افتتحت قرية الأطفال «sos» عام 1978م إثر الاتفاقية القطرية العالمية؛ التي عقدت بين حكومة السودان ومنظمة «sos» على إنشاء قرية للأطفال المحرومين وفاقدي الأبوين واليتم الجزئي. وتم إنشاء هذه القرية وتضم بداخلها «15» منزلاً، وتستوعب حالياً «123» طفلاً أعمارهم متفاوتة، وتتوافر فيها الرعاية الكاملة، ويعمل بها «41» عاملاً ومشرف وأختصاصي، فى مساحة «43» ألف متر مربع تقع قرية اللقطاء جنوب جامعة افريقيا العالمية. وتعتبر مشروعاً دائماً هدفها خدمي تربوي، وتعمل بنظام الأسرة البديلة وفقاً للنظام العالمي الذى وضعه الدكتور هيرمان جماينر(المؤسس) ويقوم على مبادئ (الأم الإخوة والإخوات البيت القرية). ويقول الأستاذ عبد الجليل عبد الرحمن مساعد مدير القرية إن كل عائلة فى القرية تتكون من «6 - 9» أطفال فى أعمار مختلفة، ولا يتعدى أكبرهم «13» عاماً تقوم على أمرهم أم بديلة يمكنهم الرجوع إليها، وخالة تساعدها فى أعمال المنزل. وهن ليس لديهن ارتباط خارجي ومقيمات بصورة دائمة مع الأطفال. ويقول الأستاذ عبد الجليل عبد الرحمن نائب مدير القرية- إن الطفل يجد بالقرية كل ما يحتاج إليه من مأكل ومشرب وملبس وإيواء وتعليم وعلاج وترفيه. وتمويل القرية يأتي من منظمة «SOS» العالمية وليس هناك دعم داخلي إلا أن هناك بعض الجهات تدعم القرية بين الحين والآخر. وتهدف القرية حسب القائمين عليها- إلى تنشئة الأطفال في مستوى متوسط، وتعالج الميزانية المقدمة للمنظمة وفق هذا المستوى.. وتعمل من خلال الواقع الثقافي وتراعي التقاليد والقيم السودانية الأصيلة. ويشير إلى أن إدارة القرية لا تسعى إلى مستوى رفاهية عال. وأنها تعمل على تربية الأطفال وتنشئتهم على الاعتماد على أنفسهم عندما يخرجون للمجتمع الخارجي. وعن بيوت الشباب يقول عبد الجليل إنها موزعة على الخرطوم وبحري وأمدرمان عددهم الآن «23» شاباً، ونسبة التخرج «82%» ويتم تأهيلهم أكاديميا وفنيا واجتماعيا وفق مبدأ الاعتماد على النفس، أما بيت الشابات فيقع داخل القرية ويضم الآن «12» شابة ونسبة التخرج «18%». ويشير عبد الجليل إلى أن الغالبية فى القرية من الذكور إذ أن البنات يتم تبنيهن بصورة أكبر من قبل الأسر. الأستاذة منى سعيد ظلت لأكثر من «20» عاماً تعمل بروضة القرية تقول إن الأطفال يظل تعلقهم بها أكبر بحكم وجودها الدائم بالقرية.وإن الروضة تضم الآن «32» طفلاً بينهم «10» أطفال من الأحياء المجاورة.أُتيحت لهم فرصة الانضمام للروضة بهدف خلق علاقات مع أطفال الخارج.كما تقوم الروضة برحلات ترفيهية راتبة للأطفال. الأم مريم موسى (معلمة بالمعاش) قالت إن أبناءها فى القرية الذين تخرجوا، ظلوا بارين بها يزورونها من حين لآخر ويزورون أسرتها خارج القرية، وفى عيد الأم الماضي قدموا لها الهدايا. وتؤكد الخالة نفيسة أن الأطفال فى منزلهم متعاونون جداً ومهتمون بدراستهم وبعضهم متفوق فيها.