من نجوم الكرة في عهدها الزاهر الذي لم يعُد حتى الآن الثنائي صديق منزول وسليمان فارس. تقاربا في العمر وكانا صديقين حميمين جمعت بينهما قصص الثنائيات الشهيرة في عالم كرة القدم فإذا كان الفن الغنائي السوداني قد جمع الثنائيات مثل ثنائية بازرعة وعثمان حسين وعبد الرحمن الريح وإبراهيم عوض وعثمان الشفيع وود القرشي فكرة القدم كان بها ثنائيات شهيرة ومنها هذا الثنائي الذي لم نحظَ بمشاهدته. لعبا للهلال منذ بداية سنوات الخمسينيات وتركا الكرة في بداية الستينيات وكان سنوات الخمسينيات هي لسنوات الإبداع الكروي الأصيل لهما في طريقة لعبهما الكرة دروس للاعبي اليوم (فقراء الموهبة ومعطوبي اللياقة البدنية والذهنية). وفي هذا كانا على استعداد فطري للتعامل مع الكرة في أي وضع تأتي إليهما وفي هذا قصة ما زال السبعينيون والثمانينيون في أعمارهم يتذكرونها وهي التي حدثت بدار الرياضة بأم درمان في العام «1954م» أثناء مباراة الهلال والتحرير الدورية. إذ أتت الكرة لولبية من سليمان فارس لصديق منزول وحينها لم يفكر صديق منزول كثيراً إذ عالجها ببطن الحذاء فقط دون أن يتحرك من مكانه محرزًا هدفاً أسطورياً جعل المتابعين للمباراة يقفون وهم في حالة تصفيق لهذا الساحر الكروي. كانت لياقتهما البدنية محل إشادة الجميع من الرياضيين. فلم يكن السهر وملذات الحياة من صفاتهما إذ كان جل اهتمامهما منصباً على إعلاء كيان الهلال وإسعاد جماهيره. وجد الاثنان بنادي الهلال شخصيات لها من السطوة وقوة الشخصية ما جعلهما يسيران على نهج أولئك الإداريين الأفذاذ. ومن أولئك الإداريين نجوم الرعيل الأول من خريجي الكلية القديمة من أمثال (أمين بابكر ابن الشعب) الصحافي الفذ. وحمدنا الله أحمد مؤسس نادي الهلال الفعلي. ومحمد توم التجاني المعلم الصارم وطلعت فريد ضابط الجيش المهيب. أمام حشد من أقوياء النفس والشخصية كان لا بد للاثنين من أن يستقوا منهم تعاليم الاحترام والكبرياء، فكانا مثالاً للمحترمين من لاعبي الكرة ونجوم المجتمع. في سيرتهما وسيرة الإداريين بنادي الهلال في ذلك الوقت رسالة حيَّة لإداريي الأندية الذين ليس في سيرتهم الذاتية أي عمل وطني في أي مجال من مجالات العمل العام. أما اللاعبون الحاليون فإن أرادوا أن يكونوا محترمي النفس كبيري الهمة فعليهم اتباع قيم الاحترام للقدامى من لاعبي الكرة أمثال صديق منزول وسليمان فارس. لعب سليمان فارس لفريق الزمالك المصري ولكن لم يطب له المقام بمصر فبقي بها زماناً ليس بالقصير وعاد ليقوم بتدريب فريقه الهلال ظل الاثنان لصيقا الصلة بفريق الهلال رغماً عن عزوفهما عن الظهور في وسائل الإعلام رحل الاثنان وتركا إرثاً من احترام النفس والأداء الكروي الرفيع.