حظيت زيارة المشير عمر البشير رئيس الحمهورية إلى جمهورية مصر العربية يومي «16» و«17» سبتمير الجاري بتغطية إعلامية غير مسبوقة من قبل الوسائط الإعلامية المصرية بالنظر إلى إستراتيجية العلاقة بين السودان ومصر والروابط الأزلية التي تربط الشعبين الشقيقين. وقال الرئيس البشير في هذا الصدد «العلاقات السودانية المصرية علاقات أزلية وتواصل بين الشعبين» وتأتي العلاقات الاقتصادية والتجارية لتعميق هذه الروابط الأزلية. وشكلت الزيارة دفعًا وتمتينًا للعلاقات السودانية المصرية، وتأتي أهميتها من أنها الزيارة الأولى للرئيس البشير بعد فوز د. محمد مرسي بمنصب رئيس الجمهورية عقب ثورة «25» يناير. وفور وصول البشير إلى أرض الكنانة دخل في مباحثات مشتركة بقصر الاتحادية بالقاهرة مع الرئيس المصري الدكتور محمد مرسي تطرقت إلى العلاقات الثنائية وسبل تعزيز العلاقات بين الخرطوم والقاهرة. وقال د. ياسر على المتحدث الرسمي لرئاسة الجمهورية المصرية في حديثه للصحفيين عقب المباحثات إن الرئيسين تبادلا وجهات النظر حول القضايا المشتركة، مبينًا أنها تركزت حول دفع آفاق التعاون بما يعزز العلاقة الإستراتيجية الوثيقة بين السودان ومصر وتوسيع نطاق الشراكة الإستراتيجية لمصلحة الشعبين، مشيرًا إلى أن الرئيسين تطرقا إلى قضية الأمن الغذائي في البلدين واتفقا على سرعة تفعيل المشروعات الكبرى وفي مقدمتها المزرعة المصرية بالولاية الشمالية في السودان ومزرعة الإنتاج الحيواني بجانب زيادة استيراد مصر من اللحوم السودانية واستعراض كل قطاعات التكامل المشترك على صعيد توسيع نطاق تبادل الخبرات بين البلدين وذلك عبر اقامة مراكز تدريب متخصصة تعزز من قدرات الموارد البشرية في البلدين واتفقا أيضًا على افتتاح «فرع البنك الأهلي المصري» بالخرطوم اليوم على يد د. هشام قنديل رئيس الوزراء المصري والذي سيقوم بزيارة رسمية للسودان في الفترة من «19» «20» سبتمبر الجاري. وشدد الرئيسان على سرعة اكتمال الطريق البري بين البلدين وذلك لتسهيل عبور البضائع وتنشيط حركة التجارة بين البلدين. وعزا د. ياسر تأخر افتتاح الطريق البري الرابط بين قسطل ووادي حلفا الى عدم اكتمال بعض المنشآت والمعابر على الطريق، وقال إن الرئيسين وجّها بزيادة معدل حركة التجارة وتشجيع المستثمرين السودانيين والمصريين على الاستثمار في البلدين بما يسهم في تنشيط الحركة الاقتصادية في البلدين والعمل على إنشاء آلية مالية مشتركة بين البنكين المركزيين في البلدين يتم من خلالها تسهيل المعاملات المالية والمصرفية ومعالجة مشكلات تراكم متحصلات الشركات في البلدين عبر البنكين المركزيين. والتقى رئيس الجمهورية بمقر اقامته بقصر القبة بالقاهرة برئيس الوزراء المصري د. هشام قنديل وناقشا كيفية تنمية العلاقات وصولاً لتحقيق التكامل الكامل بين البلدين خلال ثلاث سنوات وفقًا لتوجيهات رئيسي البلدين. وأعلن د. هشام قنديل في حديث ل«سونا» عن توقيع اتفاقية لتنظيم المعابر على الطريق البري الذي يربط بين البلدين خلال زيارته المرتقبة للسودان يومي «19» و«20» من الشهر الجاري، مبينًا أن اللقاء تطرق إلي قضايا دعم الزراعة في السودان من خلال تشجيع المستثمرين المصريين في هذا المجال، بجانب استيراد اللحوم الحية والمذبوحة من السودان. كما تناول اللقاء إمكانية إنشاء منطقة صناعية بالسودان تخصص للمستثمرين المصريين وإنشاء مدرسة تكنولوجية لتدريب السودانيين حتى تسهم في توفير العمالة المطلوبة لهذه المنطقة. وعلى صعيد آخر التقى الرئيس البشير بالأمين العام للجامعة العربية د. نبيل العربي الذي أكد أن موقف السودان تجاه الأوضاع في سوريا يتفق تمامًا مع موقف الجامعة العربية مشيرًا إلى أن السودان يشارك في لجنة الجامعة العربية المعنية بالوضع فى سوريا. وقال إن اللقاء تطرق إلى ضرورة دعم التعاون والتنسيق العربي، مبينًا أن السودان موقفه واضح تجاه تطورات الأوضاع في سوريا مبينًا أن الدولة الوحيدة التي تحفظت حيال الوضع في سوريا هي لبنان، وذلك لأسباب تتعلق بالأوضاع الداخلية فيها. وكشف عن انعقاد قمة عربية إفريقية في الكويت خلال الفترة القادمة لتعزيز دور التعاون العربي الإفريقي. وفي لقائه مع قادة التنظيمات السياسية المصرية ورجال الدين الإسلامي والمسيحي والذي نظمته السفارة السودانية بالقاهرة، وقال البشير ان زيارته لمصر تأتي في اطار حرص السودان على اقامة علاقات استراتيجة مع مصر. واضاف قائلاً: «أتينا لزيارة مصر لعلمنا بعمق هذه العلاقة»، وأوضح ان العلاقات بين البلدين دون طموحات الشعبين الشقيقين، مبينًا ان الإرادة الشعبية للبلدين مع الوحدة والتكامل بينهما، وقال ان هناك ارادة سياسية قوية للتحرك بهذه العلاقات الى الأمام، مبينًا أن الأيام القادمة ستشهد انعقاد اللجنة الوزارية المشتركة بين البلدين داعيًا الى ضرورة وضع برنامج واضح بمواقيت محددة للوصول بهذه العلاقات الى مرحلة الشراكة الإستراتيجية. وحول الأوضاع السياسية في السودان طمأن رئيس الجمهورية قيادات القوى السياسية المصرية إلى مايجرى في السودان من أحداث، وقال إن السودان في افضل حالاته بالرغم من التحديات التي تواجهه، مبينًا أن المفاوضات بين السودان ودولة الجنوب برغم مضيها ببطء الا انها تحرز تقدمًا تدريجيًا. واوضح البشير ان الأوضاع في دارفور تعد اكثر استقرارًا من ذي قبل، مشيرًا الى انضمام عدد من المجموعات المسلحة الى مسيرة السلام والعمل ضمن وثيقة الدوحة، وحول الاوضاع الاقتصادية بالسودان قال البشير ان السودان وضع برنامجًا ثلاثيًا للاستقرار الاقتصادي عقب انفصال الجنوب، مبينًا ان السودان قد تجاوز المرحلة الصعبة في مراجعة الاوضاع الاقتصادية بفضل هذا البرنامج الذي اعتمدته الدولة.