من قلب المجتمع السوداني الأصيل والمتمازج ما بين اللسان العربي المبين واللهجات المحلية ولد الفنان الدرامي الفاضل سعيد في هذا الجو الموحي بكل جميل.. فوالده لا يجيد سوى لهجة أهل شمال السودان المعروفة كمصطلح بالرطانة، أما والدته فتجيد اللغة العربية إلى جانب اللهجة المحلية، وهو ما أكسبه معرفة جيدة بلغة المجتمع زائداً شقاوته الطفولية التي تحدث عنها كثيراً. كان لتأثير بيئة أهله الباعث الأكبر نحو سيره الجاد في عالم الدراما فكثيراً ما كان يقوم بتقليد كبار السن من أهل الحي والأسرة كلما سنحت الفرصة للفتى المتوثب نحو مجد الدراما السودانية حيث التحق بفرقة الكشافة وهي الكيان الذي ظل حتى وفاته يذكره بكل خير لما قدمه له من انطلاق نحو ما يصبو إليه. فظهرت موهبته حين قام بترجمة قانون الكشافة ومن ثم تمثيله كدراما ثقافية لمنتسبي الكشافة. في بداية الخمسينات قدم الفاضل سعيد مسرحية (الملايات) التي لاقت استحساناً من رواد المسرح آنذاك. درس بالمدرسة المصرية وبها احترف التمثيل بصورة لم تكن مألوفة حينها للعامة لنبوغه الأكاديمي السبب الرئيسي في تفكيره، ومن ثم حزم حقائبه متوجهاً نحو مصر لدراسة الدراما بمعهد التمثيل العالي بالقاهرة رغم قبوله كطالب بكلية الآداب جامعة الخرطوم. في يونيو من العام 1955م انطلق الفاضل سعيد الانطلاقة الحقيقية في عالم الدراما إذ أسس فرقة الشباب للتمثيل الكوميدي بعضوية كل من الراحل عثمان اسكندراني، وإسماعيل خورشيد ومحمود سراج أبو قبورة.. زائداً عثمان حمد (أبو دليبة). ساهم شغفه بالاطلاع في نمو ثقافته المسرحية فكانت قراءته في المسرح العالمي والشعر سبباً في اقتباساته التي ظهرت في عدد من مسرحياته. في العام 1972م قدم مسرحية (الفي راسو ريشة) زائدا مسرحية (الناس في شنو) في العام 1977م ارتبط الفاضل سعيد بشهر رمضان فكان يقدم عبر تلفزيون السودان سلسلة رمضانيات لشخصياته النمطية مثل (كرتوب) و(بت قضيم) و(العجب) دور كبير في معالجة عدد من القضايا الاجتماعية.. للفاضل سعيد حوالي سبعة وعشرين نصا مسرحيا زائداً ثلاث تمثيليات تلفزيونية وأربعة مسلسلات إذاعية. لاقى الفاضل سعيد ربه بتاريخ 10 يونيو 2005م بمدينة بورتسودان، وهو يهمّ بتقديم عرض مسرحي ليظل موته مثل حياته مرتبطاً بالمسرح.