{ لنواصل التعليق على أبرز الأحداث الرياضية كما بدأنا باستعراض أهم محطات وملامح دورة لندن الأولمبية التي خرجنا منها بالعديد من الدروس والعبر.. أقلها أننا علمنا أين نقف من العالم.. من حيث الاهتمام بالرياضة كل الرياضة وليس كرة القدم.. ومن حيث إعداد أجيال لتحل مكان أجيال ومن حيث البنيات التحتية المهمة للعمل الرياضي السليم.. ولكن فلنبدأ التعليق على حدث مهم فرض أن نبدأ به فهو الفريق الذي فات الكبار والقدرو. { أهلي شندي ذلك الفريق المغمور لمعظم أهل السودان ولكنه بالنسبة لنا نحن أبناء المنطقة كان معروفاً وعلماً بارزاً ولوحة من الحماس والإخلاص والتطلع لمستقبل أفضل للسودان والمنطقة ولمؤسسيه الأوائل الذين هم أحفاد مك الجعليين. { أهلي شندي فات الكبار والقدرو وإن قصدنا بالكبار من نسميهم فريقي القمة.. فهو قد فاتهم حين مثل السودان إفريقياً في أول مواسمه بالممتاز وفاتهم لأنه تخطى منافسيه واحداً واحداً بالفوز عليهم ذهاباً وإياباً.. ولأنه صعد لدوري المجموعات من أول مشاركة وهو صعود لم يحققه الكبار إلا بعد نصف قرن من مشاركاتهم الإفريقية.. أما كونه فات القدرو وأعني بهم بقية فرق الأندية في شندي والعاصمة وغيرهما ممن ينبغي عليهم أن يفعلوا كما فعل أهلي شندي. { ما فعله أهلي شندي ليس لضربة حظ أو جهد أنطون كبير كما يقول أهل الرياضة في السودان أو دنبوشي باتع كما يقول أهل الرياضة في السعودية.. ولكن كان الأنطون والدنبوشي والفكي هو الدعم المالي الكبير الذي وجده ولكنه في أهلي شندي كان مصحوباً بفكر رياضي والتفاف الأهل كلهم خلف الفريق ليس الأهالي وحدهم إنما من المسؤولين في المحلية والولاية ولكن بقدر قليل للغاية ظناً منهم أنه لا يحتاج للدعم باعتبار أن الدعم الأربابي واضح. نقطة.. نقطة { بعد كل هذا التقدير الذي وجده أهلي شندي من الرياضيين نتمنى ألا نعود ونسمع من جديد ما يتردد حول جدل وخلافات وصراعات في هذا النادي الكبير. { يعجبني من يلقب أهلي شندي بالنمور فالاسم مشتق من زعيم الأمة ولا يعجبني من يلقبه بالآرسنال.. فتاريخ دار جعل يشهد لهم بازدراء المستعمِر وأذنابه كما أن الآرسنال اللندني نفسه لم يحقق وسط أهله ما حققه أهلينا. { الاهتمام والدعم والرأي السليم وحسن الاختيار والأسلوب الصحيح في الإعداد والتدريب هو الطريق الأوحد لتحقيق النجاحات وبالعوامل مجتمعة وليس بواحد منها فقط.