يتميز السودانيون بالخارج بالتواصل الاجتماعي ويظهر ذلك من خلال الجاليات والروابط والجمعيات التي قامت في المملكة العربية السعودية بمرور الزمن ويظهر دور الجاليات التي تضم المغتربين تحت مظلتها في الدور الثقافي الذي يجسد السودان بكل ألوان أطيافه الثقافية المختلفة لتعريف أبناء المغتربين بملامح الوطن العزيز وذلك ليس بدور الجالية فقط بل تشاركها الجمعيات والروابط والكيانات المهنية والاجتماعية المختلفة. ويرى رئيس الجالية السودانية بالمنطقة الشرقية المهندس عثمان عبدالله في حديثه ل«الإنتباهة» أن الجانب الثقافي يعتبر من اهتمامات الجالية حيث يوجد لدى الجالية مكتب ثقافي اجتماعي يتولى عدة مهام من الناحية الاجتماعية ويعمل على تقديم المساعدة لأسر الوافدين كما يهتم بالمناشط الثقافية والتوعوية للمغتربين بالمنطقة الشرقية ويظهر ذلك في البرامج من خلال الاجتماعات والأعياد الوطنية العامة وما تشتمل عليه من مناشط اجتماعية ولقاءات، ومن الجوانب الاجتماعية التي تهتم بها الجالية قضية التأمين الاجتماعي والتوعية بالتأمين على السيارات. ويهتم الجانب الثقافي أيضاً بتاريخ وتراث السودان كالبجراوي وسد مروي والأهرامات وغيرها وأيضا يتم التعريف بجغرافية السودان والمناطق الأثرية الأخرى في السودان. وكان الدكتور الفاتح من جامعة الدمام قدّم محاضرة قيِّمة وهادفة تستهدف الشباب لتنويرهم بقيم الوطن وتاريخه وحقائقه كما قدم البروفسير محمد عبدالله محاضرة عن تجربة مشروع سد مروي، ويجب الإشارة هنا إلى دور الجمعيات بالمنطقة مثل جمعية الأسرة السودانية بالمنطقة الشرقية والروابط النسائية كجمعية المرأة السودانية بالمنطقة الشرقية التي تقوم بمناشط ثقافية وتوعوية من الناحية الدينية والاجتماعية من خلال المحاضرات العلمية والطبية وكيفية ربط الأسرة مع بعضها البعض، وهذه الروابط الأسرية والأنشطة تستهدف الطالبات بهدف ربطهن بالوطن وتعريفهن بقيمه وتنوير هؤلاء الطالبات بالمشكلات والتعقيدات التي تواجههن عند العودة إلى الوطن. وأيضاً من الأدوار التي تقوم بها هذه الجمعيات والروابط الثقافية القوافل التي تستهدف الأسر المقيمة في المنطقة خاصة في شهر رمضان لأداء مناسك العمرة في مكة والمدينة ومن أضخم البرامج الاجتماعية التي تقيمها الجالية كل سنة الإفطار السنوي في رمضان حيث تجتمع فيه أعداد كبيرة من الأسر في هذه المناسبة ويعتبر هذا التجمع حلقة تواصل بين الناس. ولا يقف الدور عند هذا الحد فقط في المناسبات الرسمية بل تقام برامج لدعم الوطن مثل برنامج النفرة الكبرى الذي تم تنظيمه لدعم هجليج. وأضاف أن الجمعيات الموجودة من جهوية وثقافية وإقليمية وروابط لبعض المعاهد والجامعات والكيانات المهنية الأخرى تقوم بدور اجتماعي وثقافي تحت مظلة الجالية التي تقوم بهذا الدور. وقال الأمين الثقافي بالجالية السودانية بمنطقة مكةالمكرمة الأستاذ دفع الله أحمد الشالخ إن الجانب الثقافي يشكل أكبر اهتمامات الجالية، وذلك بالتركيز على القطاعات الشبابية لتعريفهم بالوطن من خلال التراث والثقافات المختلفة وأشار إلى أنهم شرعوا في تنظيم دورات واحتفالات تناقش التراث الشعبي لكل المكونات السودانية بقبائلها ولهجاتها المختلفة، بالإضافة للعادات والتقاليد السودانية الأخرى وفي إطار المحافظة على عاداتنا وتقاليدنا السمحة قمنا بعمل حلقات تلاوة للقرآن الكريم في شكل شعب لكل شعبة حلقة تضم كل الفئات العمرية المختلفة من الجنسين... وأضاف: نقوم بإحياء الليالي الثقافية في المناسبات ونهتم بتفعيل دور الشباب لعلمنا بأنهم يتأثرون ببعضهم البعض. وذكر الأستاذ دفع الله أن الجالية نظمت عدة بعثات للشباب لزيارة السودان وحققت هذه البعثات مردودها الإيجابي ورجع هؤلاء الشباب وهم أكثر حماساً وإعجاباً بالوطن، وتهتم الجالية وترعى الكيانات والروابط الشبابية مثل رابطة شباب السودان بمنطقة مكةالمكرمة. ويقول الأمين الثقافي إن الجالية السودانية بالسعودية تتميز بالعمل الدوب والاهتمام المتعاظم بالجوانب الثقافية خاصة للشباب وتعتبر برامجها ذات طابع سوداني خالص، الأمر الذي يجعل المغتربين أكثر تمسكاً بالوطن.