يأتي فى مقدمة أشهر وأحرف اللاعبين على امتداد تاريخنا الكروي الكابتن صديق منزول لاعب الهلال والمنتخب الوطني الأسطوري خمسينات وأول ستينات القرن الماضي ويقولون إنه كان مؤهلاً لأن يلعب فى الدوري الإنجليزي وكان يلقب بالأمير وهو اللقب الذي حمله في ما بعد كابتن الهلال والمنتخب الوطنى هيثم مصطفي. وكان لاعبو الهلال والأندية الأخرى والمشجعون يحيطون صديق منزول بقدر خرافي من الاحترام والتقدير وكان يستحق ذلك كله، فقد كان إنساناً محترماً وكانت شخصيته قيادية وكان موظفاً كبيراً محترماً تدرج في ديوان المراجع العام إلى أن أصبح نائباً له. وروى لى صديقه ونائبه فى كابتنية الهلال والمنتخب الوطني ديم الكبير حكاية تستحق أن تكتب فقد مر الأمير صديق منزول فى السبعينات بظروف جعلته يعتكف فى بيته ولما طال اعتكافه وبالتالي غيابه عن العمل فى ديوان المراجع العام وكان من أهم مسؤوليه أرسل المراجع العام ما يفيد بذلك إلى رئيس الجمهورية جعفر حمد نميري، ولقد كانت الخدمة المدنية فى قمة انضباطها وكفاءتها وكان المراجع العام يعرف أنه وفقاً للوائح يجب اتخاذ قرار حول غياب صديق منزول عن العمل وكان يعرف أيضاً أنه أمام موظف مقتدر نزيه مثالي ويحمل على ظهره في نفس الوقت نجومية من النوع الاستثنائي. وقرأ الرئيس نميري الأوراق ولم يعلق عليها وأعادها إلى المراجع العام الذى استبدت به الحيرة فهو يعرف أنه يجب اتخاذ قرار فأعادها مرة ثانية إلى الرئيس نميري ولم يعلق نميري أيضاً وأعاد الأوراق إلى المراجع العام واستدعاه فى مكتبه بالقصر وقال له: عايزني أفصل صديق منزول لن أفعل ذلك وكان نميري يعرف قيمة صديق منزول موظفاً كبيراً نزيهاً مخلصاً فى عمله ولاعباً خارقاً قدم لوطنه فى مجالي كرة القدم والخدمة المدنية أقصى وأجمل ما قدمه موظف ولاعب كرة قدم لوطنه وكان يعرف ويقدر الظروف التى أجبرته على الاعتكاف في منزله. لقد كان لصديق منزول دور كبير من خلال أدائه العالمي فى ازدياد ولع السودانيين بكرة القدم وفي ازدياد شعبية الهلال ويقولون إنه لو كانت هناك تسجيلات تلفزيونية عندما كان صديق منزول لاعباً فى الهلال والمنتخب الوطني خمسينات وأول ستينات القرن الماضي لرأينا ما لم تشهده عين وما لم يخطر على قلب متفرج. وكان هناك لاعبون خارقون قبل صديق منزول منهم شقيقه حامد منزول. إن ديم الكبير كنز من المعلومات وهو من الأسماء الكبيرة فى حياتنا الكروية ونشكره على ما قدمه من معلومات عن زميله وصديقه الأمير صديق منزول الذي يبدو أن ظروفه فى السنوات الأخيرة من عمره لم تكن تسمح بأن يستضيفه الأستاذ عمر الجزلي في برنامجه التلفزيونى الشهير ورحم الله أمير كرة القدم وأمير الخدمة المدنية صديق منزول.