إن لجان الحسبة وتزكية المجتمع، فكرة حمل لوائها الأخيار من أبناء هذا الوطن الحبيب الغالي، ونشأت وترعرعت بعد توفيق الله وإعانته على يد الشيخ عبد القادر أبو قرون من منطقة أبوقرون بشرق النيل، التي صاهرت الأخ معتمد بحري طارق مبارك حبيب الله، وكان أيضًا من أبناء المنطقة الأخ الفاضل اللواء أحمد الطيب أبو قرون من جهاز الأمن والمخابرات الوطني، رفيق دربه اللذان فاضت أرواحهما في طائرة تلودي في أول أيام عيد الفطر المبارك، وعندما أعلن الأخ عبد القادر أبو قرون السير في درب الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر بالحكمة والموعظة الحسنة، انبرى لها رجال أمثال الشيخ المستشار أحمد علي الإمام حفظه الله ومتعه بالصحة والعافية، والشيخ كمال رزق خطيب المسجد الكبير بالخرطوم والسيد عبد الحفيظ من مفوضية نزع السلاح، والشيخ أحمد البخيت البشير من مجمع الفقه الإسلامي رحمه الله تعالى والسيد والي ولاية الخرطوم الدكتور عبد الرحمن الخضر والسيد طارق مبارك حبيب الله عليه رحمة الله والسيد عباس الخضر من ولاية الخرطوم وغيرهم من قيادات العمل الإسلامي بالسودان، والهدف من عمل اللجان توحد الصف الوطني والإسلامي داخليًا ونبع تزكية المجتمع من المجتمع، والحديث في هذا المقال عن الفقيد طارق مبارك حبيب الله له مواقف استوقفتني بعد رحيله، لأن الحديث عنه عن شخصية فذة وقائد متواضع ذا نظرة ثاقبة وعن نفس سباقة إلى الخير، بعد توجيه السيد والي الخرطوم الدكتور عبد الرحمن الخضر للمعتمدين للمبادرة بأعمال اللجان كان أول معتمد قام بالاتصال بنا وكان له السبق والفضل بالتنسيق المباشر بينا وبينه، وعندما شرح الأخ أبو قرون أعمال اللجان للسيد المعتمد تهلل لها وجهه، واشتاقت لها نفسه، وتطلع لها فكره، أثلجت الكلمات التي سمعناها منه صدورنا، وتم تكليفه من قبل رئيس اللجان أن يكون الراعي الرسمي لأعمال اللجان بولاية الخرطوم، حيث تم وضع خطة للولاية، توعوية وتثقيفية ودعوية قبل فراقه بأيام، وهي الآن بمكتبه، أما مراميه ومساعيه الجادة كما لمسناها منه أن تكون محلية بحري نموذجًا لكل المحليات لمحاربة المظاهر السالبة، والدعوة بالحكمة والموعظة الحسنة، وآخر تنسيق تم هو لقيام مؤتمر عام يضم قيادات بالدولة ووالي الخرطوم والجهات ذات الصلة والساسة والمصلحين والموجهين لمسيرة الأمة الحضارية على ضوء الكتاب والسنة، والتفاعل مع أعمال اللجان والمشاركة لمن يستطيع لمن يدفع بعمل اللجان إلى الأمام، ويبقى اليوم الشاهد على العصر الفاتح مًَُعلا من معتمدية بحري، حيث تم تكليفه لينسق معنا أعمال لجان بالمحلية، بمكتب تزكية المجتمع، إن مثل هذه الأعمال الكبيرة والمشروعات التي رفعت له ضاق بنا الزمن وأردنا المواصلة بعد عيد الفطر المبارك، ولكن كان قدر الله أسرع ومشيئته نافذة، حيث قادرنا إلى الدار الآخرة في الثامن عشر من الشهر السابق، ومع رفقاء دربه الذين أرادوا أن يكونوا مع إخوتهم في جبهات القتال، في طائرة تلودي نسأل الله عز وجل أن يتغمدهم الله برحمته، لكن تبقى الدروس التي استفدناها من معرفتنا به، في آخر أيام حياته، إن المسارعة في الخيرات ينبغي أن تكون في قلب كل مؤمن، عندما مدح الله زكريا قال الله تعالى فيهم إنهم كانوا يسارعون في الخيرات ويدعوننا رغبًا ورهبًا وكانوا لنا خاشعين، إذا الإنسان المؤمن همّ بالحسنة كتبت له حسنة، قف أخي القارئ الكريم وتأمل المشروعات التي شرع في القيام بعملها، سوف تكتب إن شاء الله له حسنات، ثانيًا إن الخيل إذا شارفت على الميز أسرعت ثالثًا إن طارق شخصية تجسدت فيها كثيرًا من المعاني التي ينبغي إلى المعتمد الجديد لمحلية بحري أن يجعل منها نموذجًا والإسراع بتنفيذ الأعمال التي شرع في تنفيذها وأن نجسد روح التزكية في أنفسنا والمجتمع حتى نلقي الله بأعمال صالحة ننتفع بها وننفع بها وأخيرًا «إنا لله وإنا إليه راجعون»!!.