هكذا دائماً حال العمق الإفريقي السياسي، فأغلب الذين اعتلوا سدة الحكم في بعض العواصم الإفريقية سواء بإرادة داخلية أو خارجية قد تعرضوا لمحاولات الاغتيال والتصفية الجسدية، فمنهم من نجا ومنهم من سقط بدمائه على الأرض. وأمس الأوّل نجا رئيس دولة جنوب السودان سلفا كير ميارديت من محاولة اغتيال قام بها أحد قادة حرسه هو العقيد رصاص شول الذي تسلل إلى غرفة نومه ليذكرنا بقصة اعتقال الرئيس السوداني السابق المشير جعفر محمد نميري في 19 يوليو 1971م، بعد أن قاد الرائد «م» هاشم العطا انقلاباً لصالح الحزب الشيوعي السوداني، وكان حينها المقدم عثمان حاج حسين أبو شيبة قائداً لحرس الرئيس نميري، وهو الذي غير بعض عناصر الحرس الجمهوري الذي يقوده ليرسل بعضهم يوم 19 يوليو 1971م في نهار ذاك اليوم إلى حيث يقيم الرئيس بقيادة الملازم محمد جبارة، وقد نجحت عملية الاعتقال بسبب خيانة «الزمالة». وإذا كان العقيد رصاص شول قد أراد تصفية سلفا كير إبتداءً، فإن هذا ما لم يفكر فيه المقدم عثمان أبو شيبة، لكن وجه الشبه بينهما أنهما كانا يعملان في حراسة الرئيسين السابق نميري والحالي سلفا كير، أما وجه الخلاف طبعاً فهو أن العقيد رصاص لم ير جدوى لفكرة اعتقال سلفا كير، لأن هذا لا يحقق الهدف المنشود باعتبار أن أغلب عناصر حرسه مقربون إليه من الناحية القبلية والعائلية، أما الحرس الجمهوري في عهد نميري حينما كان يقوده المقدم عثمان أبو شيبة فقد كان تحت سيطرة الشيوعيين مع اللواء الأول مدرعات الذي كان قائده العقيد عبد المنعم محمد أحمد الهاموش. وليست هذه هي المرة الأولى التي يتعرض فيها سلفا كير لمحاولة إبعاد من السلطة، فأثناء زيارته إلى الصين قبل فترة قصيرة رشحت أنباء عن حركة تغيير في جوبا، وهو الآن ينجو من مصير الرئيس الكنغولي المقتول في قصره برصاص حرسه رونالد كابيلا. في محلية الدندر يسير الاتحاد الوطني للشباب قافلة إصحاح بيئة ومواد مهمة إلى محلية الدندر لإغاثة عشر قرى غمرها فيضان نهر الدندر، تحت مظلة المشروع الشبابي للبناء الوطني المعني بمعالجة قضايا الشباب مثل التدريب والتشغيل والتمويل والزواج، وتسيير هذه القافلة يبقى من الإنجازات التي تشكل بصمات قوية في سجل هذا الاتحاد.. بحيث لا يكون اسماً في سماء الحكومة يواجه تهمة التخطيط السياسي لاستقطاب الأعضاء للحزب الحاكم.. وهو ما يهمس به البعض أحياناً. وكما يقال «البيان بالعمل»، فإن ما قام به الاتحاد الوطني للشباب في رحلة استغرقت ثلاثة أيام في محلية الدندر جدير بالتقدير والإشادة. نصرة «الخاتم» في كرري لم يسع قادة محلية كرري المجاهدون ممثلين في معتمد المحلية الدكتور الناجي محمد علي منصور وأمين أمانة الدعوة والتزكية بالمحلية الشيخ الفاتح صالح ادريس، إلا أن يستنفروا شيوخ وشباب المحلية لنصرة النبي صلى الله عليه وسلم، إلى ميدان المحلية بشارع الوادي، فقد شهد هذا الميدان أمسية الخميس الماضي التي تعطرت بكثير الصلاة على خاتم الأنبياء والمرسلين، محاضرة قدمها الشيخ حامد الحمدابي وكأن كلماتها تدفقت عبقاً من كتاب «الصارم المسلول على شاتم الرسول» الذي خطه بنان شيخ الإسلام ابن تيمية. فقد كانت ندوة نصرة الرسول صلى الله عليه وسلم بمحلية كرري مزيداً من التأكيد على أن مساس نبي الإسلام صلى الله عليه وسلم الذي جاء رحمة للعالمين، أي كل سكان العالم وعددهم الآن ستة مليارات تقريباً، وأكثر من ربعهم مسلمون، على أنه أي المساس يعني فتح الفرصة لمعرفة من هو «محمد» صلى الله عليه وسلم، إذن من الخاسر؟!