق أو في قطر، وتصدر القرارات الناجزة، حتى تعود للرياضة هيبتها التي ضاعت.. ترى هل تعي الحكومة الدرس أم ستواصل ترضية أشخاص ليست لهم علاقة بالرياضة لا من قريب ولا من بعيد.. انظروا إلى الدول التي أحرزت الذهب والفضة جامايكا وبتسوانا وفنزويلا وترينداد وتوباجو وأوزبكستان أين هي من السودان؟ { لم تدم فرحتنا طويلاً بتأهل عدائنا ابو بكر خميس كاكي الى نهائي سباق 800 م لنيل إحدى ميداليات السباق، وإن كنا نطمح في الذهبية في وجود روديشا وأمان وسالمون وسايمون وغيرهم من الأبطال الذين كانوا يحلمون بالذهب، حتى جاءت اللحظة التي توقفت فيها الأنفاس لنفاجأ بأن كاكي المرشح حل في مركز مخيب لآمالنا وآمال كل الذين انتظروه، حيث بدأ السباق برفقة روديشا الذي كان يعمل باستراتيجية لمحو الرقم القياسي العالمي الذي عمر طويلاً باسم الدنماركي ويلسون ليصنع لنفسه مجداً جديداً مسجلاً 1.40.91 ويخرج كاكي أمل السودان والعرب من المنافسة بدون حمص ليلحق بمواطنه اسماعيل الذي فشل هو الآخر في ترفيع فضيته التي أحرزها في بكين 2008م. { الرياضة تحتاج الى تخطيط قبل أن يقدم لها المال، فكم من دعم لم يستغل، وكم من دولارات صرفت في الأسفار والنتيجة »صفر« كبير. { أطرف ما قرأت تصريحات لوزير الدولة بالمالية نفى فيها وجود أزمة اقتصادية، وأن الوضع لم يصل حد الأزمة، بدليل أن الدولة لم تقم بفصل العاملين كما حدث في بلدان أخرى »عفارم عليك«.