التقرير يهيب بالحكومات اتخاذ إجراءات عاجلة لتلبية احتياجات كبار السن • بحلول عام 2050، ستؤوي البلدان النامية 80 في المائة من كبار السن في العالم • بحلول عام 2050، سيكون السكان فوق سن الستين أكثر من السكان تحت سن 15 سنة كبار السن في العالم يتزايد عددهم بمعدل أسرع من أي فئة عمرية أخرى، حسبما كشف عنه تقرير جديد بعنوان الشيخوخة في القرن الحادي والعشرين: فرصة للاحتفال ومواجهة التحدي. التقرير صدر اليوم عن صندوق الأممالمتحدة للسكان والمنظمة الدولية لرعاية المسنين في مناسبة الاحتفال باليوم الدولي لكبار السن. ويشدد التقرير الجديد على أن الاتجاه المتعلق بالمجتمعات المعمِّرة، وإن كان مدعاة للترحيب، يطرح أيضاً تحديات هائلة لأنه يستلزم الأخذ بنُهجٍ جديدة تماماً إزاء الرعاية الصحية، والتقاعد، والترتيبات المعيشية، والعلاقات بين الأجيال. وفي عام 2000، ولأول مرة في التاريخ، كان عدد الناس الذين يزيد عمرهم عن الستين سنة أكثر من عدد الأطفال دون سن الخامسة. وبحلول عام 2050، سيكون جيل كبار السن أكثر عدداً من السكان دون سن الخامسة عشرة. وخلال عشر سنوات فقط، سيتجاوز عدد كبار السن رقم البليون، بزيادة تناهز 200 مليون نسمة على مدى العقد. واليوم، ومن بين كل ثلاثة أشخاص في سن الستين أو أكثر، يعيش شخصان في البلدان النامية والبلدان ذات الاقتصادات الناشئة. وبحلول عام 2050، سيرتفع هذا الرقم إلى قرابة أربعة أشخاص من بين كل خمسة. وإذا لم تعالج هذه المسائل على الفور، فقد تكون لها عواقب مباغتة على البلدان غير المستعدة لمواجهتها. وفي كثير من البلدان النامية التي يشكل الشباب نسبة كبيرة من سكانها، على سبيل المثال، يتمثل التحدي في أن الحكومات لم تضع سياسات أو ممارسات لدعم سكانها كبار السن حالياً أو أنها لم تعد العدة لما سيحدث في عام 2050. وفي لقاء مع الصحفيين في طوكيو، قال المدير التنفيذي لصندوق الأممالمتحدة للسكان، الدكتور باباتوندي أوشيتيمن، إنه ”ينبغي للسكان في كل مكان أن يشيخوا بكرامة، وفي ظل الشعور بالأمن، وأن يتمتعوا بحياتهم من خلال إعمال حقوق الإنسان والحريات الأساسية “. وأضاف قائلاً: ”إن إطالة أمد العمر المتوقع كانت أحد أهداف مؤتمر القاهرة الدولي للسكان والتنمية في عام 1994. ويتعين الآن اتخاذ المزيد من الإجراءات لبلوغ هذا الهدف بالنسبة للجميع؛ ولا ينبغي للأهداف الجديدة المتعلقة بالتصدي للفقر أن تستبعد كبار السن“. ووفقاً لما أورده التقرير، فإن بلداناً كثيرة أحرزت تقدماً مهماً فيما يتعلق باعتماد سياسات واستراتيجيات وخطط وقوانين جديدة بشأن الشيخوخة. وعلى سبيل المثال، ففي خلال العشر سنوات الماضية، طبق ما يربو على 100 بلد نظماً غير اكتتابية للمعاشات التقاعدية، اعترافاً منها بالفقر المصاحب للشيخوخة. ولكن لا يزال يتعين القيام بما هو أكثر من ذلك لكي يحقق عالمنا المتجه صوب الشيخوخة كامل إمكاناته. ويشارك في القوة العاملة 47 في المائة من كبار السن من الرجال، وقرابة 24 في المائة من كبار السن من النساء. ومع ذلك، وعلى الرغم من المساهمات التي يمكن لفئة من كبار السن الناشطين اقتصادياً واجتماعياً والذين ينعمون بالأمن والصحة أن تقدمها إلى المجتمع، يلاحظ التقرير أيضاً أن كثيرين من كبار السن في جميع أنحاء العالم يتعرضون باستمرار للتمييز وسوء المعاملة والعنف. ويوجه التقرير نداء إلى الحكومات والمجتمع المدني وعامة الجمهور للعمل معاً من أجل إنهاء هذه الممارسات الهدامة والعمل على الاستثمار في كبار السن. ويحتوي التقرير كذلك على روايات يقصها 300 1 من كبار السن من الرجال والنساء الذين شاركوا في مناقشات جماعية في 36 بلداً حول العالم. وهذه الروايات والشهادات المباشرة تضيف منظورات جديدة حول كبار السن الذين يدعمون الجهود الرامية إلى تحقيق فهم أفضل لاحتياجاتهم واتخاذ إجراءات مباشرة لتلبيتها. وتحدث ريتشارد بلوويت، المسؤول التنفيذي الأول في المنظمة الدولية لرعاية المسنين ، فقال: ”علينا أن نلتزم بإنهاء هذه الحالة من سوء إدارة الشيخوخة. وسوف تتحقق أوجه تقدم ملموسة وفعالة من حيث التكلفة من خلال ضمان أن الاستثمار في الشيخوخة يبدأ عند الولادة – أي الاعتراف التام بأن الأغلبية الساحقة من الناس سوف يمتد بها العمر إلى سن الشيخوخة. ويلزم وضع خطط على كل من المستوى العالمي والوطني لتهيئة السبيل لكي يتحول هذا الرقم المهول من السكان الذين تزيد أعمارهم عن الستين سنة إلى قوة دافعة للنمو وإلى صانعين للقيمة. ومن شأن الأخذ بنهج ثوري والاستثمار في الناس وهم يتحركون صوب الشيخوخة أن يؤدي إلى بناء مجتمعات أقوى وأغنى. وتعد الحماية الاجتماعية والرعاية الصحية المراعية للسن من الأمور الأساسية لزيادة استقلالية كبار السن المتمتعين بالصحة والحيلولة دون وقوعهم في براثن الفاقة حينما يبلغون سن الشيخوخة“. وأضاف السيد بلوويت قوله: ”وينبغي لهذه الإجراءات أن تستند إلى رؤية طويلة الأجل، وينبغي أن يساندها التزام سياسي قوي، وميزانية مأمونة“. ويقول الدكتور باباتوندي أوشيتيمن: ”إن الشيخوخة عملية مستمرة على مدى العمر، ولا تبدأ فقط عند سن الستين. فشبان اليوم سيشكلون جزءًا من بليونين من كبار السن في عام 2050. ويبين هذا التقرير أننا بما نتخذه الآن من إجراءات، يمكننا أن نستفيد جميعاً من عائد العمر الطويل – وبصورة متزايدة في البلدان النامية – الآن وفي المستقبل“. وقالت ممثلة صندوق الاممالمتحدة للسكان في السودان باميلا دلارجي ان التقرير الذي اطلقته اليوم المنظمة العالمية لرعاية المسنين وصندوق الاممالمتحدة للسكان يلفت الانتباه الي ظاهرة التقدم في السن في كل انحاء العالم ويشير الي الخطط التي تضعها الدول للتعامل مع القضية." واضافت ممثلة صندوق الاممالمتحدة للسكان في السودان " يتوجب علي السودان ان يمنح مزيد من الاهتمام لقضايا الشيخوخة ويمكن ان تساهم الدولة كثيرا في هذا المجال خصوصا ان كبار السن يلقون احتراما كبيرا وفقا لتقاليد البلد ولكن يجب العمل علي توفير احتياجات كبار السن عبر السياسات والبرامج" . ولمساعدة السودان في توفير المعلومات عن السكان فان مكتب صندوق الاممالمتحدة للسكان في السودان يقوم حاليا بمراجعة " خطة مدريد العالمية حول الشيخوخة" وذلك في اطار مراجعة الجزء الخاص بالعالم العربي.وهذه المراجعة جزء من المراجعة العالمية التي تتم لتوصيات المؤتمر العالمي للسكان والتنمية فيما بعد عام 2014. وايضا يعمل مكتب الاممالمتحدة للسكان في السودان في تعاون لصيق مع جهاز الاحصاء المركزي وذلك لتوفير المعلومات وتحليل المعلومات الخاصة بالسكان بما في ذلك المعلومات الخاصة بالشيخوخة في السودان. وتعمل منظمة رعاية المسنين - السودان في تعاون مع الوزارات المختصة علي المستوي الولائي وذلك لضمان حصول كبار السن علي مستحقاتهم .وشاركت المنظمة مع شركائها في جمعية الهلال الاحمر السوداني والجمعية السودانية لرعاية كبار السن مع وزارة الرعاية والضمان الاجتماعي في صياغة مسودة قانون كبار السن . والقانون الان في مرحلة الاجازة من مجلس الوزراء والمصادقة من قبل البرلمان . وفي حال اجازة القانون سيمثل اضافة عظيمة لمساندة حقوق كبار السن وفي حصولهم علي الخدمات والحقوق الاساسية . وفي اطار اعدادها للاحتفال باليوم العالمي للمسنين فان منظمة رعاية المسنين تخطط لتنفيذ عدد من النشاطات في الخرطوم ودارفور. ستنفذ المنظمة مع شركائها حفلا لتسليم اربعين من كبار السن واسرهم بطاقات التامين الصحي . وفي دارفور ومن ضمن نشاطات اخري سيحث كبار السن وزارة الرعاية الاجتماعية لتوفر بطاقات التامين الصحي لهم. وفي ختام حملة حقوق كبار السن والتي نفذت في عام 2011 فقد اجازت وزارة الرعاية الاجتماعية تخصيص مقاعد محددة في الباصات لكبار السن . وتشيد منظمة رعاية المسنين بالتعاون الذي تلقاه من قبل وزارة الصحة ووزارة الرعاية والضمان الاجتماعي والسلطات المختصة الاخري وذلك في تيسير نشاطاتها التي تنفذها لصالح كبار السن في كل المستويات.