اولاً السودانيون منتشرون في كل بقاع الدنيا وبلاد الله الواسعة فالمسؤولية المهنية تحتم علينا ان نتيح هذه المساحة لكل صاحب تجربة ولكل من هجر السودان يبحث عن عوالم جديدة يجد فيها ذاته وينصلح عبرها حاله، ونحن حريصون كذلك ان نوثق لكل التجارب ليس في السعودية او الخليج فحسب ولكن هذه الزاوية تسع الجميع وبكل الانتماءات والالوان والتنظيمات طالما انها تحت مظلة السوداني.. وهذه هي حصيلة ما رصدته واحة المغتربين من افادات في حوارها مع الاستاذ عبد الرحمن هباني السكرتير الثقافي للجالية السودانية بدالاس بامريكا. الاتفاق على كيان واحد لكل السودانيين في المهاجر ربما كان صعباً ان لم يكن مستحيلاً، فكيف وصلتم الى جالية وفاقية ومستقرة فى دالاس؟ بدأت هجرتي الى امريكا فى العام 2000م ووقتها لم تكن هناك جالية بالمعنى المفهوم، وصحيح انه كانت هناك مشكلات في تكوين جالية سودانية بمعناها المعروف، وذلك يعود الى طبيعتنا كسودانيين، اذ اننا من الصعب ان نتفق بسهولة على شيء واحد، وذلك لعدة اسباب منها الأسباب الجهوية والسياسية وغيرها، فكنا فى حاجة ماسة حتى نرسخ مفهوم معنى جالية بين السودانيين فى دالاس، فكان هناك فراغ اجتماعي سوداني بعدم وجود جالية منذ العام «2000» إلا من المشاركات الاجتماعية العادية بين السودانيين، وحتى العام «2006م» حيث انعقد اول اجتماع بمبادرة من الدكتور هاشم عوض الذي قام بتكوين اول نادٍ سوداني كان قبلة لكل السودانيين هناك، وكان هناك عدم ثقة في السفارة وكان التعامل القنصلي أيضاً يتم عبر مكاتب الأممالمتحدة في نيويورك، وهذه عملية شاقة ومتعبة بالنسبة لنا فبدأنا في تكوين جالية بفكرة اجتماعية بسيطة وغير مباشرة لامتصاص حدة الخلاف وبدأت الفكرة من المركز الصوفي هناك. ما هي جهودكم في تعزيز الهوية السودانية هناك؟ هناك عدة برامج منها برامج رياضية للأطفال وكبار السن والشباب إلى جانب ان المدرسة تلعب الدور الأكبر فى تعليم اللغة العربية والتربية الإسلامية والتربية الوطنية وغيرها من المناشط الأخرى، لكن المسؤولية كبيرة كما ذكرت ومرهقة أيضاً، فظل السكرتير الأكاديمى واللجنة الفنية في حالة معاناة مستمرة لأن الأفراد متطوعون وينفقون من جيوبهم الخاصة. اما على المستوى الاجتماعي والثقافي في الجالية فقد بادرت المهندسة إخلاص سر الختم بإنشاء «خيمة قدم الخير» وهي عبارة عن تجمع للسودانيين في كل جمعة عقب الصلاة للترفيه حيث يتم تقديم عدد من المواد الثقافية والتربوية خلال الخيمة تشمل الوثائقيات والاغاني السودانية والحديث عن السودان. { من اين تستمدون المناهج؟ كنا نستمد المناهج وقتها من المدارس العربية هناك، من المدرسة السعودية في واشنطن، والمدرسة السودانية، على الأقل للحفاظ عل الموروث الإسلامي والهوية العربية، بعدها نقلنا حاجتنا إلى السفارة لمخاطبة الخرطوم لتوفير المناهج والمقررات إلى جانب حاجتنا أيضاً لتوفير معارض فاجتهدت السفارة وبذلت كل ما في وسعها لكن دون جدوى، وحتى اللحظة، وهناك مساعٍ جارية لإيفاد وفد ثقافي من الفنون الشعبية والفرق الفنية والغنائية لإحياء ليالٍ وجولات ثقافية للسودانيين فى المدن الأمريكية. { اذن لا بد ان تكون هناك بعض الإشكالات والقضايا العالقة التى تحتاج الى حلول عاجلة، لنتحدث عنها... فى احدى المراحل كان التعامل الهجري يتم عبر مكاتب الاممالمتحدةبنيويورك، ولمعالجة هذه المسألة اتصلنا بالاخ نصر الدين احمد والي الذي كان يشغل وقتها منصب القنصل العام بسفارة السودان بواشنطن، بعدها اصبح السفير، ثم اعقبه جون اوكيج، وفي تلك الفترة وصل الى امريكا وفد سوداني رفيع المستوى ضم الدكتور مطرف صديق وصلاح الدين عمسيب نائب الأمين العام لجهاز المغتربين وقتها وعدد من قيادات مؤسسات الدولة ذات الصلة بالمغتربين، وتحدثنا معهم حول العديد من القضايا منها الحاجة الماسة لمكتب يقوم بكل الإجراءات الهجرية للسودانيين من تجديد جوازات وسجل مدني واستخراج جوازات وغيرها، وبحمد الله تمت الاستجابة وتم فتح المكتب، إلا انه مازالت هناك قضايا ملحة وعالقة حتى اللحظة منها قضية فتح فرص للاستثمار بالسودان للسودانيين بامريكا، ففى العام «2007م» وصل وفد من ابناء السودان المقيمين بامريكا لبحث هذا الأمر مع المسؤولين فى قطاع الاستثمار بالسودان ولكن لم تفلح كل المحاولات لمقابلة الوالي، بعدها عاد الوفد الى امريكا صفر اليدين حيث تم تحويل كل المبالغ الى هناك وانشأنا شركة «united cab service» لخدمات الليموزين بقوة «187» سيارة تعمل بصورة جيدة حتى الآن، وحينما جئنا الى السودان كانت الفكرة انشاء برج استثماري متكامل تجاري وسكني يضم «200» اسرة ومازلنا نصر على انشاء ذات الفكرة بالسودان ونحتاج الى قطعة ارض لإنشاء المشروع بالخرطوم رغم اننا فقدنا الثقة في المسؤولين بقطاع الاستثمار في السودان. وماذا حققتم من مكاسب بشأن الأراضي السكنية؟ في العام «2008م» وصل الينا وفد من الأراضي وتوليت انا شخصياً الإجراءات الخاصة بعدد «34» اسرة تم التصديق فقط لأسرتين من بين الأسرتين اسرة جنوبية والأخرى لها علاقات نافذة، اما البقية فما يزالون فى الانتظار منذ ذلك التاريخ ونحتاج فى هذا الامر الى معالجة عادلة، هذا الى جانب العديد من الاحتياجات الاخرى المتمثلة فى استخراج الرقم الوطنى للسودانيين وايجاد مكتب خاص للجواز الالكتروني إضافة الى زيادة الفريق الذى يقوم الآن بالإجراءات الهجرية للسودانيين فى امريكا والذي يتكون فقط من ضابط برتبة عقيد وضابط صف ويظلان في حالة تأهب قصوى حتى الساعة التاسعة مساءً علمًا بأن الدوام ينتهي عند الساعة الثالثة بعد الظهر وهذا يعتبر عبئًا ثقيلاً جداً وضغطًا نفسيًا وبدنيًا رهيبًا على شخصين فقط يقومان بمهمة كبيرة. { ما هي رسالتكم أو مطالبكم الضرورية للجهات الرسمية؟ نناشد الإخوة في وزارة الثقافة والإعلام ووزارة التربية والتعليم الاتحادية والولائية الاهتمام بالجاليات السودانية بالخارج والمدارس السودانية أيضاً والاهتمام بحاجياتها من مناهج ومواد ثقافية سودانية تعزِّز التواصل وتوثق عرى الترابط بين السودانيين في مثل هذه المهاجر مع وطنهم ومجتمعاتهم بالسودان.