حقيقة أن شعبنا السوداني العظيم أكثر شعوب العالم الإسلامي والعربي، يصلي على الرسول -صلى الله عليه وسلم- وعندما نشرت في المرة الأولى بعض الصحف الدنماركية رسوماً كاريكاتورية للرسول الكريم.. أقامت شعوب العالم الإسلامي الدنيا ولم تقعدها.. وأدخلت الحكومة الدنماركية في حرج شديد بعد التهديد بمقاطعتها تجارياً وسياسياً واقتصادياً.. ثم اعتذرت الدولة الدنماركية. وقبل أسابيع قليلة أعادت (71) صحيفة دنماركية تلك الرسومات من جديد بحجة أن جماعة إسلامية (إرهابية) ومتطرفة هددت باغتيال رسام الكاريكاتير الذي قام بعمل تلك الرسوم المسيئة لأعظم رجل في هذا الكون. واجتمع نفر كريم من هذا الوطن العزيز الذين استفزتهم تلك الرسومات المسيئة.. وكونوا تجمعاً أطلقوا عليه «منبر السودان لنصرة النبي -صلى الله عليه وسلم-» وقد أخبرني الأستاذ المحترم بدر الدين طه مسؤول الشؤون الاجتماعية بالمؤتمر الوطني، الذي تعرفت عليه عن قرب لأول مرة أثناء زيارة السيد نائب رئيس الجمهورية الأستاذ علي عثمان قبل أشهر الى ولاية النيل الأبيض.. ووجدته نموذجاً مختلفاً عن الناس.. متفقه في الدين.. بل عالم.. وصاحب نبرة هادئة في الحديث. ولسان ذرب وأدب جم. المهم الشيخ بدر الدين هاتفني وأخبرني عن أهداف المنبر الذي يجب أن يجد الدعم الكامل من كل أفراد هذا الشعب العظيم.. ومن العاملين في الصحف كافة. وقد دعا المنبر الذي يترأسه الدكتور حسين أبوصالح ومعه كوكبة من رجال آمنوا بربهم ويدافعون عن دينهم ويقاتلون في سبيل الله وفي محبة رسوله الكريم عليه أفضل الصلاة والسلام. دعا المنبر كل أفراد الشعب السوداني أن يغبروا أقدامهم ساعة واحدة فقط في سبيل الله لنصرة النبي الكريم -صلى الله عليه وسلم- في المسيرة الجماهيرية الكبرى التي قرر تسييرها في العاشرة من صباح اليوم الأربعاء.. وحددوا نقطة التحرك جامعة الخرطوم. وقد حشد المنبر لهذه التظاهرة الكبرى التي تعبر عن محبة شعبنا العظيم لرسولنا الكريم -صلى الله عليه وسلم- حتى يعرف العالم الغربي عامة وحكومة الدنمارك وصحافتها قبلها مكانة الرسول الكريم -صلى الله عليه وسلم- لدى شعب السودان المسلم العظيم .. وأنهم في سبيل الدفاع عنه يبذلون الغالي والرخيص.. وأنهم جاهزون للدفاع عنه.. لأنه يعبر عن عقيدتهم وهو رمز لهذه العقيدة العظيمة ورمز لشرف كل أبناء المسلمين في كل أركان الدنيا. إن عظمة المصطفى -صلى الله عليه وسلم- لا يعرفها أهل الغرب وإلا لما تجرأوا أن يفعلوا ما فعلوا.. و لأن النظام العربي الرسمي ليست لديه القدرة والشجاعة لمواجهة الدول الغربية فإنه ظل صامتاً معظم الأوقات.. أو ندد أحياناً تنديدات باهتة وشجباً لا يغني ولا يسمن.. ولايعبر عن عظمة الرسول الكريم وخاتم الأنبياء والمرسلين. ودعا المنبر الى مقاطعة البضائع الدنماركية التي كنت أعتقد أنها (الزبدة) والأجبان فقط.. ولكن أستاذنا حسن رزق أكد لي أنها (06) سلعة تجارية يستوردها السودان من الدنمارك.. وأن مقاطعة هذه السلع وعدم التعامل معها يضرب الاقتصاد الدنماركي في مقتل إذا نفذت كل الدول العربية والإسلامية المقاطعة كاملة، وهو أعظم رد على الحكومة الدنماركية التي تدعي البراءة من هذا الأمر باعتبار أن الصحافة لديهم حرة لا أحد يسأل عن ما تكتبه، وهذه ليست حرية إنها فوضى.. والحرية عندما تطلق تتحول الى فوضى.. تسيئ الى الأديان السماوية والى الرسل والأنبياء.. فهل هذه هي الحرية التي نريدها؟ إن على الدول العربية والإسلامية كافة إخراج المسيرات الصاخبة للتنديد بتلك الرسومات وبالحكومة الدنماركية التي سمحت لصحافتها بإعادة نشر تلك الرسوم المسيئة. وعلى جماهير شعبنا الخروج مبكراً.. للمشاركة في الدفاع عن النبي الكريم -صلى الله عليه وسلم- ولنؤكد للعالم أجمع أننا لانقبل الإساءة الى حبيب الله المصطفى -صلى الله عليه وسلم-. فلتخرج الجماهير الهادرة هذا الصباح وتهتف وتندد بتلك الرسوم حتى يسمعها كل العالم.. والنصرة لرسول البشرية المنصور دائماً وأبداً. والله الموفق وهو المستعان.