تعتبر الجاليات السودانية من أوائل الجاليات في المناطق العربية التي بادرت في تأسيسها منظمات تمثلهم وتلم شملهم، وهذه المنظمات كانت في البدء عبارة عن أندية بأسماء بعض القبائل للتلاقي والتسلية قبل أن يكون لها دور اجتماعي ثم ثقافي ورياضي، وبمرور الوقت صارت هنالك منظمات وجمعيات بمفهوم أوسع تضم تحت لوائها عدداً كبيراً من السودانيين بالخارج دون الانتماء لمظلة القبلية او المنطقة، فكانت اتحادات الجاليات في العواصم والمدن الكبرى والروابط التي تتبع لها في مختلف المناطق، ولا شك أن الجاليات تقوم بدور كبير ومهم في عدم تذويب الهوية السودانية، وتعمل على تنمية روح التعاون بين أفرادها، كما أن الحاجة لهذه الجاليات في تزايد كبير وفق دورها اجتماعياً او ثقافياً، وهذا ما جعلنا نسلط الضوء على مدى فعالية هذه الجالية وماذا تقدم. واكد مرتضى فرح خيري رئيس الجالية السودانية بالطائف، أن الجالية السودانية بالمنطقة التي تضم حوالى «8000» سوداني تقريباً هي نتاج المجتمع السوداني بكل أطيافه ومتناقضاته، أو يأمل أن تكون كذلك، وذلك من خلال موقعه بوصفه رئيساً للجالية، وبين انها تسعى سعياً حثيثاً في خدمة رعاياها من المرضى والمعتقلين، وتقديم الخدمات ذات العلاقة بالقنصلية بجدة، والاهتمام بالنشء والجانب الثقافي، والاحتفال بالمناسبات القومية، والاهتمام بالروابط والفعاليات التي هي قوام الجالية وعضدها، ولا يدعون الكمال، لافتاً إلى أن من أبرز النشاطات التي قامت بها الجالية أخيراً الاحتفال بعودة هجليج لحضن الوطن، والاحتفاء بخنساء السودان الاستاذة الشاعرة روضة الحاج التي فازت بجائزة سوق عكاظ للشعر.. واتفق معه رئيس الجالية السودانية بتبوك عمر عباس بأن الجالية تساهم في خدمة السودانيين بالمنطقة بالتنسيق مع القنصلية السودانية بجدة ممثلة في سعادة السفير خالد الترس عبر استقبال وفد القنصلية الذي يقوم بانهاء جميع الاجراءات القنصلية لأعضاء الجالية بتبوك، مما يكون له الأثر الطيب لدى أعضاء الجالية لتخفيف الأعباء عن كاهلهم، موضحاً أن الجالية بتبوك تقوم بإنهاء إجراءات المتوفى واستخراج تصريح الدفن، ومخاطبة الجهات ذات الصلة، وعمل رسالة لكل السودانيين بالجالية عن طريق جوال الجالية بمواعيد الدفن والمسجد الذي تؤدى فيه صلاة الجنازة، وعلاوة على ذلك يمنح أهل المتوفى مبلغ ألف ريال مساهمة من الجالية في مراسم العزاء، وأيضاً تقوم الجالية بتوزيع إعانات شهرية للمرضى المعسرين، وآخر الأنشطة الاجتماعية كان خلال شهر رمضان المبارك من خلال إفطار جماعي أقامته الجالية للرعاة ومربي الماشية بأطراف مدينة تبوك، مما كان له الأثر الطيب في نفوسهم، فهذا بعض من الدور الاجتماعي الذي تقوم به الجالية. وأيضاً لدى الجالية موقع على الفيس بوك يساهم في ربط أعضاء الجالية اجتماعياً ومناقشة قضاياهم المختلفة. وعلى الصعيد الثقافي وإيماناً من الجالية بالدور الثقافي الذي تضطلع به الجاليات في نشر الثقافة وتبادل الأنشطة الثقافية بدول المهجر، قامت الجالية بعمل ندوة ثقافية كبيرة بالتعاون مع النادي الأدبي بتبوك تحدثت عنها الصحف المحلية، وكان لها الأثر الطيب في عكس الثقافة السودانية. أما ما يلي الجانب الرياضي ففي الأشهر القليلة الماضية أقامت الجالية بالتعاون مع المكتب الرياضي للجالية السودانية دورة كأس الاستقلال بمشاركة سبعة فرق وظفر فيها فريق الموردة بكأس الدورة، هذا وتولي الجالية النشاط الرياضي اهتماماً خاصاً. فيما بيَّن الاب الروحي للجالية السودانية بجدة الاستاذ عوض قرشوم أن الجالية هي كيانات شعبية مستقلة، ولا يحق لأية جهات أن تتدخل على حسب قانون لائحة المغتربين الصادر عام «1998م» والمعدل في عام «1999م».. وبناءً على هذا القانون تم وضع لائحة جالية منطقة مكةالمكرمة، وهذا النظام الأساسي اشترك فيه كل السودانيين عبر جمعيات متخصصة ومهنية وحتى الأحزاب وبطريقة غير مباشرة، حيث تم الاتفاق على أن تكون «40%» من عضوية مجلس الجالية لممثلي الروابط الولائية وهي «16» رابطة ولائية آنذاك، وكانت للولايات الجنوبية رابطة واحدة.. ونسبة »20%« الجمعيات المتخصصة»القرآن الكريم والرياضيين والمرأة والمنتديات الثقافية« ونسبة »20%« للجمعيات المهنية وأذكر منها الإعلاميين والمعلمين والحرفيين والحقوقيين، ونسبة »10%« تمثل المحافظات التي تتبع لإمارة منطقة مكةالمكرمة »رابغ، مكةالمكرمة، الطائف، الخرمة، القنفذة« ونسبة »10%« للفعاليات، وهي عملية استكمال، ووضعنا ميثاق شرف بموجبه يعمل الجميع من أجل الجالية، وأن نخلع توجهاتنا السياسية بعيداً عن هذا العمل. واضاف ان المحور الرياضي من المحاور النشطة جداً، ولدى الجالية »14« فريقاً، وتمت دورات رياضية متعددة، وأذكر منها دورة جياد ودورة الخطوط الجوية السودانية والآن دورة الطلاب.. وهنالك دورة مقترحة للشهيد عماد موسى الرياضي الكبير رحمة الله عليه. وهنالك أمثلة متعددة تتمثل في المساهمة في عكس الثقافة والتراث والعادات السودانية، وأذكر منها منتدى السودان الثقافي الذي كان له دور مميز، ولكن اعترتها بعض الخلافات مما أثر عليها، بجانب ذلك أذكر منتدى أحباب السودان، نادي الطنبور، جمعية التراث، منتدى الاربعائية التي سجلت حتى الآن »142« محاضرة ثقافية، وهناك العديد من المنتديات، ولكن ربما لم تكن متوافقة أو منسجمة مع الجالية بطريقة كاملة. كل هذه الصورة تدل على عمق الجالية السودانية بالمملكة العربية ومدى تفاعلها مع بعضهم البعض، كما نتمنى أن تقوم الجاليات في مناطق السعودية وخاصة الرياض التي غابت عنها الجاليات سنين طويلة.