دونت نيابة حماية المستهلك والبيئة عدداً من البلاغات المتعلقة بمخالفات أبراج الاتصالات وتأثيرها على صحة المواطن، وعدم التزام تلك الشركات بمعايير السلامة العامة. وكان صاحب العقار رقم(448 مربع 11) الكلاكلة قد تقدم ببلاغ ضد الشركة التي نصبت برجاً جوار منزله، كما تقدم صاحب العقار بالرقم (290 مربع 17) الإسكان الشعبي، ببلاغ آخر يحمل ذات الشكوى، ثم تتوالى شكاوى المواطنين حول تأثير الأبراج على صحة المواطنين. * معاينة الأبراج (حوادث وقضايا الإنتباهة) توقفت عند الأمر واطلعت على بعض الملفات المهمة، حيث خاطب السيد وكيل نيابة حماية المستهلك والبيئة والصحة العامة، وزارة الصحة بولاية الخرطوم ممثلة في إدارة الصحة المهنية مستفسراً عن تأثير هذه الأبراج، والمطالبة بالمعاينة والإفادة وبتاريخ 15-7-2012م، ردت وزارة الصحة بخطابها الذي يحمل النمرة(وص/وخ/رص أ/ص م) تفيد فيه بأنه تمت معاينة الموقع المذكور والبرج ما زال تحت التشييد، وعليه لا توجد مولدات عاملة حتى يتم قياس الضوضاء المنبعثة منها ومقارنتها بالحدود المسموح بها. ولكن يمكن الرجوع إلى الهيئة القومية للاتصالات لمراجعة شروط التصديق. وأفاد الخطاب أن المجلس الأعلى للبيئة والترقية الحضرية يقوم بقياس الإشعاعات المنبعثة من البرج بعد التشغيل ومدى مطابقتها للمواصفات. أما بلاغ منزل السكن الشعبي فقد أوردت إدارة الصحة المهنية رداً على خطاب النيابة يفيد أن فريقاً من بيئة العمل وفسيولوجيا العمل قام بمسح ميداني لبيئة العمل وقياسات الضوضاء والأبخرة الناتجة من المولد وأرفق الخطاب تقرير نتيجة المسح البيئي. * تقرير فني بالاطلاع على التقرير الفني الخاص بموضوع شكوى منزل الإسكان الشعبي وجد الفريق الميداني الآتي: يوجد البرج في مساحة مقتطعة في الركن الشمالي الغربي من المنزل المجاور للعقار المذكور، ويشمل البرج مولداً كهربائياً موضوعاً على قاعدة أسمنتية وغرفة تحكم ضغط كهربائي عال وبرج التقوية وخزان وقود . المولد يبعد (75) سم عن الحائط المشترك من منزل الشاكي. حسب إفادة الشاكي فإن المولد يعمل في حالة انقطاع أو ضعف التيار الكهربائي أو عندما يراد شحن البطاريات الخاصة بالبرج. وقد وجدنا المولد في حالة تشغيل. ينتج عن تشغيل المولد ضوضاء واهتزاز وملوثات هواء. ينتج عن البرج ترددات موجبة (أشعة غير مؤينة) لها مجال كهربائي ومغنطيسي، المجال الكهربائي ضعيف ويتوقف عند الاصطدام بأي سطح يعمل كموصل أرضي له (معدن البرج)،المجال المغنطيسي يخترق الأشياء. تم قياس مستوى الضوضاء في مواقع عدة في البرج وفي منزل الشاكي وكانت نتيجة القياسات كما موضح بالجدول المرفق. وبالإطلاع على الجدول نقرأ مستوى الضوضاء بالديسبل في منزل الشاكي الفناء الخارجي المجاور للمساحة التي يشغلها البرج وملحقاته بلغت(60) والمسموح بها بحسب المواصفة القياسية السودانية رقم (1458/2007) الخاصة بالضجيج مساءً«40» وصباحاً «30» ومن الساعة 6 مساء إلى 11 مساء «35» ديسبل. وتشمل هذه القياسات التي أُخذت لمنزل الشاكي قراءات أعلى من الحد المسموح به نهاراً وكلها أعلى من الحد المسموح بها ليلاً. * الآثار الصحية وحول الآثار الصحية أكد التقرير الفني أن الضوضاء لها آثار فسيولوجية وسمعية وآثار نفسية ويصاحبها اهتزاز له آثاره الصحية وآثاره على المباني. وختم التقرير قوله إن غازات الاحتراق قد تؤثر على الجهاز التنفسي، وتم التوقيع على هذا التقرير باسم كل من رئيس قسم فسيولوجيا العمل الباحث سامية محمد مضوي والمهندس ست نور حسن محمد رئيس قسم بيئة العمل. وحول الأضرار المباشرة للأبراج تقول ذات الإدارة المختصة رداً على خطاب آخر إنه ينتج عن تشغيل البرج ترددات موجبة وهي عبارة عن أشعة غير مؤينة لها مجال مغناطيسي . الآثار الصحية، بعضها قد أُثبت والآخر تحت الدراسة فما أُثبت أنه يؤثر في ارتباط وانطلاق الكالسيوم من الجسم وبالتالي يؤثر في التئام الجروح (تأثير موجب). يزيد من احتمال الإصابة بسرطان الدم بنسبة تصل للضعف لمن لديه الاستعداد لذلك خاصة الأطفال. لم يتم إثبات أنه سبب مباشر للإصابة بالسرطان ومازالت الدراسات عن الآثار الصحية للمجال المغنطيسي مستمرة. *خطاب هيئة الاتصالات ورداً حول إستفسار النيابة لاشتراطات التركيب والترخيص والأذونات للأبراج أوضحت الهيئة القومية للاتصالات في خطابها المعنون للسيد وكيل النيابة كافة الاشتراطات والمواصفات الفنية وجاء في بندها رقم (15) يجب ألا يتسبب وجود أجهزة الإتصالات اللاسلكية في إلحاق أضرار صحية بالمجاورين، مع الالتزام بتطبيق المواصفات والاشتراطات التي تصدرها الجهات المختصة، وتأتي الفقرة(16) يجب أن يكون هناك عقد موقع مع مالك الأرض الطبيعية أو المبنى المراد استخدام سطحه لتركيب أجهزة الاتصالات اللاسلكية ما يفيد باتفاق الطرفين على السماح بالدخول للمبنى أو الأرض.