أحياناً يندفع الناس إلى زواج غير متكافئ في السن.. وفي كثير من الأحيان يكون مثل هذا الاندفاع قائماً على ما يعتقد بعض الناس أنه حب حقيقي يمكن أن يؤدي إلى زواج متكافئ يدوم.. ثم تأتي بعد ذلك الصدمة عندما تبدأ الحياة في حقيقتها.. ليتبين أن عدم التكافؤ في السن يخلق فجوة عميقة في العلاقات الزوجية وعادة ما يتم هذا الزواج عندما تجمع ظروف معينة بين الزوج والزوجة. كان يكون هذا الرجل مثلاً أستاذها وتكون هي تلميذته ويبدأ من هنا الإعجاب بين الثقافة والخبرة في الحياة وبين العاطفة والاندفاع عند المرأة.. وغالباً ما تحدث هذه العلاقات عندما يكون الرجل في سن الخامسة والأربعين أو أكثر وتكون الفتاة في سن العشرين إلى الخامسة والعشرين مثلاً . هذه الأطراف إذا تلاقت يحدث الإعجاب وإذا حدث الإعجاب فعادة لا تمضي فترة طويلة إلا ويكون الزواج قد تم.. وتعتقد الفتاة أنها حققت أكبر أحلامها وأنها وصلت إلى القمة في السعادة الزوجية.. ويكون الزوج في أول حياته الزوجية عوناً لزوجته في كل المشكلات فهو يحل لها مشكلاتها الدراسية إذا كانت هي الطالبة وهو الأستاذ تبدأ الحياة في سنواتها الأولى كأحسن ما تكون او «سُكّر» ثم تنقلب إلى غير ذلك حيث تبدأ المشكلات عادة بعد الزواج بعامين إلى ثلاثة فينتهي الانبهار بين الزوج وزوجته وتبدأ الحياة مجردة لتزحف عليها المشكلات التي تمثل الفارق الكبير في السن.. فالزوج في مثل هذه السن يفضل الجلوس في المنزل لمشاهدة التلفزيون أو قراءة كتاب.. والزوجة تريد أن تخرج وتذهب إلى الأماكن العامة التي يكرهها الزوج في مثل هذه السن.. حينئذ تبدأ الزوجة في الشكوى وتحاول أن تدفع زوجها إلى ما تريد.. لكنه لا يستجيب وتزداد المشكلات في نهاية الأسبوع والإجازات حيث تريد الزوجة الخروج في نهاية الأسبوع والزوج يرفض ذلك.. وتبدأ الزوجة تشعر بأن زوجها لا يحبها وتصارحه بذلك وهو يؤكد لها بأن علاقتهما لم تتغير ولكنه لا يريدها أن تتصرف كطفلة لأن هذه التصرفات لا تناسب سنه.. وأنه يفضل مناقشة هادئة مع من هي في سنه أو مشاهدة التلفزيون.. فتشعر الزوجة أنها سجينة وأنها تقضي وقتها وحيدة فتنفقه في البحث عن المجتمعات التي تناسب سنها.. والزوج لا يوافق على ذلك.. وهنا تكون النهاية لأنه لا يستطيع مجاراتها.. وعندما يبدأ الخصام الذي ينتهي بالطلاق.. فالزوج يحاول أن يجعل الأقارب يتدخلون للإصلاح والزوجة تحس أنها تريد أن تبتعد لتخرج من السجن الذي وضعت فيه نفسها. وفجأة تكتشف الزوجة أنها تعيش سن «العاطفة» بينما الزوج يعيش سن «العقل» ولا تؤثر العاطفة فيه وأن هناك فرقاً كبيرًا بين الاثنين.. فهل يا ترى يؤدي دائماً فارق السن إلى فشل الحياة الزوجية؟؟ أم ماذا؟؟