السودان بمساحاته المترامية الأطراف يوفر ملاجئ مختلفة ومتنوعة للحيوانات البرية، منها على وجه الخصوص الغزلان التي يعكس تنوعها تباين البيئات الطبيعية، فهناك فصائل معينة من الغزلان تقبع متمركزة فى بيئات خاصة وأخرى لا تتقيد ببيئة خاصة، بل تتجول عبر المسافات من منطقة الى اخرى معتمدة على المواسم المختلفة، ويعتبر السودان من أوائل الاقطار الافريقية التى وفرت محميات طبيعية للحياة البرية منذ عام 1930م، وتوجد ست محميات قومية تغطي أكثر من 60 الف كيلومتر مربع، و19 حظيرة للحيوانات البرية مساحتها تقارب 40 الف كيلومتر. الاستزراع وبدأ تطبيق الاستزراع في السودان للاستفادة منه فى الاطار العام لمفهوم الاستزراع الدولي، وصولاً للأنواع المختلفة لبعض الحيوانات البرية من غير الطبيعة، بغرض توفير حصص للصادر من الحيوانات البرية، بالاضافة إلى تلبية طلبات وهدايا الدولة الرسمية، بجانب توفير متطلبات البحث العلمي وتقليل الأخذ من الطبيعة للمحافظة على البيئة والمساهمة منه فى المردود الاقتصادي مع زيادة الطلب على الحيوانات البرية خاصة أنها تجارة مربحة لجلب العملات الصعبة. أنواع الحيوانات وجدت كثير من الحيوانات البرية في السودان ملاذاً آمناً في العديد من المزارع الخاصة لبعض الاشخاص التى بلغ عددها 12 مزرعة مسجلة لدى ادارة حماية الحياة البرية بولاية الخرطوم. وبحسب مدير الدارة العقيد عبد اللطيف ضو البيت فإن المزارع تخضع لعمليات إشراف من قبل الإدارة وحملات تفتيشية للاطمئنان إلى الحيوانات، والتأكد من توفير العناية البيطرية، وتوفير البيئة وملاءمتها لبقاء وتكاثر الحيوان البري، وقال إن المزارع تضم قائمة من الحيوانات البرية مثل الغزال العادة والغزال أم سير بالاضافة الى النعام والصقور، كما توجد تسع حدائق بالولاية للحيوانات البرية، واحدة منها تتبع لادارة الحياة البرية وهى حديقة «6» أبريل، والبقية ملكيات خاصة لافراد. وتضم «الأسود والضباع والقرود بأنواعها المختلفة، بجانب الصقور الجارحة والسلاحف والزواحف والغرنوق والطاؤوس، بالإضافة إلى دجاج الوادي والقطط والتماسيح وأخيرا كبش مي»، وأوضح أن جامعة السودان للعلوم والتكنولوجيا بالجناح الشرقي «حلة كوكو» تمتلك مزرعة خاصة للأبحاث العلمية، وتعتبر المزرعة الوحيدة التى تضم بالاضافة إلى الحيوانات الاخرى «التماسيح». الاتجار في الحيوانات البرية وأضاف العقيد عبد اللطيف أن التجارة بالكائنات الحية واحدة من أكثر الأعمال المدرة للأموال، لذا أصبحت العديد من النباتات والحيوانات عرضة للخطر، ودخلت ضمن قائمة الأنواع المهددة بسبب الصيد الجائر وعمليات الجمع المتزايدة لأهداف تجارية، ومثل هذه التجارة تدر مليارات الدولارات كل عام، مما يجعلها مصدر تهديد خطير للحياة البرية، وتدخل النمور والأفيال وبعض انواع الطيور فى قائمة الحيوانات المحظورة من التصدير. مراكز التجميع وأوضح أن عمليات التصدير للحيوانات البرية بالولاية تتم عبر مراكز متفرقة فى أربعة مواقع تتم فيها عمليات تجميع الحيوانات المراد تصديرها أو بيعها بعد الحصول على التصاديق المطلوبة من إدارة الحياة البرية، بعد التأكد من مطابقتها لجميع المواصفات التى تضمن سلامة الحيوانات. وأشار إلى وجود إجراءات خاصة لإنشاء مراكز لتجميع الحيوانات وإنشاء مزارع، بجانب إجراءات أخرى لتسجيل ملكية الحيوان أو أجزائه، حيث يتم تسجيل ملكية للحيوان الذي تتم ولادته داخل المزرعة خلال الأشهر الثلاثة الاولى من تاريخ دخول الأمهات للدولة. هروب الحيوانات وشكا عدد من أصحاب المزارع من هروب أنواع الغزلان بسبب التنقيب عن الذهب والصيد الجائر للحيوانات البرية، وقالوا إن الغزلان هى الحيوانات البرية الوحيدة المتوفرة الآن، ولكن بعض أنواعها أصبحت موجودة بكميات قليلة، وتكاد يصل إلى مرحلة الانعدام بالسودان، وأشاروا إلى أسعار الغزلان حيث تتراوح بين 3 5 آلاف جنيه، وهى غزلان سودانية وأخرى يتم استيرادها من دولة تشاد، ودعوا الدولة إلى تسهيل الإجراءات لاستيراد الحيوانات البرية خاصة الغزال، وتقليل رسوم المواليد التي أثرت في سعر الغزال عند البيع.