خالد بركية، من مواليد حي الختمية بالخرطوم بحري، تلقى مراحله الدراسية الأولية بمدرسة العزبة والمتوسطة ببحري الأهلية وانتقل للثانوية بمدرسة الخرطوم القديمة، تخرّج من كلية مهاراشتاء بالهند، ويعمل الآن محاسباً بإحدى الشركات السعودية للمقاولات في الرياض..التقته «نافذة مهاجر» في استراحة قصيرة للتفاكر حول القضايا التي تمثل هاجساً للمغتربين ورؤيته لحلولها.. فماذا قال: * متى بدأت غربتك وما دواعيها ؟ بدأت غربتي في العام 1986م بتوجهي للمملكة العربية السعودية سعياً وراء تحقيق طموحاتي وإكمال نصف الدنيا والاستقرار المستقبلي.. * هل واجهتك أية معوقات هناك ؟ لم أجد معوقات أو مشاكل لأنني والحمد لله مؤهل علمياً، فالسوداني خاصة بالمملكة العربية السعودية مرغوب للعمل لسيرته الطيبة ودماثة خلقه وأمانته.. * تقييمك لسياسة الدولة تجاه المغتربين؟ بكل أسف هي سياسة جباية، فالدولة أخذت الكثير من حقوقها الدستورية منا، ولكن هل أوفت الدولة بحقوقها الدستورية تجاه المغتريين؟ لا أجزم بذلك والدليل التعليم أن «75%» من أبناء المغتربين يدرسون جامعات خاصة بسبب الشهادة العربية.. وهل هناك من يعلم أن أورنيك التقديم للجامعات السودانية يُباع لنا بالرياض بقيمة «250» ريالاً وقيمته للطلاب داخل السودان بقيمة «25» جنيهاً؟ والمغترب لا يستحق امتيازاته إلا بنهاية فترة الاغتراب كما يقول المثل (إكرام الميت بعد وفاته).. * كيف تنظر لاستثمارات المغتربين بالداخل ومعوقاتها؟ حسب علمي هنالك فئة قليلة من المغتربين تتجه لداخل السودان لإقامة مشاريع استثمارية ومعوقاتها كثيرة مثلاً الجباية بأنواعها.. * إذن برأيك كيف يكون الحل؟ أعتقد أن الحل يكمن في أن يكون نظام الاستثمار على نمط النظام السعودي (سجل تجاري يُجدّد سنوياً والزكاة فقط).. * كيف تقرأ الصراعات التي تدور بين المغتربين سواء في النشاط السياسي أو تكوين الجاليات؟ بالنسبة للنشاط السياسي، ليس هنالك صراعات على حسب علمي إلا في جماعة المؤتمر الوطني، وأقول إنه ليس هنالك نشاط سياسي للأحزاب الأخرى، أما بالنسبة للجاليات فهو حراك فكري من أجل تحسين وتقديم خدمات لمناطقهم، وهذا شيء جيد لصالح مناطق تلك الجاليات.. * قرارات الجمارك الأخيرة، هل تعتقد أنها تصب في صالحكم؟ لا ومليون لا ، مثلاً أنا مغترب منذ العام 1986م وسددت جميع الضرائب طيلة سنين غربتي والزكاة والدفاع ولا يشملني القرار، إلا إذا رجعت نهائياً ويستثني الدبلوماسيين والمبعوثين والمعارين، وقصر التوجيه الرئاسي الاستثناء على الشرائح الأربع فقط وأمثالي كثر من الإخوة المغتربين.. * ماذا عن الضرائب؟ حقوق الدولة لا بد من أن نقوم بها ولن نقصر تجاه السودان مهما كانت الأسباب والمعوقات التي تواجهنا.. وكما قال الشاعر: جدودنا زمان وصونا على الوطن ** على التراب الغالي الما ليهو تمن * من خلال مؤهلك العلمي.. ألا تعتقد أن الدولة بحاجة لخبرتك؟ وزير المالية قال لديه عجز بالمحاسبين بوزارة المالية، وبالسعودية خيرة المحاسبين السودانيين يديرون مؤسسات ضخمة، ولكن إن عادوا كيف سيتم التعيين؟؟ هنا المشكلة التي دمرت الاقتصاد السوداني بإعطاء الدولة فرص التعيين لمن لا يستحقها.. * الظروف الاقتصادية الراهنة وتحولاتها وتأثيرها على المغتربين؟ هناك تحولات كبيرة طرأت على الأوضاع الاقتصادية وعلى الدولة وعلى جهاز شئون المغتربين تغيير سياستهم تجاههم وأن توجه لصالح المغترب من أجل توفير حياة كريمه لأسرته وأبنائه، حتى يسلحهم بالعلم، ويوفر لهم مسكناً وعلاجاً دائمين.. * كيف يمكن للدولة أن تستفيد من الخبرات والكفاءات المهاجرة؟ السودان يعتبر من أكبر الدول التي ترفد بمواردها البشرية (المؤهلة) للخارج، وأسهمت في بناء الكثير من المجتمعات بمختلف التخصصات، وهؤلاء أصبحت لهم قوة سياسية واقتصادية مؤثرة، وبإمكان الدولة أن تعمل على استغلالها والاستفادة منها في دعم اقتصاد السودان، ولكن هنالك المحسوبية وهي أهم المشاكل التي تواجه الاستفادة من الخبرات، والصالح العام أضرّ باقتصاد السودان، والخدمات العلمية والصحية والرياضية ومن الصعب جداً أن تستفيد الدولة من الخبرات والكفاءات المهاجرة، ومن هنا نتساءل: ماذا تم بآخر ملتقى بالخرطوم بخصوص هذا الموضوع؟ * كيف ترى جهاز المغتربين وأداءه لمهمته؟ إنه جهاز لجمع الضرائب والجبايات من زكاة ورسوم وغيرها، فالدكتور كرار في المقام الأول خرج من رحم الغربة والاغتراب وبالتالي يحس ويعيش معاناة ومشاكل الاغتراب والمغتربين، والجهاز منذ تأسيسه لم يكلّف أصغر موظفيه لتكبد عناء السفر للوصول للمغتربين والجلوس معهم خاصة في السعودية لتوفير ما يحتاجونه من قطع أراضٍ برسوم رمزية وليس رسوم البيع، المواطن داخل السودان يمنح قطعة أرض حسب الخطط الإسكانية، وكذلك القبول بالجامعات حتى الآن لم نجد الحلول المريحة لأبنائنا الطلاب، أيضاً توفير مندوب من التأمين الصحي بالسفارات لإصدار كروت تأمين صحية للمغتربين وأسرهم حتى يتمكنوا من العلاج داخل السودان، وهذا هو المعنى والهدف من قيام الجهاز.. * هل قررت العودة والاستقرار؟ بالنسبة لشخصي لا أظن هنالك عودة واستقرار بالسودان حالياً ما لم تتغير الظروف.. * كلمة أخيرة؟ نسأل الله أن يرفع البلاء والغلاء عن الشعب السوداني، وأن يجد المغتربون من يهتم بقضاياهم حتى يستطيعوا تقديم كل الخير للبلد وليس لجهاز حاكم أو فرد، والتحية لكل فرد يعمل بجريدة «الإنتباهة» خاصة الشباب ب«نافذة المهاجر» والأمل بعد الله أصبح على الشباب، وفقكم الله جميعاً لما يحبه ويرضاه لتأمين حقوقنا الدستورية من خلال صحيفتكم..