طالعت وعبر إحدى الصحف السيارة خبرًا مفاده «من المتوقع» أن يتجه الى المملكة العربية السعودية «مطلع العام المقبل» وفد إداري من جهاز شؤون السودانيين العاملين بالخارج.. ذلك بهدف تذليل الصعوبات والعقبات التى تواجه تشكيل الجالية فى المنطقة الغربية بالسعودية والرياض.. وأكد دكتور كرار التهامى الامين العام لجهاز تنظيم شؤون السودانيين بالخارج خلال اجتماعه بالإدارة العامة للهجرة والجاليات والمنظمات بالجهاز ضرورة الاهتمام بالسودانيين بالمملكة العربية السعودية ودراسة أوضاعهم والعمل على معالجة قضاياهم المختلفة وذلك للثقل الكبير للوجود السودانى هناك «انتهى نص الخبر». وفى هذا السياق استوقفتنى كلمة «من المتوقع» فى الخبر أعلاه وهذا يدل على أن حالة الشك مازالت تحيط بعدم إجراء انتخابات للجالية فى الوقت الحاضر!.. وأزداد الأمر سوءًا حينما قرأت هذه العبارة وفى نفس الخبر «مطلع العام المقبل» وفى هذه الحالة البائسة التى تفتقد للطعم والرائحة أظن سوف تنعدم مسألة قيام الجالية والتى كانت فى يوم من الايام الشغل الشاغل لأهل «جدة» طولاً وعرضًا. عفوًا معشر المغتربين سؤال أطرحه لكم ماذا تريدون وكيف تفسرون مفهوم الجالية هذا شأن دعوتكم وشعاركم الأول لقيام جالية «معافاة» خالية من رائحة السياسة التى تزكم الانوف.. عمومًا نقول لكم وبالفم المليان إذا اردتم قيام جالية خالية من الصراعات والفتن عليكم أولاً القيام بتصحيح ما يمكن تصحيحه وذلك بإلغاء «المصعدين» الحاليين للجالية قبل ثلاث أو اربع سنوات وإعادة «التصعيد» مرة أخرى وهذه المرة بإدخال «الاطباء والمحاسبين» لتكوين جالية قوية يلتف حولها غالبية المغتربين لتكون تربة صالحة يبذر فيها بذور محسنة ذات خصائص جيدة المفعول. فيا مغترب السودان الصابر أنت اليوم أمام معركة حقيقية تحتاج الى تفهم وأقعى أكبر من معدلات الترضية وأكثر وعيًا من وقوف المثقفين عند حاجز الرفض لهذا أو ذاك.. إذ أن مشكلاتنا نحن مغتربى السودان المستفحلة تحتاج الى خطوات إيجابية يقودها المثقفون الوطنيون لإبراز جالية معافاة لتخطى الهيمنة والبيروقراطية المعقدة الكسيحة. فالسؤال الذى نحاول أن نحشد له الحيثيات التى مضت هل باستطاعة جهاز شؤون السودانيين العاملين بالخارج تبني أشياء إيجابية لقيام جالية تخدم المغترب عصب السودان الحقيقى أم أنه سيمد لسانه ساخرًا من قيام «جالية» فى هذا الوقت؟! لأن الجالية المرتقبة مطلع العام القادم كما سماها جهاز المغتربين تعج بمجموعات كثر من الانتهازيين تحتاج الى نظافة من المرجفين وقادة الرسم الرديء.. إلا أنها ستسقط الجالية المرتقبة وتكذب على نفسها إذا ادعت أنها ستحقق كل أهدافها!! أو أن يضحك القدر ويتجرد جهاز شؤون السودانيين العاملين بالخارج من أسلحته ويختفى من الوجود - والله أعلم - أو ينفش ريشه ويتخلى عن «مرشحى الجالية» ويقوم بتعيين «نفر» آخر خارج نطاق الجالية السابقة.. وهذا ما يجعل المرشحين يصابون بالذعر والهلع وربما فقدان العقل إذا ما تم ذلك.. وانا لمنتظرون..