25 نيسان/أبريل 2012 في احتفالنا في العام الماضي باليوم العالمي لمكافحة الملاريا، أعربنا عن شديد الأسف لوفاة طفل واحد كل 45 ثانية من جراء الإصابة بهذا المرض. أما في عامنا هذا، فقد تمكنّا من إبطاء عقارب الساعة. ومع ذلك، لا تزال وفاة طفل واحد كل دقيقة من جراء الإصابة بالملاريا مأساة هائلة، ولكننا نستمد بعض الأمل من نجاح التدخلات الدولية في إنقاذ الكثير من الأرواح. فقد زاد عدد الأطفال الذين ينامون في أمان تحت ناموسيات واقية، والأسر التي تجتمع في غرف تخلو من الناموس، والمجتمعات المحلية التي تتاح لها إمكانية الاستفادة من الاختبارات الطبية، والمرضى الذين يحصلون على ما يحتاجون إليه من أدوية للتعافي. وقد عزز تحالف عالمي الاستراتيجيات التي ثبت نجاحها وتشمل توفير الناموسيات المعالجة بالمبيدات الحشرية الطويلة المفعول، ورش الأماكن المغلقة بالمبيدات، وتوفير اختبارات التشخيص السريع والأدوية المضادة للملاريا للسكان المعرضين للإصابة بها. وبفضل هذه الشراكة المتميزة، جمع العمل بين الحكومات والوكالات الدولية والجهات المانحة والباحثين والشركات وجهات العمل الخيري وطائفة من منظمات المجتمع المدني والأفراد المعنيين والجهود التي بذلتها تلك الجهات أنقذت أرواح أكثر من مليون شخص. فتراجعت منذ عام 2000 معدلات الوفاة بسبب الملاريا بنسبة فاقت الربع على الصعيد العالمي وزادت على الثلث في أفريقيا. وقد حان الوقت الآن لحشد الجهود من أجل تحقيق تقدم يتجاوز ما سبق بكثير. ومن الأولويات الرئيسية التي تضمنها برنامج العمل الذي أعدتُه للسنوات الخمس المقبلة خفض معدل الوفيات بسبب الملاريا إلى ما يقرب من الصفر. ففي عالم الوفرة الذي نعيشه اليوم، ليس هناك ما يبرر الامتناع عن الاستثمار بشكل ذكي وميسور التكلفة في التدخلات لمواجهة الملاريا. فاختبار التشخيص السريع ثمنه 50 سنتا تقريبا، بينما لا تزيد تكلفة الشوط العلاجي بمضادات الملاريا على دولار واحد تقريبا. والناموسية التي يمتد مفعولها لثلاث سنوات ويمكن أن تحمي عدة أطفال تكلف نحو خمسة دولارات. وهذه مبالغ زهيدة وبإمكاننا أن نزيد من تخفيض التكاليف إذا موّلنا البحوث لإيجاد حلول أفضل. وحتى في مساعينا الحالية إلى الوقاية من وفيات الملاريا، لا بد لنا من الاستثمار في الجيل المقبل من أدوات مكافحة هذا المرض لمواجهة المقاومة الناشئة للعقاقير ومواصلة جهودنا الدؤوبة في سبيل التوصل إلى لقاح له. ونحن بحاجة إلى تنسيق جهودنا على نحو أفضل بهدف إجراء اختبارات للكشف عن المرض وعلاجه وتتبعه. ودعونا في هذا اليوم العالمي لمكافحة الملاريا نتعهد جماعيا بسد فجوة التمويل البالغة 3.2 بلايين دولار، لتحقيق تغطية شاملة في أفريقيا والحفاظ عليها حتى عام 2015، ولبلوغ غايتنا في نهاية المطاف وهي دحر هذا الوباء.