في الوقت الذي يتحدّث فيه والي ولاية جنوب كردفان مولانا أحمد هارون عن أن إطلاق سراح المواطن السوداني المعتقل في سجون دولة جنوب السودان السيد تلفون كوكو أبو جلحة يكون أحسن تحية من حكومة جوبا جاء في الأخبار أن رئيس هيئة الأركان بجيش دولة الجنوب الفريق جيمس هوث قد وضع أمام الرئيس سلفا كير قراراً قضائياً ليصادق عليه يقضي بالحكم بالإعدام على اثنين من مواطني دولة جنوب السودان هما اللواء قبريال تانق وبيتر عبدالرحمن سولي وثالثهم المواطن السوداني المنتمي لمنطقة جبال النوبة تلفون كوكو أبو جلحة. وذلك بعد اتهامهم بالخيانة العظمى والتمرد على الجيش ومخالفة الأوامر العسكرية، هنا دعونا من اللواء قبريال «المواطن الجنوبي»، فله مجموعته القبلية التي يمكن أن تختار الرد المناسب، ودعونا من الزعيم الانفصالي الجنوبي قبل انفصال الجنوب بيتر عبدالرحمن سولي الذي تربى وترعرع في كنف أسرة مسلمة أسرة السيد عبدالرحمن سولي والده، فهو لم يكن يريد انفصال الجنوب من أجل تنمية أو أمن واستقرار، وإنما كانت تحركه كراهية عنصرية يكنُّها لأغلب أهل الشمال، وهو الآخر مواطن جنوبي وله مجموعته القبلية ومجموعته الساسية أيضاً.أما تلفون كوكو المواطن السوداني «الشمالي» الذي لم يربطه بالجنوب إلا إنتماؤه للحركة الشعبية فقد كان اعتقاله قبل انفصال الجنوب بسبب إبداء آرائه وانتقاده لحركته من باب النقد الذاتي عبر صحيفة رأي الشعب التابعة للمؤتمر الشعبي المنتمي إليه إبراهيم السنوسي منسق العلاقات بين حزبه والحركة الشعبية. والحركة الشعبية لا تؤمن بحرية تعبير ولا بنقد ذاتي ويمكن أن تتنكرّ لمجهودات أي عضو منها إذا أراد أن يتمتع بحرية الرأي.. أو أن يمارس فضيلة النقد الذاتي. لم يوجه إلى تلفون كوكو تهمة واضحة بإلحاق ضرر بالجيش الشعبي المكوّن بدعم وتمويل عدة جهات خارجية أيام التمرد أو بأسراره، لكنها الحالة «القذافية» التي تتملك قادة الحركة الشعبية وهم محظيون بدعم القوى الأجنبية، وقد قال قائد الجيش الشعبي مؤخراً سلفا كير ميارديت محذراً قواته «إن أي إنقلاب لن يحظى بقبول ودعم دولي»، ونسي أن العِبرة بمنع الانقلاب وحماية الحكم وليس بإلغاء الانقلاب بعد نجاحه في دولة مثل «جنوب السودان» يتآكل فيها النسيج السياسي بالمشكلات القبلية. والقوى الأجنبية لا تريد أشخاصاً من أجل سواد عيونهم ولكن من أجل أن يتجاوبوا مع مصالحها وهذا يمكن أن يفعله غير قادة الحركة الشعبية إذا سقط حكمها ويمكن أن يتضمنه بيانه قادة التغيير سواء جاءوا عبر انقلاب أو ربيع إفريقي. بعد انفصال الجنوب انقطعت تلقائياً علاقة تلفون كوكو ابن جبال النوبة بالحركة الشعبية في جوبا، ولكن إدراج اسمه الآن مع قبريال تانغ وبيتر عبدالرحمن سولي في قائمة واحدة وبتهم واحدة هذا يعني أن جيش الجنوب وقضاءه العسكري قد اعتبره مواطناً جنوبياً ونفى عنه مواطنة جمهورية السودان. فهل استخرجت له جنسية جنوبية ليستدرجونه إلى هذا المصير؟! أم أن معاملته كمواطن جنوبي جاءت من باب الحلم بأن تتبع جبال النوبة مستقبلاً من خلال أمثال الحلو لدولة جنوب السودان؟!.. أم أن مكروها ألمّ به وأراد التخلُّص من الورطة بهذا الحكم.؟! { روعة الختام ازدانت ختام فعاليات جائزة مسابقة القدس التي رعاها برلمان الشباب القومي والاتحاد الوطني للشباب السوداني بالخرطوم الثلاثاء الماضي بتشريف السفير الإيراني «جواد» والدكتور حمد الريح رئيس اتحاد الفنانين لها، والمهندس خالد أحمد علي دفع الله مساعد رئيس الاتحاد الوطني للشباب. ولعل مثل هذه المسابقة تأتي من أجل التذكير بالقضية الفلسطينية وقضية القدس باعتبارها قصة مسلمين، أي قضية أكثر من مليار ونصف مسلم في العالم. غداً نلتقي بإذن الله