من المواضيع التي قُتلت بحثاً موضوع تعدد الزوجات، ورغم مناقشتها بصورة مكثفة إلا أنها في كل مرة تثير جدلاً واسعاً.. وهذه المرة نحن تحديداً نتناول موضوع الزوجة الرابعة.. وهل ستكون ختامة مسك بالنسبة للرجل؟ وما هي نظرة الزوجة الرابعة لوضعها؟ هل تكون مطمئنة كونها هي من أكملت النصاب الشرعي لزوجها؟ وما هو فهم الزوج للزوجة الرابعة من ناحية نفسية واجتماعية.. فرأي الدين كان واضحاً في التعددية.. و «الراجل حللت ليه أربعة» عبارة نسمعها كثيراً.. «البيت الكبير» قامت باستطلاع عدد من النساء والرجال للاطلاع على وجهة نظرهم في هذا الموضوع.. آخذين معنا رأي علم الاجتماع. أولاً القتينا الأستاذة «ش، ع، م» وهي زوجة رابعة لرجل في العقد السادس من العمر، وتحكى تجربتها قائلة: التقيت زوجي هذا عندما أتى في زيارة للمدرسة لإحدى بناته في موضوع يتعلق بي كوني مشرفة الصف، ثم تجاذبنا اطراف الحديث في مواضيع شتى، وامتد حبل الوصال بيننا، وقد قبلت به عن قناعة، خاصة أنه مقتدر مادياً وزوجاته يتفهمن هذا الموضوع، والحمد لله فأنا الآن أعيش في أمن وأمان، وهناك حقيقة أود توضيحها هي أن الشباب أصبح عازفاً عن الزواج لأسباب معلومة للجميع. أما الحاج إبراهيم الحسين «متزوج من ثلاث نساء» فقد قال في إفادته: حقيقة لو سمحت ظروفي فلن اتوانى في الإتيان بالزوجة الرابعة إرساءً للشرع، وأنا رجل لا أميل للطلاق، بمعنى أنهن جميعاً سيكن في عصمتي، وللرابعة وضع «خاص» لأني سأتي بها وفق معايير محددة، وبالتأكيد ستكون هي مسك الختام. رانيا عبد المطلب «موظفة بإحدى» شركات القطاع الخاص أفادتنا بقولها: لو تقدم بي العمر حتى بلغت مثلا الاربعين من عمري فلن يكون أمامي خيار غير الزواج برجل متزوج حتى لوكنت رقم «4» شريطة أن أكون آخر خيار له. الحاجة ست البنات العمرابي كان لها رأي مغاير تماماً، حيث قالت في إفادتها: أنا كنت الزوجة الثالثة، وقد ذقت الأمرين في زيجتي تلك، وحقيقة لن أسمح لإحدى بناتي بتكرار تجربتي حتى ولو بلغن من العمر مراحل متقدمة. إقبال عابدين أجملت حديثها في عبارات موجزة، حيث قالت: والله «بورة» مضمونة ولا عرسة مجهجهة! الباحثة الاجتماعية الأستاذة خديجة عمر قالت في إفادتها: من المواضيع التي أثارت جدلاً واسعاً موضوع تعدد الزوجات، ولكن من الملاحظ هنا التركيز على الزوجة الرابعة تحديداً، وهذا الموضوع به كثير من الانفعالات النفسية بالنسبة للطرفين، وهذه القضية قديمة منذ الأزل، ودائماً تكون سبباً في كثير من المشكلات بين الأسر، وتتباين الآراء بين الرفض والتسامح والقبول، فالتركيبة النفسية للرجل تميل للتعدد بصورة فطرية، وغالباً ما يبحث الرجل عن الاستقرار عبر التعدد، وبعضهم ينظر للأمر من منظور ديني بحت، ودائماً ما تكون الزوجة الأولى هي الأكثر تأثراً. وبما أن العنوسة أصبحت ظاهرة تؤرق المجتمع وخاصة الفتيات فإنهن أصبحن لا يتوانين في قبول الزواج من رجل متزوج «مثنى وثلاث»، وغالباً ما تقبل الفتاة بأن تكون رقم «4» بفهم أن قد تكون الأخيرة! وفي ظل الوضع الاقتصادي الراهن وعزوف الشباب عن الزواج اصبح الرجل المتزوج مطلب كثير من الفتيات، ولكن الرجل كما أسلفت بطبعه وتركيبته النفسية يميل للتعدد، فلا يجب أن تأمن الفتاة جانبه. وحتى الرجل في ميله للتعدد فإنه يبحث عن الاستقرار، بالإضافة إلى المنظور الديني من جانب البعض.