قال بيان نشرته السفارة الأمريكيةبجوبا على موقعها أمس تحت عنوان »عدم تطبيق جوبا للمبادئ الديمقراطية في الحكم يهدد بالقطع الفوري للمساعدات الأمريكية الخارجية للدولة الوليدة« وعبَّرت عن عميق قلقها إزاء نظام الحكم بدولة الجنوب محذرة من أن عدم احترام المبادئ الديمقراطية الأمريكية سيؤدي إلى الخسارة الفورية للمساعدات الخارجية التي تقدمها الولاياتالمتحدةلجوبا، وجاء البيان قُبيل زيارة رئيس دولة الجنوب سلفا كير ميارديت المتوقعة إلى نيويورك لحضور الاجتماع السنوي للجمعية العامة للأمم المتحدة حيث كان من المتوقع أن يقابل فيه كير عددًا من المسؤولين الأمريكيين وقادة الدول بمن فيهم الرئيس الأمريكي براك أوباما غير أن أحداث القمة الرئاسية المنعقدة حاليًا بينه وبين الرئيس السوداني عمر البشير في أديس أبابا قد حالت دون سفر كير الذي ابتعث نائبه الدكتور رياك مشار لحضور الاجتماع. وقالت سفيرة الولاياتالمتحدةالأمريكية لدى دولة الجنوب سوزان بيج في البيان إن الديمقراطية شيء من الصعب اكتسابه ومن السهل خسارته، ويبدو أن دولة الجنوب قد نفد صبرها إزاء وتيرة التغيير الديمقراطي لذا فهي تسعى لفرض هذا التغيير بوسائل غير ديمقراطية، وأضافت غير أنها لم تنتبه إلا أن فرض التغيير الديمقراطي بوسائل غير ديمقراطية لن يسحق أحلام الأمة الوليدة فقط بل يهدد بقطع دعم الولاياتالمتحدةالأمريكية لها بوصفها أكبر الشركاء والداعمين لجنوب السودان وشعبه، وأشارت إلى أن الشعب الأمريكي وأصدقاء جنوب السودان أبدوا سعادة وحماسًا كبيرين عندما أعلن جنوب السودان استقلاله وبدأوا محادثات جادة بشأن أفضل السبل لتقديم المساعدات، غير أن دولة الجنوب ومنذ حصولها على الاستقلال في العام »2011« تواجه صعوبات في إدارتها بدءًا من فضائح الفساد وانتهاءً بانتهاكات حقوق الإنسان الأمر الذي دفع رئيسها سلفا كير إلى إرسال رسائل لمسؤولين في الحكومة يطالبهم فيها بإرجاع ما سرقوا من أموال الدولة، كما دعا نائب الرئيس رياك مشار المجتمع الدولي لبناء مؤسسات الدولة الوليدة لغرس نظام فعّال للشفافية والمساءلة من أجل معالجة مشكلة الفساد والتي طالت كل مفاصل الدولة وأضافت رايس قائلة إن التقرير الذي نشرته منظمة هيومن رايتس ووتش هذا الشهر قد حمّل الحركة الشعبية المسؤولية عن عمليات القتل غير القانونية والتعذيب والنهب للممتلكات المدنيين فضلاً عن انتشار ظاهرة السجن والحبس التعسفي والانتهاك الصارخ لحقوق المرأة والتي شملت الاغتصاب والعنف والزواج والعمالة القسرية إضافة إلى إهمال زعماء الجنوب لمعاهدات حقوق الإنسان وعم الالتزام بتطبيق مبادئها الرئيسة، كما أوضح البيان أن الإدارة الأمريكية قد قدَّمت أكثر من مليار دولار إلى دولة الجنوب في المدة من عامي »2011« إلى »2013« بهدف دعم الحكم الرشيد والزراعة والتنمية الاقتصادية والتعليم والبيئة والصراع ودعم المصالحة وسيادة القانون وحقوق الإنسان وإصلاحات القطاع الأمني وتنمية المجتمع المدني، في حين أشارت سوزان إلى أن هذا التمويل ليس هبة بل هو استثمار في أحدث دولة في العالم لإنجاح مشروع الديمقراطية بعد عقود من الصراع وأكد البيان دعم الولاياتالمتحدةالأمريكية لتطبيق مبادئ التعددية السياسية والمساواة والتسامح والمساءلة والشفافية وحماية حقوق الإنسان وإنفاذ سياسة القانون وهو ما عجزت جوبا عن تحقيقه حتى الآن.