العداء السوداني موسى جودة من الأبطال الذين وضعوا بصمة في رياضة العاب القوى بالسودان في السبعينيات بجانب الكشيف حسن وخليفة عمر، وثلاثتهم كانت لهم انجازات داخلية وخارجية.. وشارك موسى جودة في دورة العاب لوس انجلوس وسيول وتمت ترقيته بقرار من الرئيس الأسبق المشير جعفر نميري تقديراً لإنجازاته.. نافذة مهاجر جلست اليه في منزله بحي بني مالك بمدينة جدة وقلّبت معه صفحات الماضي عندما كان بطلاً يشارك باسم السودان، وصفحات الحاضر وهو يعمل مدرباً لألعاب القوى بنادي الاتحاد بجدة وخرجت منه بحصيلة زاخرة فإلى مضابط الحوار: في البدء متى كانت البداية؟ البداية كانت بالمرحلة الثانوية عندما قدمت لسلاح المظلات وتم تدريبنا بجبل اولياء لمدة ستة أشهر وكانت دفعتنا من أوائل الدفع التي بلغ عددها الف متدرب وكان قائد المظلات حينها اللواء ابوقرون عبد الله ابو قرون، وبعد اكتمال التدريبات بالمركز عملت بالوحدة «43» بجبل اولياء.. كيف كانت انطلاقتك في طريق الماراثون؟ اذكر بعد التخرج انه تم اختيار «18» جنديًا لدورة تدريبية من مجموع «153» جندياً تابعين للمظلات بالاقدمية ولكن اللواء ابو قرون رفض ذلك باعتبار اننا مستجدون وقرر ان يتم الاختيار عبر سباق ماراثون واقيم في منطقة ام عشر وركضنا حتى جبل اولياء واحرزت المركز الاول وكسبت الدورة التدريبية التي كانت مدتها ثلاثة اشهر تم فيها تفريغي لالعاب القوى العسكرية وكانت امامي كوكبة من العدائيين ابرزهم موسى مدني والفاضل كجيجي، وعندما تخرجت عام 1979م تم تجميد النشاط الرياضي بقرار من الرئيس جعفر نميري.. هل شاركت بعد ذلك بأي بطولات خارجية؟ نعم ؛ ففي العام 1980م شاركت في بطولة العالم العسكرية بروما وتم اختياري ضمن المنتخب الوطني، وعندما انتظمت بطولة الخرطوم الدولية عام 81م بمشاركة «32» دولة مثلت السودان فيها واحرزت المركز الاول، ايضاً شاركت بعدة بطولات عربية في كل من الامارات العربية وتونس بجانب الكشيف وخليفة عمر والتي نلنا فيها العديد من الميداليات الذهبية.. واين مجال عملك من كل هذا؟ كانت المسيرتان متلازمتين؛ حيث عملت ملحقًا عسكريًا خلال العام 1982م بألمانيا ولكني استقررت بايطاليا لطبيعتها الساحرة، وعندما اقيمت بطولة العالم العسكرية الثالثة بفلوريدا شاركت بها واحرزت المركز الاول وتمت ترقيتي الى ملازم بتوصية من المشير نميري، وهذا يُعد من اهتمام الدولة العالي بعسكرييها ولا اخفيك سراً اننا وجدنا فرصًا كثيرة للعمل واخذ الجنسيات الاخرى ولكننا رفضنا كل هذه الإغراءات.. حدثنا عن اثر الزواج على مسيرتك الرياضية؟ قبل الزواج كان كل همي المعسكر والتدريبات والأسفار وغيرها، ولكن بعد الزواج زادت المسؤولية اكثر وبدأ الكسل يدخل الى جسدي، ولكن بكل تأكيد كانت له ايجابياته على حياتي الرياضية على مستوى الاستقرار الأسري والنفسي وكنت حينها اتدرب مع البرتا كونا اكبر مدربي العاب القوى بإيطاليا حيث شاركت بدورة الألعاب الأولمبية بلوس انجلوس في العام 1984م في سباق الألف متر واحرزت المركز الخامس وكان ذلك اول انجاز احققه بوصولي للمرحلة النهائية واول انجاز عربي ايضاً وكان برفقتي د. محجوب سعيد المستشار بنادي الاتحاد الاماراتي.. ثم شاركت بالعديد من البطولات في بريطانيا اهمها بطولة الضاحية على الطريق العام وحققنا عدة انجازات ولكننا وقتها كنا بعيدين عن اضواء الاعلام المحلي.. كيف تصف وجودكم بايطاليا وانتم عداؤون عرب افارقة؟ كنا نشارك بجميع بطولات الجري على الطريق العام والتي اعتقد انها افضل من بطولات المضمار، وارقامي التي احرزتها حتى الآن لم يحطمها اي عدّاء سوداني، وعلى الصعيد المجتمعي كان الجميع يعرفنا بانجازاتنا وكنا نحن الزنوج الوحيدين وقتها بمدينة فورميا الإيطالية..
