كتبت مقالاً بتاريخ الأحد 15 شوال 1433ه الموافق له الثاني من سبتمبر 2012 تحت عنوان «جرّد نصلك يا منبري لنسف هذا الاتحاد» وهو مقال جاء تعقيباً على ما ظل يكتبه الأخ يوسف عبد المنان متهماً المنبر بأنه تجمُّع عنصري وأطلق عليه «منبر الخال» من جهة، وتعليقاً على ما دار بين الأخ يوسف والأخ بكري المدني الكاتب بصحيفة ألوان العزيزة من خلال الرسالة التي بعث بها الأول إلى الآخر، ونقلتُ تلك الرسالة وعلقتُ عليها، وملخصها أن الأخ يوسف عبدالمنان بجانب ما ذكرتُه عنه يرى أيضاً أن كُتّاب المنبر يستخدمون«عبارات المجتمعات السفلى والبذاءة واللغة السوقية» وفي معرض ردي على الأخ يوسف طالبته بل تحديتُه أن يورد مثالاً لهذه العبارات، وطلبت منه أن يقبل مناظرتي حول فكر المنبر وأهدافه ومبادئه، وأن يعرض هو نقده الذي اشترطتُ عليه فيه أن يكون نقداً علمياً وموضوعياً وليس هراء و صراخًا أجوف كما يفعل يوسف، وأن يقدّم أدلة وبراهين جلية. لكن الأهم من ردي هذا.. أن الأخ بكري المدني شريك الأخ يوسف في الاتحاد الذي أُعلن، وهدفه التصدي لمنبر السلام العادل، كما أَعلن ذلك الأخ بكري المدني نفسه، وكتب في أخيرة «ألوان» بتاريخ الأحد 8 شوال 1433ه الموافق 26 أغسطس 2012م العدد «4955» يقول «إن رسالتي الثانية للزميل يوسف وهو أخ عزيز خبرته في حل المهنة وترحالها أقول فيها اسمعها مني يا يوسف نحن في فريق واحد ولا يهمني في أي خانة أكون فلقد «جندت نفسي بنفسي للتصدي لمنبر السّلام العادل وعلينا معاً أن نصوِّب التنشين فليس أكثر أذى من النيران الصديقة يا صديق ». هذه هي رسالة بكري الودودة لصديقه يوسف يطمئنه فيها حتى لا يفهم يوسف غير ذلك، فهم جميعاً فريق واحد، وصف واحد يتصدى لمنبر السلام العادل.. لكن المهم في جزء من الرسالة هذي اعتراف بكري المدني بأن أهل المنبر لا يستخدمون عبارات المجتمعات السفلى والبذاءة واللغة السوقية شهد شاهد من أهلها وذلك حين اعترض على يوسف بقوله «حتى إنني وفي محاولات الصد التي أقوم بها مجتهداً مع يوسف لمنبر السلام العادل لا أستخدم ولم أستخدم عبارة «منبر الخال» التي أوردها الزميل يوسف وإنما أسميه باسمه الذي اختاره وأنقده النقد الذي أحسب وأرجو أن يكون صحيحاً، كما أن عبارات أوردها الأخ عبد المنان كالمتاجرة والمجتمعات السفلية والبذاءة واللغة السوقية أسأله من أين أتى بها؟ وأين وجدها؟! ليس لأني لم أطالبه بكتابتها في وجه أهل المنبر بل لأنني لم أقرأ مثلها في كتاباتهم التي ردوا بها على يوسف فعن أي شيء وشخص يتحدث عبد المنان؟! يبدو أننا لسنا بحاجة إلى التعلق بعد قول الأخ بكري المدني هذا وهو من داخل اتحاد يوسف يفند ويدحض مزاعم يوسف وتخرصاته الباطلة التي أذن فيها لوجدانه بالجموح دون عقله وصدقه وأمانة المهنة.. وبدأ لي أن الأخ بكري رغم خلافه معنا حتى الآن منصف وموضوعي ينشد الحوار النافع، ويسمي الأشياء باسمها كاختلافه مع الأخ يوسف حول استخدامه «منبر الخال» فهو يقول منبر السلام العادل.. واختلافه مع «يوسف حول زعم يوسف أن كُتّاب المنبر يستخدمون عبارات سفلى وبذئية ولغة سوقية.. واختلافه مع يوسف حول أسلوب الرد على المنبر.. ويقول «وفي محاولات الصد التي أقوم مجتهداً مع يوسف وآخرين لمنبر السلام العادل..» إ. ه أعتقد هذه روح علمية وموضوعية.. لأننا كلنا يعتقد أن رأيه صواب يحتمل الخطأ، ورأى غيره خطأ يحتمل الصواب، وقوله «أجتهد» يُظهر منهجاً علمياً تعارف عليه الناس، فالأمور الظنية والاجتهادية التي غاب عنها النص الدال على وجهها بقطع هي مسرح لنظر المجتهدين والاجتهاد ولكن للاجتهاد شروطه ولوازمه. لكن الأخ بكري المدني هو نفسه خالف هذه القاعدة وكنا نأمل أن يسير عليها وذلك حين كتب «بتاريخ الخميس 12 شوال 1433ه، الموافق 30 أغسطس 2012م العدد «4959» بألوان.. يقول: «إن مواقف الباشمهندس الطيب مصطفى لا يسندها عقل ولا منطق ولا دين ولا أخلاق وهو متناقض في كل شيء ومختلف مع كل شخص يحمل رأياً آخر..».. ثم ذكر عددًا من الإخوان انتقد مواقفهم الطيب مصطفى وهم عادل الباز والطاهر ساتي وعبدالباقي الظافر ويوسف عبدالمنان.. ولو سكت الأخ بكري المدني عن هذا السطر لحسبنا أنه يقصد بنقده هذا الطيب وحده.. ولكن قال بعد ذلك: «أي رجل هو الباشمهندس الطيب مصطفى ومن هم الذين معه وهم معاً من الخطورة بمكان على بلدنا ومستقبله ما يستوجب التصدي لهم وتعريتهم واجباً مهنياً ووطنياً وأخلاقياً ودينياً وإلاّ فصدقوني أنا لا هو لن نجد في غد وطنًا ندافع عنه فلسوف تمضي «أجزاؤه» بالفتن كما مضى الجنوب بخيره وجاء بشره». هنا أبدأ بما انتهى عليه بكري المدني.. وأقول: إن الجنوب مضى بشره ولكن ضعف الإرادة والهزيمة النفسية وطمس البصيرة التي يعاني منها الأخ بكري وزملاؤه في الاتحاد وآخرون جعلتهم لم يتمكنوا أن يروا في الجنوب إلاّ بضعة ملايين من البترول وعشيرة نباتية من أشجار الباباي وهذه نزعة مادية موغلة في الإفلاس الفكري الذي لا يستصحب البُعد الحضاري والقِيمي والروحي، وإلاّ فليحدثني اتحاد بكري لماذا يغضّون الطرف عن خطورة مشروع السودان الجديد على هُوية أهل الشمال؟ ولماذا لا يشغلون أنفسهم بإستراتيجية الحركة الشعبية حين تقرر من خلال دستورها أن الهدف من مشروع السودان الجديد هو إنهاء النموذج الإسلامي والعربي وإقامة الدولة العلمانية التي تفصل الديّن عن الدولة، وحين تقرر أنها تريد إنهاء حكم الأقلية والجلابة واستبدال الثقافة الإفريقية بالثقافة العربية.. ولماذا لا ينتفضون لدينهم حين تطرح الحركة الشعبية مشروعاً يقوم على إقصاء دين الله تعالى من حياة الناس، ورفض تطبيق أحكام الشريعة وكتابة البسملة في صدر الدستور وهي آية في كتاب الله.. القرآن.. الآية «30» من سورة النمل «إنه من سليمان وإنه بسم الله الرحمن الرحيم»؟ ولماذا يسكتون عن جرائم التطهير العرقي التي تمارسها الحركة الشعبية في تلودي والموريب وحجير الدوم وهي تحتل «كاونارو» وكاودا وسماحة وتعتدي على هجليج والعباسية تقلي وبحيرة الأبيض، وتحتفظ داخل حدودنا بفرقتين من الجيش الشعبي المليشيا الإرهابية.. أين غيرتكم على الوطن والدين والأخلاق يا بكري والظافر وساتي ومن لفَّ في محوركم الآثم. وبعدها يُصدر بكري المدني أحكاماً قاسية تخالف المنطق والواقع ويؤكدها المبالغة في المغالاة والتطرف تبعاً لهواه.. انظر إليه يقول وهو يتهم الطيب مصطفى ومن معه واصفاً مواقفهم بأنه «لا يسندها عقل ولا منطق ولا دين ولا أخلاق» نحن كتبنا رافضين فكرة مشروع السودان الجديد، ورافضين الدعوة إلى الإباحية وفصل الدين عن الدولة ورافضين الاستهزاء بأحكام الشريعة والدين، ورفضنا تسجيل قطاع الشمال كحزب سياسي لأنه محتفظ بعبارة «تحرير السودان» بعد انفصال الجنوب ولأنه أساء إلى القرآن ورفض كتابة البسملة في صدر الدستور وهو الذي يموِّل ويدير الحرب الدائرة الآن في جنوب كردفان والنيل الأزرق بالوكالة عن أمريكا ودويلة جنوب السودان ولذلك نرفض ولا نزال نرفض الاعتراف به، دع عنك محاورته، لأنه عميل لدول أجنبية معادية، ونحن ندعو إلى بسط سلطان الدولة على كل أرض السودان ونرفض تقديم أي تنازلات تضر بالأمن القومي السوداني وتنال من كرامة الشعب والأمة، وهذارأي المنبر قبل أن يكون رأيي الشخصي، وندعو ونشحذ همة الأمة نحو الجهاد لحفظ هُوية البلاد.. نحن ندعو إلى ذلك واتحاد بكري المدني يرفض ذلك!! فأيُّنا إذن صاحب الأخلاق والدين والوطنية والمنطق.. الإجابة متروكة للأخ القارئ الكريم وعموم الشعب في بلادي المنتصرة بإذن الله رغم أنف اتحاد بكري المدني وأولاد أمريكا وعملاء السفارات الغربية. بالرغم من أن الأخ بكري المدني لم يذكر لنا بعد أعضاء اتحاده الذي كوّنه للتصدي لمنبر السلام العادل، إلا أننا نعرف جيّداً من هم أعضاء هذا الاتحاد.. كما أنه لا يتعب القارئ الحصيف كثيراً لأجل معرفة أعضاء هذا الاتحاد «الضرار» وهو اتحاد ... في مقالي الماضي «جرّد نصلك يا منبري لنسف هذا الاتحاد» دعوت الأخ يوسف عبد المنان إلى مناظرتي حول نقده للمنبر بقولي «.. يوسف أدعوك إلى مناظرتي على الملأ وأن يحشر لها الناس والإعلام ضحى حول الذي تقول، وحول الذي تعتقده في منبر السّلام العادل..» والآن أجدِّد له هذه الدعوة.. لكن الأخ بكري المدني كتب نيابة عنه في عموده بعنوان «شطة.. وبقية التوابل» بتاريخ 4 سبتمبر 2012م يقول «أخيراً طلبني الأخ وقيع الله حمودة شطة للمناظرة حول الاختلاف وهو منهج راق أشكره عليه وأنا أقبل مناظرته من خلال محاورته صحفياً كقيادي في منبر السلام العادل، وأنا كصحفي ومراقب عام ورافض أيضاً ومعارض لأطروحات حزبه وليعد «شطة» نفسه جيّداً لهذا الحوار.. حول رؤى المنبر وأهدافه وتنظيمه».. أقول للأخ بكري أنا جاهز لك وللاخ يوسف ولأي أحد من أفراد اتحادكم «الضرار» الوطني ابن البلد الأصيل الذي يقول بعين حمراء لا لأمريكا.. أو جميعكم مجتمعين، أما الأخ يوسف عبد المنان فقد كتب في عموده «خارج النص» في أخيرة المجهر بتاريخ الأحد 9 سبتمبر 2012 العدد «143» تحت عنوان «لا تغضب عليهم» تعليقاً على أحداث «حجير الدوم كنانة» يقول: «والخرطوم لا تغضب، و«الطيب مصطفى» بكل حماسته لم يبكِ أحداث التطهير العرقي، وحمودة شطة لا يزال هنا قاعد وأبناء عمومته يتعرضون للتطهير العرقي.. ولو كان ما حدث في حجير الدوم من فعل الحكومة لذهبوا بها لمجلس الأمن، وصدرت القرارات، ولكن القبائل العربية «لا بواك» عليها!!» أولاً أنا أشكر الأخ يوسف عبد المنان على مقاله الرائع هذا والذي واسى به أهلينا في حجير الدوم وكان موقفاً شجاعاً نحمده للأخ يوسف.. ثانياً أقول للأخ يوسف إن الطيب مصطفى من حسن حظه أنه في مقاليه السابقين ندد بالأحداث في «سماحة» و«الموريب» و«حجير الدوم» جراء الجرائم النكراء التي ارتكبتها الحركة الشعبية والجبهة الثورية في تلك المناطق. وأعتقد من حسن حظي «أنا» أيضاً أني كتبت مقالاً تحت عنوان «حجير الدوم.. وبطولة الشهيدة عائشة الكنانية» في اليوم ذاته.. الذي كتب فيه الأخ يوسف عبدالمنان مقاله المذكور، الأمر الذي يجعلنا ننجو من رشاشات الأخ يوسف الناقدة لموقفينا من الحدث.