وجاء إخوة يوسف.. يوسف سيد وسيد العبيد وعبيد ختم وسبعة عشر ألف شهيد.. جاءوا وقد هالهم ما آل إليه حال إخوانهم في المؤتمر الوطني والشعبي ومؤسسات الدولة.. شتات هنا وصراع هناك بعدما زاغ البصر وانطمست البصيرة يوم استشهد الأنقياء وابتعد الأتقياء وأُبعد الأقوياء واصطرع الأشقياء.. فما عادت هي لله هي لله بقدر ما هي للشلة والعصبة والجاه. وتنادوا لثلاث: ٭ توحيد صف المجاهدين «إلا المجاهدين.. إلا المجاهدين.. إلا المجاهدين.. ما رأيت ولا سمعت بخلافات بين المجاهدين.. وإن كانت تلك غاية أماني المتربصين.. ولكن هيهات هيهات»... المطلوب تنشيط رموز المجاهدين الذين افتقدناهم في هجليج خاصة. ٭ توحيد صف المؤتمرين الوطني والشعبي «تلك محنة أعيت علماء الداخل والخارج ولن تندمل جراحها ويجتمع شملها وقادة الفتنة على وجه الأرض».. فلا تذهب أنفسكم عليهم حسرات. ٭ تقويم الإنقاذ والزامها الجادة والجدية وإعادتها عهدها الأول.. بقوة الحق وحق القوة.. وهو محور حديث معظم المتحدثين. لقاء الغضب بالخرطوم وفي أربع وخمسين مداخلة شفاهة وثماني وثلاثين كتابة «وشرحه لقائى بحري وأم درمان» ما وجدت الإنقاذ لها نصيراً أو تبريراً «ليس تشفياً وإن كان من قليلين.. لكنه العلاج المر».. وما سرني شيء مثلما سرني طرد ذلك المتمرد المجاهر بعمالته المترحم على الهالك خليل إبراهيم بكل وقاحة بين أيدي المجاهدين في بحري.. أيحسب أن الهوان الذي أصاب مفاصل الدولة قد تغشانا؟! كيف لا يغضبون لله والشريعة التي ركزت رايتها على جماجم الشهداء لا أثر لها فى الشارع العام ولا الإعلام بعدما «دغمسوها» وقد قال بذلك الأخ الرئيس لا فض فوه. كيف لا يغضبون والفساد يزكم الأنوف للدرجة التي أنشأت له الحكومة مفوضية لمحاربته.. وحتى اليوم لم تصطاد فيلاً ولا فأراً رغم غابات الأسمنت وقطعان الفارهات. كيف لا يتحدثون بغضب والفساد يثبته الأخ المجاهد د. خليل عبد الله وزير الإرشاد السابق في وزارة الإرشاد ويقدمه بالمستندات للمجلس الوطني.. هل تجريم البعض يجرم كثيرين.. ألهذا تم إبعاده؟ كيف لا يتحدثون بغضب والفساد يعشعش في وزارة التجارة ويمتص مليارات الدولارات من صادراتنا الزراعية سنوياً وفق ما تحدث به الأخ المجاهد د. المتعافى وزير الزراعة عبر الصحف. أخي المفوض تطالب دوماً بتقديم المستندات.. هل تريد أفضل من هذه أم ثقة اكبر من هؤلاء.. لم نسمع بمحاسبة أحد أو حتى تصحيح المعلومات حتى الساعة. كيف لا يتحدثون بغضب والفساد يضرب كل مفاصل اقتصادنا إلا قليلاً والذي يكاد يكتب عنه يومياً الأخ المجاهد إسحاق فضل الله في عموده المقروء ب «الإنتباهة».. أتخطفه الطير أم تهوى به الريح في مكان سحيق.. حيث لا تراه مفوضية مكافحة الفساد ولا يطوله قلم المراجع العام. كيف لا يتحدثون بغضب والشللية والجهوية تخيم على أجهزة الدولة حمايةًَ للفاشلين والمكنكشين حتى بعدما استنفدوا قدراتهم وإمكاناتهم.. فضلاً عن إبعاد الكفاءات واستيعاب القتلة والمتمردين ووكلاء الجنائية وعملاء الاستخبارات العالمية والصهيونية في مجلس الوزراء الاتحادي الذي فاق المائة وزير، وسجل بأحرف من نور في موسوعة غينيس للأرقام القياسية في بلاد الفقر والمسغبة. كيف لا يتحدثون بغضب ودويلة الجنوب التي نجلدها في الخنادق كل يوم تجلدنا في الفنادق كل حين، ودولتنا تتحدث بأكثر لسان، وتتراجع اليوم لتقبل بانكسار ما رفضته البارحة بعزة وشموخ.. ولأنها أدمنت التراجع هانت على أبنائها وأعدائها على حد سواء حين لم تتعظ بتجربة عراق صدام ومآلها.. وإيران اليوم وحالها. تحدث الشعبيون بغضب وما غادروا مراراتهم ولا تنازلوا عن حلمهم باجتثاث النظام.. وتحدث المجاهدون بغضب عن الإصلاح عهد الشهداء وتثبيت النظام واجتثاث الفساد والمفسدين. نعم تنادى المجاهدون «أصلب العناصر لأصعب المواقف» للنظر في أمر الدين والدولة.. الدين الذي قاتلوا لأجل تمكينه والدولة التى قاتلوا تحت رايتها.. الحادبون يرونهم حبل الإنقاذ الأخير لإنقاذ الإنقاذ من نفسها.. الواهمون يرونهم نهاية الإنقاذ التي أكلت بنيها.. المرجفون يرونهم فرصة للتغلغل بينهم لتحقيق ما عجزوا عنه حرباً صريحة ودسائس مقيتة وفتنة مميتة اهتزت لهولها الأرض والسماء. تنادى المجاهدون لمناصحة الإنقاذ جهرة دون أن يتقدم أهل المبادرة بشىء مكتوب تاركين الأمر لمداخلات إخوانهم المجاهدين عبر تلك اللقاءات التي شملت الخرطوم وأم درمان وبحري، وقد انطلقت الآن لبقية الولايات حتى إذا ما رصدوا المواجع والمعالجات جاءوا بها لإجازتها عبر لقاء عام ومن ثم تقديمها وفق ما يرى البعض مباشرة للأخ الرئيس الذي يُحظى بثقة واحترام الجميع.. كيف لا وأكثر أجهزتنا تنفيذية أو تشريعية أو سياسية أو اقتصادية ما عادت تقوم بدورها.. بل لطالما تنصلت عن كثير من واجباتها ومسؤولياتها بإحالتها للاخ الرئيس.. والحال كذلك فلماذا لا يحيل المجاهدون أمرهم لأميرهم وكبيرهم. أخي الرئيس المجاهد أصدقك القول أنك لن تجد على ظهرها اليوم أصدق من إخوانك المجاهدين الذين نصروك دوماً وما خانوك يوماً ولن يخذلوك أبداً.. اجلس إليهم واستمع منهم فإنهم لا يبغون غير الإصلاح ولا ينشدون سوى إيقاف استهداف المخلصين وإبعاد المكنكشين الذين ما نصروك ولا أنفسهم ينصرون. هم إخوانك المجاهدون إخوة الشهداء وسهم الإسلام ودرع الإنقاذ وصمام أمان البلاد وضمير شعبك الصابر والمصابر والمرابط الذي لم يستبق شيئاً.. وعزة الذي رفع السماء بلا عمد كنا ومازلنا على عهدنا الأول معك.. صدقاً في السلم وصبراً في اللقاء.