أخبرني بعض الزملاء وممثلين لمعتمد جبل أولياء بشير أبو كساوي الذين زاروني في منزلنا عقب عملية زراعة الكلى التي أجريت لشقيقتي، أنه كان مقرراً أن يكون المعتمد في مقدمة الزائرين، لولا اتصال هاتفي أفاده بأن زوجته مريضة. فقلت لهم دون تفكير: إن شاء الله تكون ملاريا؟)إضافة لإصابة جميع أفراد أسرتي ومعظم أهل منطقتي والمناطق المجاورة)، وعندما اتصل بي المعتمد هاتفياً أخبرته بما قلت، فقال لي ( نحن البعوضة بناكلا مع أكلنا ما بتسوي لينا شئ). وقلت له إنني شرعت في كتابة عمود عن الملاريا ولكنها داهمتني قبل إكماله ولم يكتمل حتى الآن. فقال لي:( قالت ليك عشان تكتبي بعمق)! وبالطبع صدقت كلام المعتمد فهو ضابط سابق، ولكنه أكل البعوض والضفادع وحمام الجحور (الفيران) والثعابين...ألخ. المهم في الأمر أن سكان ولاية الخرطوم عموماً، وجبل أولياء خصوصاً ( هدّت حيلهم ) الملاريا، وكلما تعافوا من إصابة داهمتهم الأخرى. فالبعوض ( بقى عينو قوية لا هاميهو مبيدات ولا ناموسيات ولا أية وسيلة دحر أخرى. ويبدو أنه هو من سيدحر المواطن والحكومة ولافتات كيانات دحر الملاريا نفسها)، وأنت مستمتع ب ( الهمبريب) سيأتيك صوت البعوضة وهي ( تنوني) فوق رأسك بعد أن تكون قد أخذت نصيبها من دمك بعد لسعة جامدة تترك آثارها على جسدك( ده لو لقت فيك دم أصلاً). صبراً جميلاً والله المستعان. المرأة الصحافية ابتلعت شركة (إم تي إن) الطعم الذي قذفت به إليهما الزميلتان باتحاد الصحافيين، محاسن الحسين وآمنة السيدح في خواتيم شهر رمضان، مكتوب عليه ما يفيد بأنه( إذا أرادت الشركة أن يكون إفطارها مميزاً عن بقية إفطارات الشركات، خاصة وأنه جاء متأخراً عنها، فعليها أن تخصصه للمرأة الصحافية، وفي هذا بالطبع انتصار لمحاسن وآمنة نفسيهما، كونهما إمراتين وصحافيتين ، وفيه كسب كذلك للاتحاد، و(رصيد) للشركة لدى (شريحة) المرأة الصحافية. ورغم أن الحضور في البداية كان كقطرات المطر، والتي راودتها نفسها بالهطول في ذلك اليوم، إلا أنه سرعان ما إمتلأت قاعة (برج الفاتح) عن آخرها، ولم يكن الحضور يمثل المرأة الصحافية وحدها، بل طعمته بنات الإتحاد بسياسيات نافذات، نظام( قشرة). فكانت من بينهن البرلمانية والوزيرة السابقة سامية أحمد محمد، ووزيرة التوجيه والتنمية الإجتماعية بولاية الخرطوم مشاعر الدولب، وغيرهما. وحرصت ( إم تي إن) أن يكون الطرب ( إمرأة)، فجاءت بالفنانة حرم النور. ولأن المرأة من ضلع الرجل جاءت بالفنان الطيب عبد الله، فمازجت بين الحديث والقديم. وانتاب الجميع إحساس بأنهم ( قرايب). عندما دخل رئيس إتحاد الصحافيين الدكتور محي الدين تيتاوي القاعة، تساءلت جاراتي في المنضدة:( تيتاوي ده الجابو شنو)؟ وبالطبع لم يكن تيتاوي وحده، فقد أحاط والي الخرطوم الدكتور عبد الرحمن الخضر بالوزيرات على منضدة واحدة. كما آزر تيتاوي بعض ( رجالاته) مثل الفاتح السيد، ومكي المغربي، وغيرهما. وقد أراد أن يشكل لنفسه حائط صد قوي ضد ( كيد النساء) ولكن هيهات. فكيدهن عظيم .