الإمام الحبيب السيد الصادق المهدي كبير حزب الأمة وإمام الأنصار يعلن ويكرر ثم يعلن أنه ضد تغيير النظام بالقوة ويسبب ذلك لتجنب التقسيم والتدويل... إلخ. وفي نفس الوقت الدكتورة مريم الصادق بنت الإمام الحبيب نائب الأمين العام للحزب توقع اتفاقية مع أركو مناوي الذي يحمل السلاح وهو من أضعف الحركات الدارفورية المتمردة بل تحولت حركته لمجموعة قطاع طرق يقومون بنهب وسلب المواطنين من أجل أن يُبقوا مقاتليهم على قيد الحياة. هل توصلت الدكتورة مريم مع مناوي لاتفاق يُفضي إلى إلقاء السلاح؟؟!! المشهد الثاني من المعلوم للجميع أن المعقل الرئيس لحزب الأمة وأوسع مناطق نفوذه هي ولايات دارفور بصفة عامة والكثير من مناطق ولايات كردفان، ومن المعلوم أيضًا أن كل الحركات الدارفورية المسلحة خرجت من نفس الحيز والنطاق الجغرافي إذن زيادة نفوذ الحركات المسلحة أو غيرها يعني خصمًا من الرصيد التأييدي البشري لحزب الأمة وبالتالي تدحرج مكانة الحزب التليد. وحمل الحركات الدارفورية المسلحة إعلاميًا على ظهر حزب قومي له تاريخه الماضي والحاضر كحزب الأمة بمثابة من يربي الدبيب مع أن الحكمة تقتضي أن تربي ليك «عتود» والله «ديك» تستفيد منه. المشهد الثالث الدكتورة مريم الصادق بنت الإمام الحبيب «انديرا» حزب الأمة بل قد تحلم ومن حقها أن تصبح يومًا انديرا السودان شعلة من النشاط والحيوية ولكن في تقديري أنها غير موجهة بحيث يستفاد من حيويتها الزائدة وأيضًا تسابق ثواني عمرها لتصل وليس ذلك بمستحيل إذا استفادت من الخبرات الطويلة المتوفرة في كوادر حزب الأمة ونهلت برفق من معين قياداته المؤهلة وتدارست تجارب الحزب عبر السنين الممتدة وقبل ذلك عليها أن تفهم وترضى بأنها في سنة أولى حزب أمة. بدأت الحركة الشعبية الجنوبية بتمرد كتيبة «بور» بقيادة كاربينو وما لبثت قوى اليسار السوداني أن أحاطتها بالرعاية والتخطيط ورفدتها بالعديد من الكوادر وحملتها على ظهرها إعلاميًا سنين طويلة إلى أن صارت «كان خموا ما بندار وكان تركوا خرب الدار». حتى يومنا هذا من أجل ماذا ولأي هدف نكرر ونعيد إخراج الكارثة؟! المشهد الرابع أعتقد أن حزب الأمة القومي فقد الكثير من قواعده لأسباب متعددة منها ما يخص كيفية إدارة الحزب وبُعد القيادة عن القاعدة خلال الحقبة الماضية كما أن التصدع في بنية القاعدة للحزب بفعل تمرد الحركات الدارفورية وتمحورها نحو الجهوية أيضًا كان خصمًا من شعبية الحزب علاوة على عدم توفر مصادر دخل واضحة تؤمن تطور الحزب وتساعد على تماسك لحمته، ونتيجة لذلك كله وغيره من الأسباب تشطر الحزب إلى عدة أحزاب حزب الأمة الأستاذ عبد الله مسار، حزب الأمة السيد مبارك الفاضل، حزب الأمة الدكتور بابكر نهار، حزب الأمة جادين، حزب الأمة أولاد الإمام الهادي، حزب الأمة الإمام الصادق... إلخ. في تقديري المتواضع أن توظيف حيوية وطاقة الدكتورة مريم الصادق نائب الأمين العام للحزب وكياسة السيد عبد الرحمن الصادق مستشار رئيس الجمهورية وطاقات الشباب من أبناء الأنصار وهم من المتعلمين المثقفين لتوحيد فصائل حزب الأمة المتفقة أصلاً من حيث المبادئ والشعارات أولى وأجدى من التوقيع مع مني أركو وأنفع لكل السودان. المشهد الخامس يظل حزب الأمة الكيان الموحد بتاريخه وكوادره، الحزب صاحب التأثير الواضح على مجمل الحياة السياسية بالبلاد ويظل الإمام الصادق المهدي قائدًا تاريخيًا مؤثرًا، اتفقنا أو اختلفنا معه في كلٍ أو جزء، يظل مفكرًا إسلاميًا له دوره وإسهاماته لهذا فإن إعادة جمع شتات هذا الحزب وترتيب بيته من الداخل وشفاءه من العلل والوهن الذي أصابه هو مدخل طيب لحلحلة المشكل السياسي السوداني وفي تقديري يكتمل الحل بتقارب الأمة والمؤتمر الوطني حيث التشابه كبير جدًا والتطابق في الموجهات والمرجعيات والفكر وكذلك كثافة الكادر المؤهل المدرب «يعني منتخب هلال مريخ» وفي ذلك خير للبلاد والعباد. كسرتين الأولى.. كسرة دكتور عبد الماجد.. الواحد مستغرب من عمايل الزعيم باقان المشى وخلى أربعة ملايين من أهلو في الخرطوم الوسخانة والتي تستعبدهم حسب حديثه في وداعيته الأخيرة.. يا زعيم ديل أهلك!!! الثانية.. تهل علينا بشائر عيد الفطر المبارك وخواتيم شهر رمضان ونسأل المولى أن يعيده علينا جميعًا بالرضى والسعادة والعافية والتسامح والتوافق وبلادنا تنعم بالأمن والرخاء وكل عام والجميع بخير من الأهل والأصحاب والمعارف.