الأخ رئيس تحرير (الرأي العام) لعناية الأستاذ التاج عثمان السلام عليكم ورحمة الله الموضوع تحقيق عن قرية المكفوفين نشكر لكم تعاونكم المتواصل معنا في تغطية أنشطة وبرامج الوزارة والاهتمام بعكس القضايا الاجتماعية الملحة ننقل لسيادتكم استجابة الأستاذة أميرة الفاضل وزيرة الشؤون الاجتماعية بولاية الخرطوم لما ورد في صحيفتكم الموقرة بتاريخ 24 نوفمبر 2009م بعنوان: (قرية المكفوفين) والخاص بالتحقيق المتميز الذي أجراه الصحافي النشط والمتميز التاج عثمان، حيث تم بتوجيه من الوزيرة اجراء دراسة ومسح اجتماعي لقريتي الحسانية والأحامدة بالريف الشمالي بحري.. وعليه تقرر إرسال قافلة سبل الخير وهي قافلة صحية اجتماعية وتعليمية تثقيفية شاملة في الفترة من 5/4/2010م - 8/4/2010م. عليه نأمل بايفاد الأستاذ التاج عثمان لمرافقة القافلة والمشاركة في تغطية فعالياتها. وجزاكم الله خيراً فوزية حسن سيد أحمد مدير العلاقات العامة والاعلام ------- خطاب الوزيرة خطاب وزارة الشؤون الاجتماعية ولاية الخرطوم إدارة العلاقات العامة والاعلام السابق يعكس بجلاء أهمية التحقيق الصحفي الميداني الذي أجرته (الرأي العام) صباح الجمعة الموافق 20 نوفمبر 2009م، ونشر بملف التحقيقات الثلاثاء الموافق 24 نوفمبر 2009م، بقرية الحسانية، (20) كيلو شمال شرق مدينة الخرطوم بحري، تحت عنوان (قرية المكفوفين. ظاهرة مرضية غريبة والأسباب مجهولة)، ومحوره الحالات المرضية الشاذة والكثيرة التي انتشرت وسط مواطني قرية الحسانية، خاصة الأطفال، والمتمثلة في العمى الكامل والجزئي، والاعاقات، وحدبة الظهر.. وبعد مقابلتي لعشرات الحالات المرضية بالقرية قال لي مرافقي المعلم متوكل عكاشة بهاء الدين: (لا اعتقد أن احداً من المسؤولين سيلتفت إلينا بعد نشر التحقيق). خالفته الرأى وقلت له: دع التحقيق ينشر وسوف ترى ردود الفعل.. ونشر التحقيق المصور ولفت إنتباه وزيرة الشؤون الاجتماعية ولاية الخرطوم، الاستاذة أمير الفاضل فاصدرت قراراً بارسال فريق من الوزارة لعمل مسح أولي بالقرية للتأكد من المعلومات التي وردت بتحقيق (الرأي العام)، وفعلاً توجه فريق من الباحثين وبالباحثات للقرية، وتأكد من المعلومة، ومن ثم تم إرسال قافلة صحية علاجية توعوية، تعليمية وتثقيفية واطلق عليها اسم (قافلة سُبل الخير) بتوجيه من الوزيرة في الفترة من 5-8 2010/4/ حقائق غريبة حقائق ومعلومات غريبة كشفتها القافلة بقريتي (الحسانية والأحامدة) أخطرها ما توصلت إليه الداعيات من خلال جولتهن وسط الأسر، حيث إتضح ان معظم السكان من الجنسين لا يفقهون شيئاً عن أمور الدين، فهم لا يقرأون سورة الفاتحة بصورة صحيحة، ولا يعرفون كيفية اداء الصلاة.. إحدى الداعيات سألت مواطنة بقرية الحسانية: ? كيف تصلين؟ - أجابت: أقول فقط (الله أكبر).. و(صدق الحق)!! ? وسألت الداعية امرأة ثانية عن كيفية ادائها للصلاة فقالت: - أقول: (الصلاة صلاتك.. والواطة واطاتك)!! الافادات السابقة تعكس الجهل بأمور الدين وسط نساء قرية الحسانية، ونفس الحال ينطبق على الرجال، وحسب قول الداعيات ان أهل القرية - من الجنسين - لا يعرفون كيفية الغسل من الجنابة.. فالقرية تحتاج إلى شيوخ ودعاة لتعليم أهلها أمور دينهم، والمزيد من الخلاوى ،بجانب الخلوة الوحيدة الموجودة الآن (دار المؤمنات) والتي هي في حاجة ماسة إلى صيانة وإعانة حتى تقوم بوظيفتها على الوجه المطلوب. فقر وجهل أهل المنطقة يعتمدون إعتماداً كاملاً على الأبقار، وعندما يكبر الطفل يتم اخراجه من المدرسة ليعمل في بيع الألبان، وبعضهم يعمل في اللواري التي تحمل الحمص وعادة يتزوج الأبناء من بنات عمومتهم، أما البنت فالسقف التعليمي لها الصف السادس أساس، بعدها تزوج لابن عمها او خالها. من خلال المسح الذي قام به الباحثون والباحثات الاجتماعيون اتضح أن المنطقة تعاني من الفقر والجهل، وبها عدد كبير جداً من الايتام والأرامل. الاستاذ فتح الرحمن ابراهيم فضايلو، أمين القافلة والباحث الاجتماعي بوزارة الشؤون الاجتماعية ولاية الخرطوم تحدث لنا من داخل قرية الحسانية بهذا الخصوص: (عقب التحقيق الصحفي الممتاز الذي أجراه الاستاذ التاج عثمان ب (الرأي العام) حول وجود حالات إعاقة ومكفوفين بالقرية، أصدرت الوزيرة توجيهاً بزيارة المنطقة ودراسة الحالات، رغم ان المنطقة تقع بالريف الشمالي لمحلية بحري، وحدة السليت، وأكدت نتائج المسوحات الأولية المعلومات التي نشرتها صحيفة (الرأي العام). ? سألناه: هل توصلتم لأسباب كل هذه الاعداد الكبيرة من المكفوفين والمعاقين بالقرية؟ - قد يكون السبب زواج الاقارب أو لأسباب بيئية أو المياه، فهناك علاقة قربى بين قريتي الحسانية والأحامدة، وهناك جهل واضح بالقريتين يتمثل في عدم تعليم الابناء وعدم وجود المدارس، وافتقار المواطنين للمياه الصحية، كما لاحظنا ان المرأة هنا مهضومة الحقوق تماماً، وليس لها رأي مع رأي الرجل فقط مسؤوليتها تنحصر في رعاية الاطفال والاهتمام بشؤون المنزل، فهي لا تخرج اطلاقاً من المنزل، ولا تقابل الغرباء، كشفت لنا ذلك الليلة الثقافية والترفيهية التي أقمناها بالقرية، حيث لم تأت امرأة واحدة، وكل الحضور كان من الرجال، وذلك بسبب تقاليدهم المتشددة والمقيدة لحقوق المرأة. فضل (الرأي العام) الأستاذة فوزية حسن سيد أحمد - مديرة العلاقات العامة والإعلام وزارة الشؤون الاجتماعية ولاية الخرطوم - التقيناها داخل أحد منازل القرية الذي تحول لإستراحة للباحثين الاجتماعيين وموظفي القافلة، وبالقرب منه منزل آخر استغل كاستراحة للداعيات والباحثات الاجتماعيات قالت: الفضل في تسيير قافلة (سُبل الخير) يعود الى تحقيق (الرأي العام) والاستاذ متوكل عكاشة بهاء الدين، وزوجته منال حسن كوكو عبد الماجد.. فتحقيق (الرأي العام) الذي أجراه الأستاذ التاج عثمان فتح عيوننا على القرية، والقافلة مفتاح لفتح باب القرية، حتى تتدافع منظمات المجتمع المدني لإرساء قواعد لها لتنمية انسان القرية، بجانب ديوان الزكاة الولائي، ووزارة الصحة - إدارة التعزيز الصحي - ووزارة التعليم الولائيتين. فالقافلة التي سيرتها الوزارة ضمت: (دعاة وداعيات وباحثين وباحثات اجتماعيين ونفسانيين من الوزارة ومحلية بحري كجهة اختصاص، وإدارة التنمية الاجتماعية بالوزارة ووزارة الثقافة ولاية الخرطوم ترفيه ودراما توعوية وتثقيفية ومنظمات المجتمع المدني ودار الارقم وأم المؤمنين ومجلس الأسر والمرأة والطفل التابع لوزارة الشؤون الاجتماعية والذي يهتم بالأسرة ومحاربة العادات الضارة وصحة الأمومة والامومة الآمنة وترقية انسان المنطقة. حقيقة مؤلمة الشيخ صلاح القراي من مجلس الدعوة وزارة الشؤون الاجتماعية وجدناه يعقد حلقة توعوية دينية لأهل القرية داخل المركز الصحي وقال لنا: - للأسف اكتشفنا ان سكان المنطقة يجهلون أبسط ابجديات العبادة والصلاة والطهارة ولذلك عملت محاضرات للاطفال عن الايمان وكيفية اداء الصلاة وتلقينهم سورة الفاتحة التي لا يحفظها معظم سكان القرية.. كما ألقيت محاضرات للكبار في مجال الطاهرة وكيفية الغسل من الجنابة، وكيفية اداء الصلاة بصورة صحيحة وبر الوالدين.. ولقد اكتشفنا ان معظم سكان القرية لا يصلون ومن يصلي منهم لا يؤدي الصلاة بالاسلوب الصحيح.. للتأكد من معلومة الداعية الشيخ القراي عن عدم اداء أهل القرية للصلاة سألت المعلم متوكل عكاشة بهاء الدين. المقيم بالقرية بصفة مستمرة: ? كم يسع مسجد القرية؟ - حوالي (250) مصلياً. ? كم عدد المصلين في صلاة الجمعة؟ - غالباً لا يوجد سوى (5 - 6) صفوف، أى حوالي مائة مواطن فقط، أما الصلوات الأخرى فلا يزيد عدد المصلين بالمسجد عن (7 - 10) فقط، رغم أن عدد سكان الحسانية حوالي (4000) مواطن. حكاية (صفاء ومروة) قابلنا احدى الباحثات الاجتماعيات عائدة لتوها من عملية مسح للأسر، وتدعى (التاية عبد الكريم).. قالت: بدأنا المسح الاجتماعي لقرية الحسانية في الأسبوع الأول من مارس الماضي، وأخذنا عينات عشوائية للمعاقين والمكفوفين واجرينا لهم دراسات اجتماعية وبعد تفريغ الدراسات رفعنا التوصيات لرئاسة الوزارة بضرورة تسيير قوافل للمنطقة مع ضرورة وجود مركز اجتماعي ووحدة صحية ثابتة، والآن نقوم بمسح عام للمنطقة لحصر الايتام والارامل، والفقراء والمعاقين، والمكفوفين لمعرفة احتياجاتهم، فهناك حالات تحتاج لعمليات عيون، حيث ان العمى ينتشر بصورة واسعة داخل القرية، ومعظمهم اطفال، وهناك توأمان (صفاء ومروة) تعانيان من ماء أبيض وتحتاجان لعملية جراحية عاجلة، وهناك مواطنون بلا مصدر دخل ويحتاجون لمشاريع إعاشة. مشاهدات وملاحظات * (573) تلقوا العلاج بالمركز الصحي بواسطة الطبيب القادم مع القافلة، ومعظم الحالات المرضية إلتهابات وحساسيات وأمراض عيون و(قوب) مع ملاحظة انعدام الاصابة بالملاريا. * المسح الأولى أظهر وجود (81) من الارامل والايتام و(31) كفيفاً معظمهم أطفال، و(14) معاقاً، و(4) صم وبكم، و(81) أسرة ضعيفة الحال. * نساء القرية اختبئن داخل منازلهن ولم يخرجن طيلة وجود القافلة بالقرية، ولحظنا أنهن يختلسن النظر من فوق أسوار منازلهن لمعرفة ما يدور حولهن. هناك اشكالية في الدواء، ويفترض على وزارة الصحة الولائية توفير الدواء اللازم للمركز الصحي، خاصة وان معظمها مضادات حيوية رخيصة السعر. *حجم العمى بالقرية يتطلب تدخل مؤسسة البصر الخيرية - مجمع مكة - باقامة مخيم للكشف وإجراء العمليات وتوزيع النظارات الطبية بالمجان. * القرية بلا تأمين صحي.. وهذا يتطلب زيارة ميدانية لشوامخ للقرية.. *القرية تحتاج ايضاً الى اختصاصي جلدية وتناسلية لانتشار مرض (القوب) وانتشار الالتهابات وسط النسوة. *أخيراً: للأسف يحدث كل ذلك بمنطقة الحسانية بينما انها تقع على مرمى حجر من العاصمة!!