تقرير: وكالات استقبل السوريون -ومنهم الحلبيون- عيد الأضحى المبارك بحزن شديد، في ظل القتال المستمر في البلاد والظروف الصعبة التي يعيشها المواطنون من قتل وتهجير وتفاقم للمعاناة الإنسانية مع بدء سقوط الأمطار الغزيرة وحلول فصل الشتاء. وأجهضت الأوضاع الاقتصادية والإنسانية ما تبقى من فرحة العيد لدى أهالي حلب وريفها. واستغل أهالي حلب هدنة العيد للوصول إلى منازلهم في مناطق خطوط النار لجلب بعض المتعلقات، غير أن القوات النظامية خرقت الهدنة في عدة مناطق منذ صباح اليوم، حيث قتل قناصتها مواطنا كان متوجها إلى منزلة في كرم الجبل بحي الشعار في المدينة. ورافقت الجزيرة نت قائد المجلس العسكري في حلب وريفها العقيد عبد الجبار عكيدي في جولة بالمدينة بعدما شارك في مظاهرة نظمها أهالي المدينة انطلقت بعد صلاة العيد من مسجد فجر الإسلام في حي طريق الباب دعما للثورة. وقدم العكيدي تهاني العيد لمواطنين، وتفقد مواقع الثوار المرابطين على الخطوط القتالية الأمامية في مدينة حلب وخصوصا حي صلاح الدين، وأكد من قلب الحي المدمر أن الجيش السوري الحر يسيطر على كامل الحي باستثناء عدد قليل من شوارعه. وأوضح أن الثوار يتقدمون باتجاه مواقع القوات النظامية في مدينة حلب، وتوعد هذه القوات بطردها من المدينة. ولفت العكيدي إلى أن الجيش الحر سينتقل قريبا إلى مرحلة السيطرة على باقي مناطق حلب وتطهيرها من القوات النظامية، واعتبر أن التقارير التي تتحدث عن تسليح الثوار بصواريخ مضادة للطائرات كاذبة، وقال إنه رغم مشاكل التسليح وضعف الإمكانيات العسكرية تمكنت قوات الثوار من تطوير صواريخ بدائية مصنعة محليا. من جانبه قال مدير مركز حلب الإعلامي يوسف صديق إن الوضع الإغاثي في مدينة حلب شهد تحركاً نشطاً قبيل العيد، عبر توزيع المعونات الغذائية على العائلات المنكوبة والمحتاجة في المدينة. وأوضح في حديث للجزيرة نت أن الجمعيات الخيرية المنبثقة عن الحراك الثوري مثل «محامو حلب الأحرار» و»مبادرة عطاء الثورة»، سجلت أسماء العائلات التي تحتاج إلى مساعدة وأمنت لها سلة غذائية دورية. وناشد صديق جميع المنظمات الإغاثة والإنسانية المبادرة إلى تأمين الحاجات الضرورية للمواطنين السوريين مع دخول فصل الشتاء، خاصة حليب الأطفال والأدوية الإسعافية ومستلزمات التدفئة. واعتبر أن هناك رغبة دولية لاستمرار معاناة الشعب السوري واستمرار الحرب عبر منع السلاح عن الثوار وإيصاله بكميات قليلة لا تفي بمتطلبات المعركة والتوازن العسكري الإستراتيجي لكي لا يتم حسم المعركة. وتستمر معاناة أهالي حلب في ظل تدهور الوضع الاقتصادي للسكان الذي يعمل معظمهم في قطاع الصناعة الذي توقف معظمه بفعل الحرب والقتال الدائر في المدينة منذ شهر رمضان الماضي. وأصبح معظم أهالي المدينة يعيشون على إعانات وتبرعات داخلية من متبرعين سوريين، وأفرزت الأوضاع الصعبة مشاكل اجتماعية تمثلت في أعمال نهب وسرقة. وتشكلت في المدينة لجان شعبية في أحيائها منها اللجان الأمنية التي تقوم بحماية الحي من السرقات، بينما أنشئ في حي السكري منذ يومين مخفر «حي السكري» الذي يقوم بدور الشرطة. ويظل عناصر الشرطة المدنية في الحي غير مرتبطين بالتنظيمات العسكرية، وبدأت هذه الفكرة تتبلور في أحياء حلب وحاراتها. ومع تواصل القصف المدفعي والجوي لحلب وريفها، شكل سكان المدينة لجنة طبية تقوم بمهمة الإنقاذ والإخلاء والإسعاف.