احتفلت المنظمة الوطنية لكبار السن ووزارة الرعاية والضمان الاجتماعي أمس وبحضور وزيرة الشؤون الاجتماعية الطفولة والأسرة بجمهورية موريتانيا الإسلامية السيدة مولاتها بنت مختار باليوم الوطني لكبار السن متزامناً مع اليوم العالمي لهذه المناسبة المهمة في نظري وأقول في نظري، لأنني صرت منهم أولئك الذين خدموا هذا البلد ودربوا ودرسوا وربوا عدداً من الأجيال الجديدة التي تملأ الساحات اليوم حيوية ونشاطاً وإنجازاً.. صرت منهم بحكم القانون الذي يحدد حدود كبار السن عندما كان أستاذ الجامعة يحال إلى التقاعد في سن الستين.. فقبلت بحكم الشديد القوي الذي جردني من فتوتي وقوتي العضلية والبدنية وحولني إلى دور العجزة والمسنين وما وراء التاريخ.. وأنا هنا لا أتحدث عن شخصي الضعيف محيي الدين وإنما أتحدث عن أولئك الأساتذة الأجلاء الذين فوجئوا بالخطابات إياها من جميع الجامعات الحكومية ما عدا جامعة الخرطوم ومن رحم الله. تساقطت مني دمعات أخفيتها بنظارتي حتى لا يلحظوا الناس ذلك وأنا استمع إلى أبيات من الشعر للدكتور كامل عبد الماجد وكيل كلية قاردن سيتي وتلحين وأداء كورال طلبة وطالبات الكلية.. ونقول الكلمات التي ألقيت أمام كبيرات السن بمركز السجانة فنالت إعجابهن وجذب اهتمامهن وربما تقاطرت منهن دمعات: ما عليكم... ما عليكم... انتو سويتوا العليكم إحنا ربونا على إيديكم.. إنتو شفنا العزة فيكم إلى نهاية القصيدة المعبرة المؤثرة.. وحقيقة فقد كانت الكلمات معبرة والأداء رائعاً لدرجة أن الوزيرة الموريتانية حققت للفرقة طويلاً وطلبت وصلة كورالية أخرى عند نهاية جلسة العمل الافتتاحية. وفي الحقيقة فإن تخصيص يوم لكبار السن لإظهار الوفاء والتقدير والطبطبة على الكتف لا تكفي ولا تفي لهؤلاء الآباء والمربيين الذين فعلاً «سوا العليهم».. فلا بد من إعداد مواعين جديدة تستوعب قدراتهم المتبقية معاهد تدريب، أعمال لا تحتاج إلى قوى بدنية عالية.. وبحاجة إلى عضلات وعرق.. مكتبات تمكنهم من تدوين مذكراتهم وملاحظاتهم وتجاربهم.. يبدأون حياة جديدة بعيدة عن المراحل السابقة التي كانوا يبذلون فيها مجهودات بدنية كبيرة.. دعوهم يعيشون حياتهم كما يقول الغربيون Life begins after sixty .. الحياة تبدأ بعد الستين.. وليس تنتهي عند الستين.. أُحيي اللجنة الوطنية برئاسة اللواء بابكر عبد الرحيم وأُحيي وزارة الرعاية والضمان الاجتماعي لاهتمامها الكبير بالمسؤولية الاجتماعية وهي مسؤولية عظيمة وقيمة كبيرة إذا تمكنا من الاستفادة من كبار السن في أعمال تعتمد على الخبرات المتراكمة وانتقالها إلى الأجيال الجديدة.. وكل عام وأنتم بخير.