الجيش الشعبي يمطر كادقلي ب«21» صاروخ كاتيوشا والبرلمان يستدعي وزير الدفاع..مصرع طفلين وإصابة آخرين في القصف أمدرمان-كادقلي:معتز-هيثم-صلاح-أم سلمة أمطر الجيش الشعبي مدينة كادقلي عاصمة ولاية جنوب كردفان بوابل من صواريخ الكاتيوشا قدر عددها ب«21» صاروخاً، واستمر الهجوم من الثامنة صباحاً حتى الرابعة والنصف مساءً، وفيما قال المتحدث باسم القوات المسلحة إن القصف أسفر عن قتيلين وثمانية جرحى، كشفت «الإنتباهة» عن إصابة «19» مواطناً ومقتل اثنين من المواطنين إحداهما طالبة. وأكد شهود عيان ل«الإنتباهة» تعرّض كادقلي لهجوم بالصواريخ من أربعة محاور تركز أغلبها على الجانب الشرقي «الصناعات، وحي الموظفين»، الأمر الذي أدى لخروج عدد كبير من المواطنين إلى خارج المدينة، في وقت هاجم فيه البرلمان قطاع الشمال ووصف القصف بأنه رسالة سالبة ومحاولة للفت الأنظار وأنه اختراق أمني، وفيما قطع أن الجيش شرع في تطهير وتنظيف محيط كادقلي، أقر أن المهمة صعبة باعتبار أن الهدف متحرك، وكشف عن وصول خطاب استدعاء لوزير الدفاع الفريق أول عبدالرحيم محمد حسين للمثول أمام البرلمان لتفسير دواعي استمرار الاختراقات الأمنية، ونفى أن تكون هناك جهة تقيِّد الجيش، موضحاً أن الجيش يده مطلقة للرد ولحماية المواطنين وأن لديه موجهات واضحة للرد الحاسم. وقال المتحدث الرسمي باسم الجيش العقيد الصوارمي إنه وفي محاولة منها لزعزعة الأمن والاستقرار بمدينة «كادوقلي» قامت فلول الحركة الشعبية باستهداف محطات «أم شعران» و«الأحيمر» و«الروصيرص» وهي محطات تأمينية تقع خارج المدينة، فيما استهدفت بالقصف المدفعي من مسافة أكثر من «12» كيلومتراً بعض الأحياء السكنية والمواطنين داخل المدينة، مما أدى لمقتل طفلين وإصابة ثمانية مواطنين. وأشار إلى أن القوات المسلحة تصدت لذلك العمل العشوائي الذي استهدف المواطنين في محاولة من الحركة الشعبية بجنوب كردفان لإثبات نفسها ورفع الروح المعنوية لمنسوبيها. وأكد مقدرة القوات المسلحة على حسم تلك التفلتات التي قال إنها لن تؤثر في أمن واستقرار الولاية، حيث أن المقدرة القتالية لمثل هذه المجموعات مرصودة ومقدور عليها. وأضاف أن حالة الهلع والتوتر التي أصابت المواطنين زالت وعادت المدينة إلى حالة الاطمئنان.من جهته كشف والي جنوب كردفان أحمد هارون ل«الإنتباهة» عن عمليات تمشيط واسعة وتوسيع لكل الدوائر الأمنية، ووصف العملية بالمحدودة، وتوعّد المتمردين بردِّ الزيارة ليس بمثلها، وإنما بأقوى منها، مؤكداً أن كادوقلي ستظل عصيّة على كل قوات التمرد، ودمغ الهجوم الذي شنّه قطاع الشمال على المدينة بأنه حالة يأس ظل يعاني منه قطاع الشمال. وفي ذات السياق قال رئيس لجنة الأمن والشؤون الخارجية محمد الحسن الأمين للصحفيين أمس إن قصف كادقلي اختراق أمني رافضاً أن يحمل الجيش أو الجهات المسؤولة، إلا أنه رجع وقال «إذا استمر لفترة طويلة يمكن أن يسمى تقصيراً وعدم كفاءة»، وأشار إلى أن البرلمان قدّم طلباً لوزير الدفاع للحديث عن الأوضاع الأمنية بالبلاد بصورة عامة وما يقع تحت مسؤولية الجيش بالمنطقتين، وعن أسباب سقوط الطائرات والإجراءات التي قامت بها الوزارة لمنع تكرار الظاهرة، وأكد أن التوجيهات واضحة للجيش للرد على أي عدوان ولتطهير الولاية من التمرد، و قال «تكتيكياً يحتاج الأمر لبعض الوقت». ومن ناحيته أدان المؤتمر الوطني معاودة الحركة الشعبية الهجوم، ووصف ذلك بالفرقعة الإعلامية والسياسية وفرفرة المذبوح، تحسباً لأي اتفاق يتم حول المنطقة في المفاوضات المقبلة. وقال إن العملية عبارة عن استعراض عضلات وعمل غير مسؤول، وأكد أن الوضع الحالي لا يحتاج إلى تعيين حاكم عسكري لإدارة الولاية، وقال: «نحن محتاجون إلى قيادة عسكرية في مواقع القتال لحسم التفلتات»، وأكد أن دولة الجنوب لم تخلِ مسؤوليتها عن قطاع الشمال بعد، وقال إن الوقت لم يحن لتقييم الوضع. وقال رئيس القطاع السياسي بالمؤتمر الوطني بالخرطوم د. نزار محجوب ل «الإنتباهة» إن قطاع الشمال يحاول استباق تنفيذ الترتيبات الأمنية على أرض الواقع بعمل فرقعة سياسية تستبق المفاوضات، وأشار إلى أن قطاع الشمال يحاول حرق أوراقه بشكل غير مسبوق، وأكد أن أي ارتباط لقطاع الشمال بدولة الجنوب غير مقبول، وقال إن الخرطوم على قناعة بأن جوبا لم تخلِ مسؤوليتها عن قطاع الشمال، وأضاف أن الوقت لم يحن لمعرفة ذلك وتقييم الموقف على الأرض.