قال تقرير نشرته صحيفة مكلاتشي الأمريكية في عددها الصادر أمس إن رحيل الرئيس الإثيوبي مليس زناوي قد حرم الولاياتالمتحدةالأمريكية أهم حلفائها في المنطقة في حربها ضد القاعدة، وما إن اعلنت أن وفاة الزعيم الإثيوبي المثيرة للشائعات انتظم حزبه حركة نشطة لاختيار خليفته بخلاف الهدوء الذي ساد العاصمة الإثيوبية أديس أبابا إذ سرعان ما أعلن الناطق الرسمي باسم الحكومة الإثيوبية باتريك سايمون تنصيب نائب زيناوي هايلي مريم خلفًا للراحل وزعيمًا للبلاد حتى العام «2015».. وكان ملس استولى على السلطة في إثيوبيا في العام «1991» بدعم من الاتحاد السوفيتى وعلى مدى عقدين من الزمان قاد فيهما بلادة بخبرة كبيرة، وقد تمكن ميلس من انشاء علاقات استراتيجية متميزة مع الولاياتالمتحدةالأمريكية لتصبح لدولته منفذ قوي لإفريقيا ولا سيما فى منطقة القرن الإفريقى المضطربة، كما قاد طفرة انشاءات متقدمة جعلت اديس مركزًا للمؤتمرات والمناسبات الافريقية المتنوعة بعد أن اصبحت مقرًا للاتحاد الافريقي، ومن المرجح ان يكون لوفاته تأثير مباشر على الصراع فى الصومال والقضايا العالقة بين السودان ودولة الجنوب والتى تتسنم ذروة السياسة الخارجية الامريكية فى افريقيا، بحسبان أن الصومال اهم معاقل القاعدة فى افريقيا، والدور الذى يمكن ان تلعبه اثيوبيا فى المفاوضات بشأن من يحكم الصمال، كما ان لميلس علاقة شخصية قوية تربطة بكل من الرئيس السودانى عمر البسير ورئيس دولة الجنوب سلفا كير ميارديت اذ كثيرًا ما لعب الرجل دور الوسيط الشخصي بين الرئيسين الامر الذى قرَّب من وجهات النظر بينهما الامر الذى جعل من مشاركته الشخصية تأثيرًا لا يمكن انكاره، ويقول ديفيد شين سفير الولاياتالمتحدةالامريكية فى اثيوبيا ان غياب ملي سيكون له تأثير سالب على المفاوضات بين البلدين ويضعف دور اثيوبيا فى حل القضايا محل الخلاف، فيما عبر الرئيس الامريكى باراك اوباما عن عميق اسفه لرحيل القائد واصفًا اياه برجل السلام الذى عمل من اجل نشر السلام فى افريقيا، وساهم فى ارساء دعائم الاتحاد الافريقى ورفع صوت افريقيا فى المحافل الدولية مطالبًا خليفته بالسير على هداه، وبالرغم من انجازات ملس الا ان اعداءه يرون فيه السياسى العنيف الذى عمل بقوة من اجل قمع المعارضة، ويرى المحللون السياسيون الافارقة انه من الصعب ايجاد بديل مثالي لميلس خاصة ان خليفته هايلى مريم يجد صعوبة كبيرة فى الحصول على الدعم الداخلى بما يكفي لاحتواء المواقف المتفجرة فى المنطقة بعكس ميلس الذى يحظى بدعم كبير من النخبة الشمالية، وذلك ان هيلي مريم من جنوب اثيوبيا وينتمى الى المذهب البروتستانتي وتواجهه منافسة قوية من الكنيسة الارثودكسية وولد هايلى فى العام «1959» في منطقة القرحة وعمل مدرسًا ثم عميدًا لجامعة ميتش اربا وفى العام «1990» انضم الى الحركة الشعبية الديمقراطية لجنوب اثيوبيا وهو حاصل على شهادة الهندسة وشهادة الماجستير من فلندا أصبح رئيس المنطقة الجنوبية فى العام «2001».. واعتُقل بتهمة الفساد في العام «2006» وعُيِّن فى العام «2010» وزيرًا للشؤون الخارجية.