ظللنا نسمع كل يوم عن سلاح يقبض عليه مهرباً إلى الخرطوم.. وتتعدد أشكال السلاح وأنواعه من القطع الصغيرة إلى القطع الثقيلة مروراً بالذخيرة وحتى خزن السلاح الفارغة.. وما قامت الجهات الأمنية بالقبض عليه كثير ومخيف.. ولا أحد يدري كم عدد الدفارات وحجم السلاح غير المقبوض عليه.. وكل السلاح قادم من جهات تعيث فيها الحركة الشعبية بتاعة الجنوبيين فساداً.. وعلى الرغم من أننا حمدنا الله على انفصال الجنوبيين وقلنا إنهم قد حلّوا «عن سمانا» إلا أنهم مازالوا يحملون ذات الاسم السخيف والمستفز «الحركة الشعبية لتحرير السودان».. ولا أدري لماذا لم نقم «من زمان» بتأسيس حركة شعبية إسلامية بنفس منطقهم وعلى طريقتهم وقصدنا بها تحرير الجنوب وسميناها «الحركة الإسلامية الشعبية لتحرير الجنوب»، وإن لم نتمكن أو «نسينا» أن نؤسس حركة تحرير الجنوب في السابق، فلماذا لا نؤسسها الآن ونجعل لها نشاطاً حتى يتوقف الجنوبيون عن حكاية «تحرير السودان». والسلاح الذي يتم تهريبه وبكميات ضخمة وبحجم «عائلي» لا بد أنه مقصود به تفجير الخرطوم بعد أن يئسوا من الغزو المباشر الذي تم تجريبه مرتين أو ثلاث مرات، ولم يعد أمام الجنوبيين وناس عرمان غير إعادة سيناريو يوم الإثنين الأسود «بتاع مقتل قرنق» أو «مذبحة توريت» حيث قام الجنوبيون بقتل الشماليين بدم بارد وبكميات تجارية.. وفي توريت بالذات أزهقوا أرواح النساء والأطفال والتجار ورجال الأعمال، بل كانوا يقذفون الأطفال عالياً ويتلقونهم بالحراب لتنفذ الحربة و«الكوكاب» من دبر الطفل وتخرج من منتصف رأسه.. وقد حدثت مذبحة توريت قبل استقلال السودان وقبل أن يدعي الجنوبيون أن الشماليين استعبدوهم واسترقوهم وحكموهم من غير رغبتهم. ومن المؤكد أن ما سيحدث بالخرطوم يحتاج الآن إلى أخذ الحيطة والحذر واليقظة الشديدة، وأنا شخصياً لا يخالجني الشك في أن اتفاقية السلام ربما كانت جزءاً من الخطة الكلية لتهدئة الأعصاب وجعل أهل الخرطوم يركنون إلى السلام والاستكانة، ويعتقدون أن هناك سلاماً قادماً، ويجعلون من أنفسهم حراساً لهذا السلام المزعوم، بينما قد لا يعدو الأمر كونه فراشاً وثيراً لننام فيه، وحفرة واسعة لنقع فيها، ثم نفاجأ بأن الخرطوم تنفجر من تحت أرجلنا. وفي ظل ما يحدث الآن لكل أحزابنا السياسية من «فرشكة» وتشرذم وتشتت بفعل المؤامرات «الصهيوأمريكية» وبجهل مطبق من زعمائنا، فإن البديل للإنقاذ لن تكون الأحزاب التقليدية التي تتخذ من الإسلام ديناً ومن العربية لغة، ولكن سيكون البديل هم مسلحو الحركة الشعبية ورفقاؤهم من «اللادينيين» ومن غير الناطقين بها، وفي أفضل الأحوال معهم العميل عرمان يجر معه جيشاً من الجنوبيين. وبالطبع لا أحتاج إلى أن أصف لعزيزنا القارئ ما سيحدث في ذلك اليوم، إذا ما انهار النظام في الخرطوم، ودخلت علينا جيوش وعصابات «النقرز» يسندها المستشارون من الفرنجة ومن باعوا ضمائرهم «الخربة» من أبناء الشمال، ليعيدوا نفس المسرحية التي كان أبطالها قطاع الشمال مساندين للخواجة كتشنر باشا، حين قتلوا ستة عشر ألفاً من جيش السودان في كرري في ساعة ونصف الساعة، وجعلوا أعزة أهلها أذلة، واستباحوا أم درمان شهراً كاملاً.. وفي ذلك اليوم سوف يتفرج عرمان وعقار على نسائكم وهن يغتصبن جماعياً.. وفي ذلك اليوم سيتفرج عليكم عرمان وعقار بينما يقوم الجنوبيون بسلخ جلودكم وبقر بطونكم وقطع أوصالكم.. وفي ذلك اليوم سيهدمون مساجدكم ويتغوطون على مصاحفكم، ويهدمون مآذنكم، ويسكنون بيوتكم، ويحولون فتياتكم إلى سراري بعد اغتصابهن.. وسيغلقون مدارسكم ويدخلون الحراب في مؤاخرات تلاميذكم الصغار.. وسيحفرون قبور أمواتكم ويهدمون قباب أوليائكم، ويخرجون جثثهم ويهرسونها ويطحنونها ويشتتونها في الهواء حتى لا تقوم لأفكار الصوفية قائمة.. وفي العموم سوف يرثون أموالكم وشركاتكم ونساءكم ويستبيحون دياركم ويجوسون خلالها.. ونحن لا نعلم الغيب ولكن جلب السلاح بهذه الطريقة لا بد أنه مقصود به إقامة «يوم القيامة» في الخرطوم، بعد أن تكون قد نمنا وركنا ورقدنا وصدقنا أن هناك سلاماً. { كسرة: إذا كان ناس الأمن كل يوم يلقون القبض على دفار مليء بالسلاح قادم من الحركة الشعبية إلى خلاياها بالخرطوم.. وإذا كانت الخلايا النائمة يمثلها الجنوبيون في الخرطوم.. فلماذا لا تقوم الجهات المعنية بترحيل الجنوبيين إلى بلدهم ومعهم الخلايا سواء أكانت مستيقظة أو نائمة أو «نعسانة». وكفى الله المؤمنين شر القتال.. يا جماعة أحسن ليكم تسمعوا كلام الببكيكم وما تسمعوا كلام البضحكمُّ..