عاد الرئيس عمر البشير والوفد المرافق له إلى الخرطوم مساء أمس قادماً من القاهرة بعد زيارة رسمية ناجحة استغرقت يومين التقى فيها نظيره المصري وبحث عدداً من ملفات العلاقات المشتركة، وكان في استقباله بمطار الخرطوم النائب الأول الأستاذ علي عثمان محمد طه. وكان البشير وصف زيارته إلى مصر بأنها تأتي في إطار حرص السودان على إقامة علاقات إستراتيجية مع مصر، وأوضح خلال مخاطبته لقاءً مع قادة التنظيمات السياسية المصرية ورجال الدين الإسلامي والمسيحي على شرف مأدبة عشاء نظمتها السفارة السودانية بالقاهرة أمس الأول، أنّ العلاقات بين البلدين دون طموحات الشعبين الشقيقين، وقال إن الإرادة الشعبية للبلدين مع الوحدة والتكامل بينهما، وأشار لوجود إرادة سياسية قوية للتحرك بهذه العلاقات إلى الأمام، وقال إن الأيام المقبلة ستشهد انعقاد اللجنة الوزارية المشتركة بين البلدين، ودعا لضرورة وضع برنامج واضح بمواقيت محددة للوصول بهذه العلاقات الى مرحلة الشراكة الإستراتيجية، وطمأن البشير القيادات على الأوضاع في السودان. وقال حسب (سونا) أمس، إن السودان في أفضل حالاته بالرغم من التحديات التي تواجهه، وأكد أن المفاوضات مع دولة الجنوب برغم مضيها ببطء إلاّ أنّها تحرز تقدماً تدريجياً، وقال إن الأوضاع في دارفور تعد أكثر استقراراً من ذي قبل، وأشار إلى انضمام عدد من المجموعات المسلحة لمسيرة السلام والعمل ضمن وثيقة الدوحة، وأكد البشير أن السودان وضع برنامجاً ثلاثياً للاستقرار الاقتصادي عقب انفصال الجنوب، وتابع بأن السودان تجاوز المرحلة الصعبة في مراجعة الأوضاع الاقتصادية بفضل هذا البرنامج الذي اعتمدته الدولة. وأكد البشير استعداد السودان لاستقبال المستثمرين المصريين وتقديم كل التسهيلات اللازمة لهم بما يعزز دعم الحركة الاقتصادية في البلدين، وقال إنه من خلال اتفاقية الحريات الأربع سيُعامل المستثمرون المصريون كمعاملة السودانيين، وأضاف: (نحن محتاجون لجهد مشترك لتحقيق الاستقرار الإقليمي في المنطقة)، ولفت إلى العلاقات الجيدة التي تربط السودان بدول الجوار مثل أريتريا وأثيوبيا ومصر وليبيا وتشاد، وقال إن هناك تنسيقاً أمنياً كاملاً مع ليبيا لتحقيق الأمن على الحدود ومنع تسريب الأسلحة وتهريب البشر، وأكد سعي السودان للإسهام في خلق الاستقرار بليبيا انطلاقاً من الروابط التاريخية، وأبان أن الاستقرار في ليبيا يُعد امتداداً للاستقرار في السودان ومصر، وتابع: استقرار الأوضاع في ليبيا سيجعلنا نحول التكامل الثنائي بين ليبيا والسودان إلى تكامل ثلاثي يضم مصر ومن ثم يمكن تطويره ليكون تكاملاً لكل دول المنطقة. وفي السياق، بحث البشير أمس مع د. هشام قنديل رئيس الوزراء المصري، كيفية تنمية العلاقات ودفع آفاق التعاون وصولاً لتحقيق التكامل الكامل خلال ثلاث سنوات وفقاً لتوجيهات رئيسي البلدين. وكشف د. هشام قنديل عقب لقائه البشير بمقر إقامته في قصر القبة بالقاهرة، عن توقيع اتفاقية لتنظيم المعابر على الطريق البري الذي يربط البلدين خلال زيارته المرتقبة للسودان غداً الأربعاء، وقال إنّ اللقاء تطرّق لقضايا دعم الزراعة في السودان من خلال تشجيع المستثمرين المصريين، إضافةً لاستيراد اللحوم الحية والمذبوحة من السودان، وأضاف بأن اللقاء تناول أيضاً افتتاح فرع البنك الأهلي المصري بالسودان، وقال إن البنك سيعمل على تيسير المعاملات المالية المصرفية للمستثمرين المصريين ودعم استثماراتهم في السودان وسيسهم في دفع حركة التجارة من خلال خفض تكلفة الاستيراد والتصدير بين البلدين. وأضاف بأن اللقاء تناول إمكانية إنشاء منطقة صناعية بالسودان تخصص للمستثمرين المصريين وإنشاء مدرسة تكنولوجية لتدريب السودانيين حتى تسهم في توفير العمالة المطلوبة لهذه المنطقة. على الصعيد، قال د. نبيل العربي، الأمين العام للجامعة العربية عقب لقائه الرئيس البشير أمس، إن موقف السودان تجاه الأوضاع في سوريا يتفق تماماً مع موقف الجامعة، ولفت إلى أن السودان يُشَارك في لجنة الجامعة المعنية بالوضع في سوريا، وأضاف بأن اللقاء تطرّق لضرورة دعم التعاون والتنسيق العربي، وتابع: السودان موقفه واضح تجاه تطورات الأوضاع في سوريا، وزاد بأن الدولة الوحيدة التي تحفظت حيال الوضع في سوريا هي لبنان لأسباب تتعلق بالأوضاع الداخلية فيها، وأوضح أنّ اللقاء تناول أهمية دفع التعاون العربي الأفريقي، وكشف عن انعقاد قمة عربية أفريقية في الكويت خلال الفترة المقبلة لتعزيز دور التعاون العربي الأفريقي.