تأتي أهمية الصحة لدى الإنسان من واقع أنها أهم ركائز الحياة السعيدة، وبما أن المدن الكبيرة بالولاية الشمالية تُعتبر مواقع لثقل سكاني كبير فإن الاهتمام بالمرافق الصحية بها يعتبر من الحتميات لدى وزارة الصحة الولائية ومن ذلك فمستشفى القولد بالولاية الشمالية يعتبر الأكبر من ضمن أربعة مستشفيات توجد بالمحلية وهي مستشفيات «الخندق، رومي البكري، وعرب حاج بدنقلا العجوز» ولذا يعتبر مستشفى القولد الأهم من حيث توفير الخدمة الطبية والعلاجية بينما يغطي المستشفى مساحة سكانية حوالى «40» ألف نسمة... وطالما كتبنا منتقدين في فترة سابقة عن ضعف تقديم الخدمة العلاجية وقلة الكوادر الطبية بالمستشفى فإن الأمانة الصحفية تقتضي علينا أن نعكس المجهودات الكبيرة التي بذلتها جهات عديدة من أجل الارتقاء بالخدمات داخل المستشفى والتي أسفرت عن استجلاب «3» اختصاصيين في مجال تخصصات «الباطنية والصدرية والأسنان والأطفال» إلى جانب عدد من المنشآت داخل المستشفى كتأسيس بنك للدم بالمستشفى والشروع في بناء مساكن جديدة للاختصاصيين وإنشاء غرفة للعناية المكثفة إلى جانب توفير وسائل الحركة للاختصاصيين إضافة إلى إجراء عملية الصيانة بالمستشفى بتكلفة قدرت ب«مائه ألف جنيه»، وهذه الخدمات جميعها كانت مسجلة باسم «الأحلام والأمنيات» في الفترة السابقة بينما الآن أصبحت من الواقع وهي تقف شاهد عيان. ويشير الدكتور سليمان الشفيع المدير الطبي للمستشفى في حديثه ل«الإنتباهة» أن المجهودات التي بذلتها جهات عديدة بداية بنائب الدائرة القومية «3» الدكتور مصطفى إسماعيل ووزارة الصحة بالولاية ومحلية القولد إلى جانب لجنة تطوير المستشفى من أبناء المنطقة بالخرطوم ودول المهجر إلى جانب مجلس الأمناء بالمستشفى إضافة إلى دعم الخيرين من أبناء المنطقة كان لمجهوداتهم القدح المعلى في الارتقاء بالخدمات الطبية بالمستشفى واصفًا التطور الذي حدث بأنه سريع جدًا، ويضيف الشفيع أن بالمستشفى حاليًا أربعة تخصصات تشمل «النساء والتوليد والأطفال والباطنية والصدرية والأطفال والأسنان»، بينما يقدر النقص في الكوادر المساعدة بنسبه «20» بالمائة فقط كما يحتاج المعمل إلى جهازين فقط بينما تحتاج غرفة العملية الثانية إلى «سرير» حتى نتمكن من إجراء عمليتين في وقت واحد إضافة إلى الحاجة إلى تقني في قسم رسم القلب والذي يتوفر به الجهاز موضحًا أن هذه التطورات ساهمت في زيادة التردد اليومي من «55% إلى 85%»، مشيرًا إلى أن مركز بنك الدم الموجود بالمستشفى تبنته وزارة الصحة الولائية من حيث التأسيس والمعدات بينما تتوفر لدينا كوادر التشغيل، وكشف المدير الطبي عن عدم توفر الكادر المتخصص في علاج الجلطات الدماغية بالشمالية عامة لذلك يتم تحويل جميع المصابين بذلك للخرطوم، وأوصى مرضى ضغط الدم بالالتزام بالعلاجات مع متابعة الكشف الدوري حتى لا تحدث مضاعفات، وأرجع السبب في النقص في أدوية الطوارئ لقلة الأموال المخصصة لهذا الغرض لذلك يكون هناك شح في الدواء بصورة عامة مشيرًا إلى أن دخل المستشفى من الإيرادات يذهب لتسيير المستشفى عبر موازنة بين وزارة الصحة والمستشفى بينما يرى اختصاصي الباطنية الدكتور أمير صلاح الدين أن المطلوب من أي مستشفى حتى يؤدي دوره تمامًا أن تتكامل فيه الأجهزة إضافة إلى جميع الفحوصات، بينما يرى رئيس مجلس الأمناء بالمستشفى نصر الدين إبراهيم أن النقلة التي حدثت بالمستشفى جاءت بعد النفرة التي أعلنها أبناء القولد حيث جاءت بتشريف الدكتور مصطفى إسماعيل نائب الدائرة بالبرلمان وحضور معتمد القولد السابق سيد عوض سيد واجتماع أكثر من «300» قيادي من القيادات النافذة بالمنطقة، وارتكزت النفره على ثلاثة محاور أولها يتمثل في تغيير أبواب ونوافذ المستشفى من الخشب إلى الألمونيوم حيث أشرف عليها الدكتور مصطفى إسماعيل كما تبرع بمبلغ مائة ألف جنيه، وكذلك تأهيل الصرف الصحي بمبلغ «140» ألف جنيه من وزارة المالية بالولاية، بينما تمثل المحور الثاني في نفرة أبناء القولد بالخرطوم والتي تداعى لها حوالى «500» فرد وبتنسيق كامل من الإخوة في إدارة نادي القولد، مشيرًا إلى أنه في هذا اللقاء ابتدر الدكتور مصطفى التبرع أيضًا بمبلغ «مائة ألف جنيه» ووصلت جملة التبرعات في هذا اللقاء إلى حوالى «500» ألف جنيه،وقد تميز هذا اللقاء بوضع جدولة زمنية للمرحلة الثانية ورصد قيمة التكلفة المالية مشيرًا أن المرحلة الثانية بدأت بتغيير السيراميك المتصدعة داخل المستشفى وتأسيس «6» غرف خاصة بكل احتياجاتهم من ثلاجة وتلفزيون ومكيفات هواء، كما تم شراء «2» عربة جديدة للاختصاصيين موضحًا أن المرحلة الثالثة تشمل بناء ثلاثة منازل للاختصاصيين، مضيفًا أن بالمستشفى «3» عربات للإسعاف تعمل بالتناوب مع توفر عربة جديدة مخصصة لمكافحة الملاريا، وفي الوقت الذي اشتكى فيه عدد من مرافقي المرضى من إدارة المستشفى التي منعتهم من استخدام دورات المياه الداخلية أوضح رئيس مجلس الأمناء أن السبب يرجع للاستخدام السيء للمرافقين فتم تخصيص دورات المياه الداخلية للمرضى فقط والخارجية للمرافقين، وامتدح إبراهيم مجهودات الجهات التي قدمت الدعم للمستشفى من القيادات النافذة في الدولة من أبناء المنطقة إضافة إلى أبناء المنطقة بالمحلية والخرطوم ودول المهجر الذين قدموا الكثير للمستشفى حتى أصبح ضمن مصاف المستشفيات المتطورة