الزواج أصلاً المقصود منه تكوين أسرة مبنية على الاستقرار المبني على التوافق بين الزوجين في التقارب بين الأفكار والسن لكن هنالك كثير من الزيجات في المجتمع تتم بناءً على تحقيق المصالح دون التفكير في العواقب، فالزواج من رجل كبير في السن من فتاة في ريعان شبابها من المفارقات التي تحدث شروخ هادمة للحياة الزوجية والتي الهدف منها الاستقرار وبناء أسرة سعيدة، حول هذا الموضوع استطلعنا عدد من الآراء واستصحبنا رأي الطب النفسي. ندم تقول «ف» التي فضلت حجب اسمها: أبلغ من العمر «33» سنة تزوجت من رجل يكبرني بعشرين عاماً نسبة لظروف زواجي السابق، فأنا مطلقة وأم لبنتين لم أجد من يعينني على تربيتهما وزوجي السابق هاجر خارج البلاد إضافة لذلك زوجي الحالي مقتدر مادياً، ويمكنه أن يوفر لي أنا وابنتي حياة كريمة لكن بالرغم من ذلك عندما عشت معه أحسست بأنني تسرعت بهذه الزيجة فأفكارنا مختلفة في كل شيء ووجدته سلبي في تعامله مع الأبناء فهو يتعامل معهم بعطف وفي كثير من الأحيان يتطلب الأمر أن يكون حاسم وقوي في تصرفاته وردود أفعاله لكنه يتعامل بهدوء وبرود شديدين وقد فكرت كثيراً في الطلاق منه لكني خفت من نظرة المجتمع لي. شروخ هادمة تقول أميرة الطيب موظفة: الزواج من رجل كبير في السن من فتاة في ريعان شبابها من المفارقات التي تحدث شروخًا هادمة للحياة الزوجية والتي الهدف منها الاستقرار وبناء أسرة سعيدة يهنأ فيها الأبناء بنعمة وحنان الأبوة والأمومة وحضن الأسرة الدافئ المستقر.. وغالباً ما تكون هذه الزيجة المبنية على عدم التوافق العمري لأسباب إما اجتماعية أو مادية أو أخرى، ولكن غالباً ما تكون مادية فكثير من بنات هذا الجيل يفكرن بطريقة بعيدة عن المفاهيم الربانية التي خُلقت من أجلها الأسرة لذلك دائماً ما تكلل بالفشل الذريع وحتى التي تستمر ولا أقول تنجح تكون الأسرة فيها تعاني من أشياء كثيرة أولها أن الرجل غالباً ما يكون شديد الغيرة على الزوجة الصغيرة والجميلة ودائماً ما تساوره الشكوك حول تحركاتها، وبالمقابل تحس الزوجة بفجوة عاطفية كبرى فعطاء الرجل المسن عاطفياً بكل المقاييس لا يتناسب مع فتاة صغيرة عواطفها متأججة، الأمر الذي يدفعها للدخول في علاقات غير شرعية بمختلف أنواعها مع غيره من الشباب، وسط هذه الاضطرابات الأسرية يلوج الأطفال في جو تتقاذفهم الحياة وهم شهود على مزاج الأم الصغيرة والأب المسن.. لذلك الفارق العمري قلما يعطينا زيجة ناجحة. خوف الشيخوخة يوضح د. عمرو مصطفى اختصاصي نفسي: أولاً الزواج في الإسلام لم يحدد سن معينة بين الرجل والمرأة، فسيدنا محمد صلى الله عليه وسلم تزوج من السيدة خديجة وهي أكبر منه سناً، وتزوج من السيدة عائشة وهي أصغر منه ففي الشرع لا توجد مشكلة لكن اجتماعياً نجد آثاره حسب أهداف الزواج فعندما يتزوج الرجل كبير السن من فتاة صغيرة لأنه لديه خوف من التقدم في العمر والشيخوخة ويظن أنه بالزواج من صغيرة يتجدد شبابه وترجعه لشبابه فيرجع ويصبغ شعره ويلبس لبس الشباب، أما بالنسبة للزوجة يجب أن تعرف هنالك قاعدة يجب أن يكون في الزواج تقاربًا فكريًا في الاهتمامات والميول والطموحات ولايشترط في التقارب في السن لكن الذي يقرب هذا التقارب هو التقارب في السن، فكلما كان الزوجان متقاربان في السن تكون أفكارهما أفكار جيل واحد ومتقاربة، وكلما كان فارق في السن كبيرًا ابتعد هذا التقارب فالرجل الكبير في السن يريد من زوجته أن تعمل له أشياء جيله وهي تريد منه أن يعمل لها أشياء جيلها. احتمال الخيانة ويشير د. عمرو إلى أن الدراسات النفسية والاجتماعية في أوربا وأمريكا أثبتت أنه كلما كان فارق العمر بين الزوج والزوجة كبيرًا كان احتمال الخيانة الزوجية أكبر، ونجد عندنا في السودان أن البنت الصغيرة التي تتزوج من رجل كبير نجدها إما أجبرها أهلها على هذا الزواج وإما لأسباب عرقية أو أسباب اقتصادية أو تكون البنت نفسها لديها نقص في إحساس الأبوة إما لموت والدها وهي صغيرة أو انفصال والديها وتريد رجلاً كبيراً يحتويها ويعاملها مثل والدها.. لكن مشاعر الوالد تختلف من مشاعر الزوج والتعامل أيضاً وتبدأ المشكلات أو تكون البنت أو الزوجة طمعانة في ثروته أو مكانته الاجتماعية لأن الرجل ينظر لجمال المرأة وهي تنظر لمكانته. فشل بنسبة كبيرة ويضيف د. عمرو.. أهم شيء يجب معرفته هو أن لكل عمر متطلبات نفسية وجنسية واجتماعية والإنسان الكبير متطلباته مختلفة من الإنسان الصغير فكل التعارض يؤدي إلى فشل الزواج.. ونجد نسبة فشل زواج الرجل كبير السن من فتاة صغيرة بنسبة «80%» أو أكثر نسبة لعدم الاستقرار فحاجة البنت الصغيرة جنسياً أكبر من حاجة الرجل كبير السن.. وهنالك احتمال كبير للخيانة الزوجية ونحن كاختصاصيين نفسانيين لا ننصح بمثل هذا الزواج فلو أثمر هذا الزواج عن إنجاب أولاد نجد تربيتهم صعبة إذا لم تكن خاطئة، فالأم تربي من منظور والأب يربي من منظور آخر فالتربية تفتقد عنصر الأب القوي لأنه يكون شاخ وكبر ولا تكون تربيته سليمة فبدل أن يرعى الأب أبناءه يكون هو في حاجة لرعايتهم له وتنتج عنه مشكلات كثيرة لذلك لا ننصح بمثله فاحتمالات استمرار الأسرة بسيطة.