فشل عملية (الصيد الثمين) واستشهاد (6) مواطنين..هارون للجيش الشعبي: «البدور الدواس ما بيابا الطعن»..استشهاد وإصابة (28) مواطناً و (8) صواريخ كاتيوشا استهدفت كادوقلي الخرطوم: كادوقلي: معتز محجوب- صلاح مختار تعرّضت مدينة كادوقلي حاضرة ولاية جنوب كردفان إلى قصف بثمانية صواريخ كاتيوشا من الناحية الشرقية للمدينة أمس، تزامن مع بدء قيام ملتقى كادوقلي للسلام، الذي كان من المفترض أن يشارك فيه د. نافع علي نافع مساعد رئيس الجمهورية، واستهدف القصف مباني الإذاعة والدفاع الشعبي وبنك السودان والسوق. وعلمت «الإنتباهة» أن اللواء أحمد جقود القيادي في الجيش الشعبي كان وراء تنفيذ العملية التي أطلق عليها المتمردون عملية «الصيد الثمين». ولقي ستة مواطنين مصرعهم أربعة منهم نساء إضافة إلى طفلين، وجرح «22» آخرون «10» منهم أطفال و9 من النساء، ووصف والي الولاية أحمد هارون الحادثة بالعمل البائس من قطاع الشمال للفت الانتباه للحاق بقطار السلام، وفيما عززت السلطات الأمنية وجودها الأمني برأ هارون الجهات الأمنية من التقصير وافتخر بأدائها، وعزا التسلل لكثافة الأشجار حول المدينة. ووصف هارون قتالهم مع الحركة بالعادل. وفي غضون ذلك اتهم هارون حكومة الجنوب بالتسبب غير المباشر في الحادثة، محملاً الحركة الشعبية قطاع الشمال والجيش الشعبي المسؤولية المباشرة عن الحادثة، واستعجل حكومة الجنوب الإسراع في فك الارتباط بالقطاع والفرقتين التاسعة والعاشرة من الجيش الشعبي، وكشف عن اتجاه اللجنة الأمنية للبلدين التي ستجتمع خلال ساعات لتحديد مصفوفة وجداول لفك الارتباط، في وقت أرسل فيه هارون رسالة شديدة اللهجة للجيش الشعبي، وقال «البدور الدواس ما بيابا الطعن». وقال هارون في مؤتمر صحفي عقده مساء أمس بأمانة حكومة جنوب كردفان، إن التسلل تم من الجانب الشرقي عن طريق معسكر أبو سردبة، وأوضح أن الصواريخ وقعت قرب منزل المك محمد مرحال ومدرسة اليرموك للأساس ومنزل الوالي ومقر بنك السودان، ونفى أن تكون هناك حشود كبيرة للجيش الشعبي قرب المدينة، مؤكداً علو كعب قواته الاستطلاعية، وأقرَّ بأن الحكومة توقعت مثل هذه الأحداث باعتبار أن الولاية في حالة حرب، وأشار إلى أن القصف وقع قبيل وأثناء الملتقى التشاوري، وأكد أن الملتقى سيواصل أعماله، مقراً بأن الطريق للسلام تحفه الأشواك والمخاطر، مؤكداً أن قتال الحكومة للحركة عادل، وقال إن الحادث يوضح الطرف الذي يسعى لهدم السلام، وكشف عن وجود عمليات مطاردة واسعة لتعقب المعتدين، نافياً أن يكون قد تم إلقاء القبض على أي منهم. وفي ما يلي تورد «الإنتباهة» أسماء القتلى وهم: كبرة حسن سعيد، عائشة إبراهيم خير الله، محمود يوسف «طفل يبلغ عمره سبعة أشهر»، نسيبة عوض «طالبة ثانوي»، منازل ناصر تلميذة بالأساس وثريا الخور. من ناحيته قال المتحدث الرسمي باسم القوات المسلحة ل(الشروق نت)، إنه في محاولة لإفشال ملتقى كادوقلي التشاوري حول قضايا السلام الذي بدأت فعالياته أمس، تسللت مجموعة من المتمردين المنتمين للجيش الشعبي وقصفت الناحية الشرقية لمدينة كادوقلي على بعد «6» كلم من طرف المدينة الشرقي، مبيناً أن القوات المسلحة تواصل تمشيط المناطق المشتبه في أن القذائف انطلقت من ناحيتها. وقال:(عدد القذائف التي أُطلقت تجاه المدينة «8» قذائف انفجرت منها«5»). ووصف رئيس اللجنة العليا للملتقى حسين جمعة مؤمن، في تصريح ل«الشروق» القصف أنه محاولة يائسة لإفشال ملتقى كادوقلي. الى ذلك استنكر المؤتمر الوطني بشدة الاعتداء على مدينة كادقلي وشدَّد على أن مسؤولية الدولة والقوات المسلحة تطهير الجيوب من المتمردين، وأكد أن الجيش لن ينتظر وسيحسم كل التفلتات الأمنية التي تقع داخل الأراضي السودانية، واستبعد في ذات الوقت أن تؤثر الأحداث على اتفاق أديس أبابا الذي وُقِّع مع دولة الجنوب، ووصف ذلك بقضية «الشخص الذي فقد الأمل ويحاول رمي الكرت الأخير» وذلك قبل إنفاذ الترتيبات الأمنية مع دولة الجنوب وتوقع أن يتم حسم التمرد بمجرد تطبيق الاتفاق على أرض الواقع، وقال: بمجرد إكمال فك الارتباط والترتيبات الأمنية سوف تحل المشكلة واتهم أمين الإعلام بالمؤتمر الوطني بروفسير بدرالدين أحمد إبراهيم في تصريحات أمس جهات غير راغبة في حل قضايا جنوب كردفان بأنها وراء قصف مدينة كادقلي، واعتبر تلك رسائل محددة تؤكد أن تلك المجموعات المتمردة غير حريصة على السلام والاستقرار ولفت إلى أن الخطوة استباقية لإيصال رسالة سالبة عبر تلك الأحداث، وأكد أن تلك الحركات لا تريد السلام وتريد تعميق الأزمة الإنسانية في المنطقة، وطالب أبناء جنوب كردفان بالتكاتف لتجاوز الموقف إلى حين تطبيق بند الترتيبات الأمنية، وشدَّد على ضرورة إنزالها على أرض الواقع، وأشار إلى أن الاعتداء تم بغرض التشويش على الاتفاق.