المعلوم في اجراءات عقد الزواج وفق العرف والقيم السودانية انها تتم بشكل سريع ومرتب دون أي تعقيدات او تسويف إلا ان اخانا مأذون السفارة في جدة يريد غير ذلك ويتفنن في فرض الشروط على العرسان، ولعل الكثيرين ممن عقدوا زيجاتهم في السفارة او قُدِّر لهم حضور مراسم اي زواج في السفارة لديهم قصص وحكايات عن ذلك جديرة بالتوقف عندها. وقد قُدِّر لي ان احضر حوالى ست اوسبع مرات عقد قران في قنصليتنا الميمونة بجدة في كل مرة كانت هناك قصة فقد حضرت سابقًا زواجًا تم حشر العرسان في غرفة مترين في مترين عبارة عن مستودع توضع فيه اجهزة الكمبيوتر القديمة والأثاث المحطم، صدقوني ولمن يدخل السفارة في موقعها الحالي يجد هذه الغرفة على يمينه اول دخوله من الباب الخارجي في موقع المعاملات ودفع الضرائب.. وللعلم بدأت الإجراءات الساعة العاشرة صباحًا واستلمنا قسيمة الزواج الساعة الثالثة عصرًا؟؟ والأغرب انه في زواج آخر طلب العريس والعروس ووالداهم ودخل معهم عم العريس وشقيق العروس فقام بطردهما فقال له عم العريس هذا زواج ومشروع فيه الإشهار والحضور فقال لهم اذا لم تخرجوا من الغرفة فلن اعقد لهم.. وفي زواج آخر لأحد الأقرباء تم حشرنا في غرفة صغيرة قام السيد المأذون بسؤال العروس قائلاً هل استلمت المهر كاملا؟ قالت نعم؟ قال كم؟ قالت له عشرة آلاف ريال؟؟ قال طيب كم عايزة مؤخر؟ قالت له ما عايزة مؤخر؟ قال لها ليه ما عايزة مؤخر بتجينا مشاكل كتيرة من ناس يقولون لنا ليه ما نبهتونا للمؤخر لذا لابد من مؤخر؟؟ قالت له العروس يا شيخ انا حرة ما عايزة مؤخر؟ قال لها السيد المأذون كيف ما عايزة مؤخر لازم مؤخر؟؟ وهنا شعر والد العريس بالضيق فقال له ياشيخ اكتب عشرة آلاف ريال مؤخر صداق؟؟ فانزعجت العروس وقالت له يا عم لا اريد مؤخرًا والله.. فقال لها ابو العريس معليش يا بتي انا عارفك ما عايزة واصلاً ولدي ما حيفارقك لكن نعمل شنو مع عمك المأذون ما شايفاه كيف مصر؟؟ وهذا ما دار بالضبط؟. وفي زواج آخر بعد ان اكتملت الإجراءات لابد طبعًا من توقيع السيد القنصل قام القنصل باستدعاء العرسان ووالديهم وقام بالتحقيق معهم انتم سودانون ومن وين؟ ثم اين التقيتم؟ وشغالين وين؟ وغير ذلك من الاسئلة التي لا معنى لها؟ وبعد ذلك ادخلونا في صالة عبارة عن بدروم كبيرة لكن البوهية فيها تالفة والارضيات لم تنظف من اكثر من سنة والأثاث فيها متهالك وغير مرتب وحدث ايضًا ان احد الأصدقاء سحب اوراقه وذهب بابنه وعروسته ووالد العروس الى المحكمة السعودية وعقد القران هناك وبسرعة ودون اي تدخل في شؤون العرسان. ولو ان اي شخص ذهب لسفارة دولة اجنبية سيجد احترامًا وتقديرًا وتنظيمًا لن يجد عُشره في سفارة بلده وكنت قد ذهبت سابقًا لسفارة الهند واثيوبيا وغيرها لأخذ تاشيرة سفر وقد أُعطيت لها بكل ادب واحترام وتقدير ونظام.. لكن هنا في سفارتنا يتم التعامل معنا وكأننا نشتغل تحت موظفيها رغم انهم هم يأخذون مرتباتهم من جيوبنا فأين وزارة الخارجية لحفظ حقوق المواطن السوداني في سفارة بلده؟ نحن نحتاج لمن يشرِّف سمعة السودان ويخدم المواطنين والأجانب.