البشير: إسرائيل «غشيمة» أصابها الطيش والرعب من التغيرات السياسية والاجتماعية التي سرت في المنطقة..البرلمان: لن نعفي أو نحاسب وزير الدفاع ولكن سنستفسره عن كيفية الرد الخرطوم: معتز محجوب - هبة عبيد تواصلت ردود الفعل الدولية والإقليمية عن حادثة الاعتداء على مصنع اليرموك للأسلحة الأسبوع الماضي من قبل إسرائيل، في وقت أكد فيه الرئيس عمر البشير أن العدوان يثبت ضعف إسرائيل، وقال إنها أثبتت خوفها وارتعادها، وإنها «غشيمة» أصابها الطيش والرعب من التغيرات السياسية والاجتماعية التي سرت في المنطقة. ووجه الرئيس البشير الأجهزة المختصة بنقل الجزء الخاص بتصنيع المتفجرات والبارود بمجمع اليرموك الصناعي إلى موقع آخر يكون بعيداً عن المناطق الحضرية وسكن المواطنين، في وقت أعلن البرلمان أنه لن يحاسب أو يعفي وزير الدفاع الفريق أول ركن عبد الرحيم محمد حسين بسبب حادثة اعتداء «4» طائرات حربية إسرائيلية على مصنع اليرموك. وأقرَّ بأن التقنيات التي تمتلكها إسرائيل لن يستطيع السودان امتلاكها ولو لسنوات قليلة قادمة، وقطع البرلمان أنه سيسأل وزير الدفاع عن الخطوات التي ستقوم بها الوزارة حتى لا يتكرر الحادث وحول كيفية الرد. العيد للأمان والسلام وهنأ الرئيس عمر البشير الأمة السودانية بمناسبة عيد الأضحى المبارك، وقال في كلمته التي ألقاها ببيت الضيافة أمس إن تقدم وتطوُّر أي بلد لا يكون إلا بعنصرَي السلم والأمن والرفاه والتنمية، وذكر أن الاقتصاد السالم لا يتحقق إلا بالأمن الكامل، وأضاف أن يوم العيد للأمان والسلام والمسالمة والمصافحة والتصافي والتعافي والصفح الجميل. واعتبر البشير العدوان الذي ارتكبته دولة الكيان الصهيوني «إسرائيل» على مصنع اليرموك يُثبت ضعفها، وقال: إسرائيل أثبتت خوفها وارتعادها وأنها غشيمة أصابها الطَّيش والرعب من التغيرات السياسية والاجتماعية التي سرت في المنطقة ومن تقدم السودان بشبابه المؤمن المتعلم المستنير وارتكبت جنايتها على شعب السودان، وقال: «يا لبؤس ما فعلت!!». البرلمان لن نعفي الوزير من ناحيته كشف وزير الإعلام والناطق الرسمي باسم الحكومة أحمد بلال عن امتلاك الحكومة معلومات كاملة عن العدوان وعن الجهات الخارجية التي تؤيد الاعتداء تحفَّظ على ذكرها، وفي ذات الأثناء رفض توجيه أي اتهام للجيش بوجود تقصير منه في الحادثة التي تمت، نافياً وجود اختراق في الجيش. في غضون ذلك أكد بلال أن حالة الاستنفار الكلي ستنتظم البلاد تحسباً لأي اعتداء مجدداً، وقال: «الاعتداء لم يكن الأول ولن يكون الأخير». وقال رئيس البرلمان أحمد إبراهيم الطاهر في تصريحات محدودة إنه لا يوجد أي اتجاه لمحاسبة وزير الدفاع أو إعفائه مبرراً ذلك بأن الطائرات الإسرائيلية جاءت بدون إعلان مواجهة، وأشار إلى أن البرلمان سيستفسر وزير الدفاع فقط عن الخطوات التي سيتم اتخاذها حتى لا يتكرر الاعتداء، وحول كيفية الرد على الاعتداء، وكشف الطاهر عن وجود خطة مستمرة لتطوير الجيش، موضحاً أن الجيش تطور كثيراً مدللاً على ذلك باعتداء إسرائيل على مصنع اليرموك، وأكد أن الجيش سيتم دعمه لتسريع خطة التطوير. تحركات داخلية وخارجية ومن جهته قال وزير الإعلام أحمد بلال للصحفيين بالبرلمان إن الحكومة ستتحرك على كل الأصعدة داخلياً وخارجياً، معلناً أن الدولة سينتظم بها الاستنفار الكلي، وفيما قال إنه لا يتوقع أن تعيد إسرائيل الهجوم مرة أخرى أكد أن الحكومة ستتحسّب، وأشار إلى أن السودان يعتبر نفسه دولة مواجهة وسيتم اتخاذ الحيطة والحذر والاستعداد لكل الظروف. مشيرًا إلى أن الدولة ستقوِّي دفاعاتها، مقرًا بأن التقنية التي استُخدمت لضرب المصنع وللتشويش على الرادارات تقنية عالية تمتلكها دولتان فقط هما إسرائيل وأمريكا وغير مسموح لغيرهما بامتلاكها، وأكد أن هناك دولتين في العالم لهما مصلحة في الاعتداء على السودان هما إسرائيل وأمريكا، مشيرًا إلى أن العلاقة تحسنت مع أمريكا، أما إسرائيل فقد أعلنت أكثر من مرة أن السودان دولة خطرة عليها وربطت بين البلاد وبين الأسلحة التي تُهرَّب لحماس بفلسطين، وتساءل قائلاً: «معقول إسرائيل تتحرك دون علم أمريكا؟»، وأكد أن الحكومة ستعمل على تمليك الشعب الحقائق كاملة تباعًا. كي مون يطالب بمعلومات وفي السياق أحاط السفير دفع الله الحاج علي، المندوب الدائم بالأممالمتحدة، الأمين العام للأمم المتحدة بأحداث الاعتداء الإسرائيلي على مصنع اليرموك بالخرطوم، وقدَّم له تنويراً حول العدوان الإسرائيلي على المجمع، مشيراً إلى أنه تطوُّر خطير وخرق صارخ لميثاق الأممالمتحدة، مشيراً إلى أن إسرائيل قد شنَّت غارة جوية على ذلك المجمع الذي يصنع أسلحة تقليدية وذخائر وتم تدميره بنسبة كبيرة كما قُتل شخصان وجُرح آخر إصابتُه خطيرة. وطلب دفع الله من الأمين العام أن يُصدر بياناً أو تصريحاً صحفياً يدين فيه هذا العدوان باعتباره خرقاً سافراً لميثاق الأممالمتحدة. من جانبه أعرب الأمين العام للأمم المتحدة عن بالغ القلق إزاء هذا العدوان معبِّرًا عن تعازيه لأسر الضحايا. وأشار إلى أنه ظل يتابع هذه التطورات ولم يطالع في وسائل الإعلام أي نفي من قِبَل إسرائيل حتى الآن، مضيفاً أنه من المهم جداً أن تقدِّم حكومة السودان معلومات تفصيلية حول ذلك الهجوم بعد إكمال التحريات الجارية بشأنه، مشيرًا إلى أنه سوف يتشاور مع معاونيه حول كيفية إدانة هذا الهجوم. طهران تدين ومن جهته أدان مساعد وزير الخارجية الإيرانية للشؤون العربية والإفريقية حسين أمير عبد اللهيان، صمت بعض الدول إزاء الهجوم الإسرائيلي ضد السودان. ونقلت قناة «برس. تي. في» الإيرانية عن عبد اللهيان قوله في تصريحات له تعليقاً على الهجوم، إن أولئك الذين يتشدقون بالحديث عن الأزمة السورية، لا بد أن يقوموا الآن باتخاذ قرار مناسب، في ما يتعلق بهذا الهجوم ضد السودان. ضحايا اليرموك شهداء وأعلن والي الخرطوم د. عبد الرحمن الخضر خلال نقله تعازي رئيس الجمهورية وحكومة الولاية لأسر شهداء الاعتداء الصهيوني الغاشم على مجمع اليرموك الصناعي، أن رئاسة الجمهورية اعتمدت ضحايا الاعتداء شهداءً تتم معاملتهم وفقاً لمعاملة أسر الشهداء، ووجه منظمة الشهيد باستكمال الإجراءات الخاصة بهم. كما كشف الخضر عن تكوين لجنة لحصر الخسائر في الأرواح والممتلكات، حيث بلغ عدد الشهداء حتى ليلة أمس أربعة شهداء، فيما بلغ عدد المواقع والمنازل المتأثرة حسب الحصر الأولي «35» موقعاً ومنزلاً. تفاصيل جديدة إلى ذلك قال المواطن الوليد محمود عيسى ل «الإنتباهة» إنه شاهد «5» طائرات وليس «4» حينما كان في منطقة وادي سوبا شرق، وقال إن طائرتين كانتا في المقدمة بارتفاع عالٍ دخلتا أجواء الخرطوم عند الثانية عشرة إلا ثلثاً مساء الأربعاء، وأضاف: وتلتهما طائرتان أخريان بدقائق، ومن ثم ظهرت طائرة منفردة بعد حوالى دقيقة واحدة، وأشار إلى أنه خلال أقل من دقيقتين شاهد ألسنة اللهب دون أن يتعرف على مصدرها. أسرار جديدة ذكرت «الشروق» أن صاروخًا سقط على إسرائيل من قطاع غزة كان السبب المباشر وراء الهجوم الجوي الذي نفَّذته «4» طائرات حربية إسرائيلية على مصنع اليرموك للأسلحة ومخزن للسلاح على عمق «120» مترًا تحت الأرض. وتزعم إسرائيل أن المخزن المستهدَف كان يحتوي على كميات كبيرة من الأسلحة والصواريخ المتطوِّرة التي تم تهريبها من ليبيا بهدف نقلها إلى قطاع غزة وأن مصنع اليرموك نجح في إنتاج صواريخ مشابهة لتلك الصواريخ التي تم تهريبها من ليبيا.