الإعاقة ليست إعاقة البصر لكنها إعاقة الفكر، وكم رأينا مبصرين معاقين فكريًا لا يضيفون جديدًا في الحياة؛ هذه الحقيقة فهمها المكفوفون بولاية كسلا فحشدوا طاقتهم لتجاوز العقبات وكانوا إيجابيين رغم سلبية الاستجابة والتفاعل مع قضاياهم وطموحاتهم، فلم ينتظروا الوعود بالدعم وعزموا برئاسة الأستاذ الصافي محمد فضل الله وعدد من عضوية الاتحاد والناشطين في مجال الإعاقة زيارة منارة القرآن الكريم «همشكوريب» في إطار تواصل مع هذه المنطقة التي لطالما حلموا أن يكونوا بين جنابتها؛ لما تتميز به من كرم أهلها وعظمة قيادتها، وعبق نفحاتها التي تأتي من أصوات طلاب الخلاوى ترتيلاً للقرآن الكريم؛ فكانت زياراتهم لهذه البقعة الطيبة ذات التراث الإسلامي الأصيل في ثالث أيام عيد الفطر فتحًا كبيراً للمكفوفين بدأت بشائره من خلال روح الاستقبال الذي تعالى فيه التكبير باسم الله واكتسى ببشاشة وسماحة أهل المنطقة وحسن ضيافتهم للزائرين حيث كانت قيادات المنطقة أول المستقبلين للوفد مما دل على الاحترام والتقدير الذي حظي به المعاقون، هذا وتخلل الزيارة برنامج اجتماعي تجمهر له حشد كبير من الأهالي في تفاعل مجتمعي متفرد؛ ووُزِّعت فيه عددٌ من العصي البيضاء للمكفوفين، كما اشتمل البرنامج عددًا من الكلمات؛ سجل من خلالها رئيس اتحاد الولاية صوت شكر كبيرًا لتفاعل قيادات المنطقة مع برامج الاتحاد وخص في خطاب شكره الباشمهندس: أحمد حامد محمد موسى رئيس المجلس التشريعي مثمنًا جهوده المتعاظمة في تنمية الولاية، كما شكر الشيخ أحمد محمد بيتاي لرعايته برنامج الزيارة، وختم الوفد الزائر رحلته باجتماع مع المكفوفين تم فيه التنوير بواقع الكفيف وتقديم المقترحات والتوصيات لتطوير عمل الاتحاد، هذا ووعد رئيس الاتحاد بالولاية دعمهم المستقبلي للمحلية.