عجبي لبعض اخوان لنا كانوا من اولى العزم وحراس القضية... سيوفًا باترة وايادي باطشة والسنة ذاكرة وذاكرة حاضرة... لكنهم حين تولوا تولوا... احدهم فرط حتى اجتاحته فلول التمرد فى عقر داره وجاست خلال الفاشر قتلاً ونهبًا ودمرت عددًا من الطائرات الجاثمة بالمطار دون ان ينالها القتل اوالاسر... ووالينا يومها كان من قبل رئيسًا لاركان جيشنا ثم وزيرًا لدفاعنا... رغم كل هذا الارث العسكرى الباهر والقوة الباطشة السياسية والتنفيذية والعسكرية «كل الولاة هم رؤساء مجالس الامن بولاياتهم» ومع ذلك تكون دائرة تامينه لعاصمة ولايته «صفر» ومصادر معلوماته الاستخبارية والامنية «صفر» واستعداده لامتصاص اى صدمة وملاحقة مرتكبيها «صفر» وهيبة حكومته وسلطانها «صفر» وحرصه على ارواح وممتلكات مواطنيه الذين ناموا حين ظنوا ان واليهم وابن منطقتهم صاح ومتيقظ «صفر». كيف تجتاح الفاشر المكشوفة وسط صحراء جرداء مد البصر وكيف تحرق طائراتنا وهى جاثمة فى مطارها من متمردين لم يكملوا عامهم الأول بينما عجز التمرد الحقيقى ولاكثر من خمسين عامًا ان يضرب لنا طائرة واحدة فى سماء الجنوب او مطاراته ناهيك من ان يجتاح ايًا من مدنه الكبرى «جوبا/ واو/ ملكال» رغم كثافة الغابات وسلاسل الجبال و ان الارض ارض عدو وان تظاهروا بالمودة واخفوا الخناجر بين طيات القلوب «الاستفتاء اكد ذلك».... ومع ذلك لم يتقدم الوالى باستقالته غيرة على شرفه العسكرى ولا احساسًا بمسؤوليته عن تفريطه فى ارواح وممتلكات رعيته ولا عن عجزه وحنثه باليمين الموثق بين يدى الاخ الرئيس حين ولاه... حسبنا الله ونعم الوكيل. ووالى الشرق حين حط بارضه بعض اخوتنا المجاهدين «السائحون» للالتقاء باخوتهم من مجاهدى الشرق للتفاكر معهم بشأن البلاد والعباد والحركة والحزب والدولة تمامًا مثلما فعلوا فى بقية الولايات الاخرى دون رقيب او حسيب بل انهم عقدوا فى ولاية الخرطوم وحدها اربعة لقاءات جامعة ومعلنة وقالوا فيها من الاقوال ما لو سمع بعضه لطفش فى الآفاق يسأل عن اخبارنا. ماذا يضيره لو خلى بينهم وبين اخوانهم ورصدهم بعيونه كما فعل غيره ثم حلل ما قالوا ليأخذ منه الطيب ويدع الخبيث... وهل فيه خبيث... لماذا التضييق عليهم وابعادهم عن المدينة ليعقدوا لقاءهم التفاكرى تحت كبارى الطريق القومى بين سواكنوبورتسودان.. ذات المدن التى انطلقوا منها لطوكر وطوقان ودرديب وقدماييت ومرافيت وغيرها كثير وقدموا فيها دروسًا لن تمحى وشهداء اكلهم الرصاص وما اكلتهم الارض ولا تزال اجسادهم طرية ودماؤهم زكية.. ودونه الشهيدين «ابراهيم جبارة ومحمد جمع» وصدى تهليلاتهم وتكبيراتهم لا يزال يتجلجل بين الجبال وتحمله امواج البحر الاحمر لكل سواحل الدنيا خاصة اسرائيل التى فى غيابهم جاءت تسرح فى مياهنا الاقليمية وتمرح فى اجوائنا الساحلية وتصطاد من تشاء على طريق المطار او فى السواحل والغفار... بورتسودان التى تحتضن المتمردين وقتلة الشهداء وتفسح لهم فى مجالسها ومراكزها و مفاصلها تهاب استضافة المجاهدين بضع ساعات. المطلوب حماية بحرنا وسمائنا من العربدة الاسرائيلية وارضنا ودواويننا من عربدة الرجل الثانى المتلاعب مع بنات الهوى فى العشر الاواخر من ليالى رمضان فى جراءة ووقاحة حتى مع الله الذى لا يفضح الا المستمرئين.. ليت محاكمته تمت بامركم وليت جلده تم امامكم وليت طرده تم بارادتكم... لكنه المركز يفعل كل ذلك... فلئن كان جهدك ان تشيح عنه بوجهك فنحن كذلك نشيح عنك بوجهنا ونرجو المركز ان يحذو حذونا... وحسبنا الله ونعم الوكيل. اما انت اخى المجاهد احمد هرون.. ماذا دهاك واين صارم قولك وباتر سيفك وصادق عهدك وبيعة الموت الموثقة بالدماء...اين انت من قول الله «فمن اعتدى عليكم فاعتدوا عليه بمثل ما اعتدى عليكم» «واقتلوهم حيث ثقفتموهم واخرجوهم من حيث اخرجوكم والفتنة اشد من القتل» «اذن للذين يقاتلون بانهم ظلموا وان الله على نصرهم لقدير» «يا ايها الذين آمنوا ما لكم اذا قيل لكم انفروا فى سبيل الله اثاقلتم الى الارض ارضيتم بالحياة الدنيا من الآخرة فما متاع الحياة الدنيا فى الآخرة الا قليل» لماذا التهافت نحو السلام ولماذا المغالطة فى القرآن الواضح والصريح القائل «وان جنحوا للسلم فاجنح لها وتوكل على الله» استحلفك بالله مثنى وثلاث ورباع.. هل جنحوا للسلم يومًا واحدًا او ساعة من نهار. هل جنحوا للسلم يوم غدروا بنا فى مطار كادوقلى ومنه اجتاحوا المدينة. هل جنحوا للسلم وكبيرهم يهددنا باجتياح الخرطوم من كادوقلى. هل جنحوا للسلم وانت تغريهم بالمناصب وتغدق عليهم الاموال. هل جنحوا للسلم وهم يهاجمون تلودى عشر مرات ولا يزالون. هل جنحوا للسلم وهم يحتلون كاودا وينطلقون منها لبقية الولاية. هل جنحوا للسلم وهم ياتمرون بامر دولة الجنوب التى تجعل منهم مخالب وانيابًا تنهش بهم الدين والبلاد والعباد. هل جنحوا للسلم وهم يقطعون الطرق ويحرقون المساجد والقرى ويقتلون الابرياء ويقومون بتصفية القيادات والرموز. هل جنحوا للسلم وهم يقصفون كادوقلى خلال مؤتمر الضرار وليومين متتاليين ومن داخل كادوقلى فى عملية اسموها «الصيد الثمين» وهل كان الصيد الثمين الا الأخوين اللذين دعوتهما «نافع لافتتاحه والرئيس لختامه» اين حسك الامنى وانت تجمع كل قيادات الدولة ورموزها.. ودائرة تأمين كادوقلى «صفر» ومصادر المعلومات «صفر» وقوات التعقب والردع «صفر» وسلامة الضيوف «صفر» وارواح الرعية وممتلكاتها «صفر» وسمعة البلاد وكرامتها «صفر»... اتعتذر بالجبال والغابات... هل تفجرت هذه حديثًا ام نبتت تلك الآن وماذا تقول عن جغرافية وطبغرافية الجنوب.. ولماذا هذا المؤتمر بالذات والآن وبعدما تم تسليم كامل الملف للاخ المجاهد كمال عبيد والذى خطا فيه خطوات واضحة وقوية... ولماذا هذا التهافت والاستسلام والسعى للسلام بكل ثمن...اخشى ان تكون الجنائية قد فعلت فيك فعلها...اما رأيت الاخ الرئيس وهو يزداد كل يوم وهجًا على وهج فى كل محفل ومقام بالداخل والخارج كالذهب تمامًا يتجمر كل حين... مالنا نراك يذهب بعضك كل يوم حتى التلاشي والعدم.. ترجل يا اخى الآن فما زالت لك فى قلوبنا بقية من ود واحترام... ترجل الآن بعدما عجزت عن تأمين كادوقلى وانت المدخور لتحرير اطراف الولاية وتأمينها كلها.. الولاية التى كان عدونا قبلك فى اطرافها غير آمن ومشرد... ترجل الآن قبل ان تكون عبئًا ثقيلاً على اخوانك ورعاياك والعباد والبلاد..وتقبل الله منك جهدك الكبير فى التنمية والنهضة وغفر لك تفريطك العظيم فى الامن والطمأنينة........وحسبنا الله ونعم الوكيل.