( كدي التعين نفسها في الأول) هكذا صدح أحد المواطنين عندما قرأ في إحدى الصحف أن السكة الحديد ستدخل مجال النقل الداخلي لتخفيف حدة أزمة المواصلات بالعاصمة، بتسيير قاطرات إلى بعض المناطق التي يواجه فيها المواطنون أزمة مواصلات. وفي هذا الإطار وقعت أخيراً ولاية الخرطوم وهيئة السكة الحديد اتفاقية تكاملية تخدم في الأساس خطة الولاية في تحسين حركة المرور والنقل باستخدام سعات النقل الكبيرة، وبتوظيف هيئة السكة الحديد وسير خطوطها داخل الولاية. ونصّ الاتفاق على السماح لولاية الخرطوم بإنشاء طريق موازٍ لطريق الطابية يبدأ من شرق كوبري الحرية ويتجه شرقاً حتى تقاطع المك نمر عرضه «20» متراً وطوله «1.8» كلم. كما نصّ الاتفاق على استخدام خطوط السكة الحديد في مشروع الترام والقاطرات الخفيفة التي تخطّط الولاية لإدخالها كوسائل نقل كبيرة. وستقوم الولاية بتعويض السكة الحديد عن المباني والمساكن المتأثّرة تعويضاً مالياً وعينياً، وسيتم تشغيل خط الكلاكلة الخرطوم، وخط الجيلي بحري كمرحلة أولى. بيد أن عدداً من المراقبين شككوا في عملية هذا الحل في ظل الأوضاع التي تعيشها السكة الحديد بعد فشل الدولة في إعادتها سيرتها الأولى.. فكما هو معلوم أنه منذ السبعينات ظلت السكة الحديد تعاني من تهالك البنى التحتية من قضبان ووابورات وعربات وتدهورت الورش، ورغم أن السكة الحديد بدأت مشواراً تأهيلاً في الآونة الأخيرة إلا أن تطبيق تجربة النقل الداخلي بواسطتها في ظل المعطيات الحالية، وصفها البعض أنها غير واقعية، وتخوفوا من أن تصبح السكة الحديد جزءاً من الأزمة بدلاً من الإسهام في حلها، وذلك عند تعطل القطار في أحد التقاطعات الرئيسة، وهو أمر وارد في ظل المعطيات الحالية، ما قد يسبب أزمة مواصلات خانقة بالولاية، فضلاً عن بطء حركة القطار. الأستاذ دياب قسم السيد رئيس الهيئة الفرعية للمواصلات الداخلية لولاية الخرطوم قال ل«الإنتباهة» إن السؤال الذي يطرح نفسه بقوة: كيف يمكن لهذه القطارات أن تسير في الخرطوم؟ فنحن حتى الآن لم نعرف الإستراتيجية لهذه القطارات، ولكننا نقول لهم، إذا لم يتم عمل خطة إسعافية قبل فتح الجامعات كما وعد الوالي، قد لا يستقر الوضع. كذلك من باب أولى أن تدعم الدولة الحافلات لحل مشكلة المواصلات، لأن القطار ليس حلاً في الوقت الراهن لأننا في عصر السرعة، والحافلات الصغيرة تنافس الكبيرة. ووافقه في الرأي العميد عمر حسنين رئيس الهيئة النقابية بشرق النيل، الذي قال إن السكة الحديد قد تلاقي ذات المصير الذي واجه البصات، معللاً ذلك بأن الحافلات هي الوسيلة المناسبة لفك أزمة المواصلات، إذن بعد كل الإفادات التي وردت، هل ستسهم الإستراتيجية التي طرحتها الولاية في حل أزمة المواصلات، أم أن الأزمة ستراوح مكانها؟