ميَّز الله تعالى هذه الأمة بذاكرة متقدة وبمرجعية تستند لمنهج واضح، وخص أمتنا الصغيرة بالسودان بمحبة رسوله الكريم عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم، ولعل ما حدث بالأمس من استدعاء للسفير الألماني والقائم بالأعمال الأمريكي بالخرطوم من قبل الخارجية السودانية وإبلاغهما رسميًا رفض حكومة السودان للرسوم والفيلم المسيء لسيد العالمين سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم، لأمر يتسق تماماً مع مشاعر ووجدان الأمة وهو رسالة متناغمة مع الروح الإسلامية عمومًا وخطوة جعلت من القائمين بأمر الخارجية محل تقدير واحترام. وقبل الخوض في همسنا للخارجية نعيد نشر هذا الخبر الذي أوردته قناة الجزيرة في وقت سابق: «كرمت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل الرسام الدانماركي كيرت فيسترغارد الذي أثارت رسومه المسيئة إلى الرسول الكريم محمد صلى الله عليه وسلم غضباً واسعاً في العالم الإسلامي قبل خمس سنوات، بذكرى هجمات «11» سبتمبر «2001»، وقالت ميركل في كلمة ألقتها أمام اتحاد «أم 100» للصحفيين بمدينة بوتسدام قرب برلين: إن أوروبا مكان تُحترم فيه حرية التعبير، وإن رسم مثل هذه الرسوم أمر مسموح به في القارة، وهذا لا يتناقض مع احترام حرية المعتقدات والأديان في أوروبا». بعد ذلك تمت إعادة نشر الرسوم المسيئة بألمانيا وتم تعليقها بأكبر المساجد هناك لاستفزاز المسلمين تزامنًا مع ذكرى سبتمبر. من جانب آخر فإن واحدة من كبريات أزماتنا الدعوية بالسودان أن تفرقت بنا السبل وإن جاز لنا أن نقدم نقداً لذاتنا فإن الأمة الإسلامية بالسودان لم تتوحد إلا في جناب الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم، فما من أذية يتعرض لها سيد الخلق إلا وكانت للمسلمين منعة وقوة وإيمانًا وتوحيداً لصفهم وإيقاظاً لمحبتهم التي كثيراً ما تسكن مع البيات الشتوي، ولنا أن نتأمل تلك الضجة الصاخبة والغضبة الصادقة لله ولرسوله، فقد جلس الجميع على منصة قاعة الشهيد الزبير يتقدمهم الشيخ أبوزيد محمد حمزة رئيس جماعة أنصار السنة والبروفيسور ناصر السيد الأمين العام لجبهة الدستور الإسلامي، المراقب العام للإخوان المسلمين، رئيس هيئة شؤون الأنصار، رئيس جمعية الإمام مالك الفقهية، نائب الأمين العام للحركة الإسلامية، رئيس منبر السلام العادل، المؤتمر الشعبي بالإضافة لممثل هيئة شؤون الختمية وغيرهم من الأئمة والدعاة بمختلف مذاهبهم الدعوية ووالله ما كان لهؤلاء أن يجتمعوا إلا في رسول الله عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم. لذلك يحق لنا أن نهمس في أذن المجاهد علي كرتي ونقول: إن الخطوة التي اتخذتها الخارجية بشأن الاستدعاء وإبلاغ الرفض لدول الاستكبار تحتاج لخطوة أخرى أكثر جرأة وقوة، فلم يعد سراً أمر ترتيبات الخارجية للمؤتمر الخاص بالترويج للاستثمار السوداني بألمانيا والمزمع عقده خلال الأيام القليلة القادمة مع حشد الجهات المعنية ورجالات المال والأعمال لتمنح بموجبها فرصًا ذهبية لمن أساءوا إلى العقيدة وسبّوا الدين وتعرضوا لأفضل خلق الله. * أفق قبل الاخير: من الممكن أن يكون المؤتمر مع دول أوربية معتدلة كإسبانيا والنمسا وبقية الدول التي انضمّت للاتحاد الأوربي حديثاً. * أفق أخير: