بالأمس قررت ولاية الخرطوم تدشين حملة إسعافية للنظافة تستهدف نقل ومعالجة تراكم النفايات ويصاحب ذلك الالتزام بتسليم كل منزل «12» كيسًا كبيرًا كل شهر لوضع النفايات، وتحديد أيام لمرور عربة النظافة للمنازل في محاولة للقضاء على ظاهرة بعثرة النفايات في الميادين والطرق، بجانب تجفيف البرك وتعبيد الطرق وافتتاح مردم ومصانع للنفايات..ولو صدقت الولاية في تنفيذ الخطة الموضوعة التي أعلنتها فيمكننا أن نطلق على الخرطوم فعليًا المدينة الفاضلة؛ لأن الترتيبات السابقة بلا شك لو نفذت على أرض الواقع ستغير من وجه الخرطوم البائس الذي طالما عرفناها به، واتصفت على مدى الأعوام الماضية بأنها من أكثر مدن العالم اتساخًا وقذارة نسبة لفقدان المعايير التي يمكن أن تقوم عليها في الأساس النظافة بكافة أنواعها وانعدام المعينات اللازمة ويكفي فشل تجربة شركات النظافة التي منيت بفشل ذريع ولم تستطِع أن تنظف ولو محلية واحدة من محليات الولاية المتعددة بالرغم من الأموال الطائلة التي خصصت والدعم المقدر آنذاك للعملية، فأكياس البلاستيك وأكوام القمامة والبرك الراكدة والشوارع «المحفرة» وصناديق القمامة المبعثرة في الشوارع والطرقات وزاد عليها الممارسات السالبة من المجتمع تباعد تمامًا بين الخرطوم ورصيفاتها من أقرب المدن في دول الجوار، ويزداد الطين بلة في موسم الخريف وهطول الأمطار بمعدلات كبيرة «بعكس توقعات الأرصاد الجوي» تركت الخرطوم شبيهة بمدينة «فينسيا» العائمة يحتاج مواطنوها لقوارب لزوم الحركة وزاد عليها الاستعداد لموسم العيد في الأسواق والمولات التجارية التي ترمي مخلفاتها من «الكراتين والأكياس» في كل حدب وصوب وفي عرض الطريق وجانبه دون أدنى اهتمام بعملية جمعها أو التخلص منها في الأماكن المناسبة والعملية برمتها تحتاج لمزيد من ترسيخ الوعي الاجتماعي بأهمية النظافة التي حثنا عليها الدين الحنيف «النظافة من الإيمان» ومقياس لمظاهر الحداثة والرقي للشعوب ولتكون العاصمة وأطرافها وأحياؤها نظيفة بالدرجة المطلوبة لا بد للولاية من توفير كل المطلوبات التي تعين على ذلك ومن ثم فليبدأ كل مواطن بمنزله الخاص والحي والشارع العام لتحقيق شعار الخرطوم نظيفة. * رسالة شكر وتقدير أرسلها في موضوع النظافة بالأحياء إلى شيوخ وشباب «فريق أولاد قرين» بقرية الكباشي «أولئك الشباب الناشطين» وبجهودهم الفردية استطاعوا أن ينظموا حملة نظافة كل أسبوع وبصورة منتظمة دون كلل أو ملل على مدى أشهر لتجميع الأوساخ من المنازل ونقلها لتصبح النظافة العامة شعارًا على أرض الواقع وهي تجربة نتمنى أن يحذو حذوها الجميع..