قبل خمسة أشهر استبشر مواطنو منطقة الخرطوم شمال (مدينة توتي) خيرًا بما ساقه لهم رئيس المؤتمر الوطني بالمنطقة عثمان السيد والامين الاجتماعي للحزب يس الشيخ عن قرب انتهاء عهد الفقر وزفوا البشرى بتمليك كل أسرة فقيرة ركشة على أن يدفع رب الأسرة «4» ملايين جنيه ويسدد الباقي على أقساط مريحة، ووجد الكثير من أبناء توتي في هذا العرض فرصة لانتشالهم من براثن الفقر وشحذوا هممهم لجمع المبلغ المطلوب بشتى السبل أملاً في الفرج القريب على يد هذا الوفد الذي جاء بمنظمة خيرية تبنت هذا المشروع وهي منظمة (مناهل الرحمة الخيرية) وطمأنهم الوفد إلى أن المنظمة ملك للواء حسبو، ولم يخبرهم من هو اللواء حسبو حسب ما جاء على لسان المواطنين، ويقول المواطن «عماد خشم الموس» من أبناء توتي إنه يثق في رجال المؤتمر الوطني بالمنطقة ولم يساوره شكٌ لحظة أن هذه المنظمة مجرد فخ للنصب والاحتيال على البسطاء والفقراء، فباع كل ما يملك ولم يدخر شيئًا لأطفاله الذين يعانون الآن من الحرمان بعد أن سلبت منهم المنظمة كل ما لديهم، وغدرت بهم حتى فرحة العيد سلبتها منهم، فلم يستطِع عماد توفير مستلزمات العيد لأطفاله؛ لأنه وضع كل ما يملك لدى تلك المنظمة التي طلبت منهم الحضور إلى عمارة تبيدي بالسوق العربي ووقع حوالى «60» مواطنًا من توتي على إيصالات لم يراودهم الشك لحظة أنها وهمية وكان ذلك بتاريخ «21/5/2012م» وبعدها اختفت المنظمة وبحوزتها «24» ألف جنيه، وعلموا أنها قامت باستئجار المقر لمدة شهر واختفت وعندها ذهبوا إلى يس الشيخ بصفته من أحضر المنظمة لكنه أكد لهم أنه لا يعلم عنها شيئًا وعليهم أن يستعوضوا الله!.وعبر (زووم) يناشد مواطنو توتي رئيس الجمهورية إنصافهم فقد وثقوا في تلك المنظمة؛ لأنها جاءت عبر كوادر الحزب الحاكم الذي كانوا يولونه ثقتهم. اتصلنا بالدكتور عثمان السيد لاستجلاء الحقائق فأفادنا بأنه رئيس المؤتمر الوطني بمنطقة الخرطوم شمال ولا علاقة له البتة بمنظمة «مناهل الرحمة» وقال إن يس الشيخ هو الأمين الاجتماعي للمؤتمر الوطني بنفس المنطقة وممسك بملف العمل الاجتماعي بمنظمة الخرطوم شمال، وأوضح: ( زارنا وفد «مناهل الرحمة» وعرض مشروعاته التمويلية ومن ثم طرحناها على الناس في الأحياء وأصبحنا على كمن دلّ الناس على بقالة تبيع الفراخ فإذا وجد أحدهم فرخة «بايظة» هل نسأل نحن عنها ؟) أما الأمين السياسي للمؤتمر الوطني بالخرطوم شمال، يس الشيخ، فقد نفى هو الآخر علاقة المؤتمر الوطني وعلاقته شخصياً والدكتور عثمان السيد بمنظمة «مناهل الرحمة» وقال إنها منظمة مسجلة وصاحبها يدعى حسبو وهو ليس لواء، وأردف: « عندما حدثونا عن مشروعاتهم التمويلية يا مؤمن يا مصدق أحضرنا فورمات وقمنا بملئها وطرحناها على المواطنين وأخلينا مسؤوليتنا من أي التزام مالي تجاه الطرفين» والمواطنون ذهبوا ب «رجليهم» ودفعوا النقود بإيصالات وعندما لم تفِ المنظمة اتصلنا عليهم لنفتح بلاغاً موحدًا ولكنهم لم يحضروا وقدموا شكاوى فردية وبعضهم استلم شيكه وبعضهم لم يستلم حتى الآن. نتيح الفرصة للمنظمة إن ارادت.