ان الذين يتولون أمورنا، لايخرج احدهم من اثنين.. اما رجل نحبه ونرتضيه، فهذا له منا الدعاء والثناء والنصح.. واما رجل دون ذلك، فهذا على خطر عظيم، خصوصاً اذا كان من يطعنون فيه، فيهم العلماء واهل التدين «نسأل الله ان يجعلنا منهم» لأنهم لا يبغضون الا في الله، خصوصاً وهم يقومون بما أوجب الله عليهم من النصيحة لمن ولاه الله عليهم ما اقام فيهم شرع الله. وعن عوف بن مالك رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ««خيار أئمتكم الذين تحبونهم ويحبونكم، وتصلون عليهم ويصلون عليكم، وشرار أئمتكم الذين تبغضونهم ويبغضونكم، وتلعنونهم ويلعنونكم»» قال: قلنا: أي رسول الله، أفلا ننابذهم؟ قال: لا، ما أقاموا فيكم الصلاة، لا، ما أقاموا فيكم الصلاة» رواه مسلم. وقد جاء في الاسرائيليات ان الله لا يحاسب ولي الأمر على ظلم وقع على احد رعيته لا يعلمه فاذا رُفع اليه الظلم وعلمه ولم يرفعه فإنه يحاسب حينها.. ونحسب انك تعلم سيدي ان هنالك امورًا عشرة تلزم ولى الامر ذكرها ابو يعلى الماوردي في كتابه الأحكام السلطانية منها.. حفظ الدين على الأصول التي أجمع عليها سلف الأمة، فإن زاغ ذو شبهة عنه بين له الحجة وأوضح له الصواب وأخذه بما يلزمه من الحقوق والحدود ليكون الدين محروسًا من الخلل والأمة ممنوعة من الزلل.. ومنها، إقامة الحدود لتصان محارم اللَّه تعالى عن الانتهاك، وتحفظ حقوق عباده عن إتلاف واستهلاك.. ومنها، أن يباشر الإمام بنفسه مشارفة الأمور، وتصفح الأحوال لينهض ويهتم بسياسة الأمة وحراسة الملة، ولا يعول على التفويض تشاغلاً بلذة أو عبادة، فقد يخون الأمين. سيدي الوالي: هناك بيوت يقوم عليها اجانب بالاصح اجنبيات تعمل على بيع الاطعمة والمشروبات.. ونحن «نعلم» علم اليقين ان هنالك اشياء اخرى تباع داخل تلك المنازل اشياء لا تُباع على الرصيف، او توضع على الطاولات، او تصب من فم ابريق الشاي، او القهوة وليست هي بطعام يؤكل او مشروب يسقى كل ذلك غطاء لما يحدث داخل تلك المنازل.. يدل على ذلك منظر الفتيات الجالسات عند ابواب تلك المنازل، كأنهن قطع من الحُلى تعرض على الفترينات.. وهن فوق ذلك يرسلن اليك ابتسامة موجهة لغرض محدد!!.. لا تحتاج ان تلج لداخل تلك المنازل حتى تصيبك تلك الابتسامة.. بل مجرد عبورك بجوار تلك المنازل والتفاتة واحدة تجاه احد تلك المنازل، تكفي لتتوجه نحوك نظرة الفتاة مغلفة بتلك الابتسامة الرخيصة.. مهمة تلك الابتسامة هي ادخالك الى المنزل.. لتقوم مديرة المنزل «المعلمة» بعمل الإجراء اللازم، من ارسال احدى الفتيات الى مؤانستك، او ارسالك الى احدى الغرف الشخصية وهي عبارة عن غرفة مكيفة مجهزة بأفخر الأثاث تكلف مبلغًا يفوق 100 جنيه قائمة خدماتها تشتمل على.. قارورة ماء صحة + جبنة + شيشة «في بعض الاحيان»+ فتاة للمؤانسة او تقوم المعلمة بتدبير لقاء داخل المنزل يتم فيه الاتفاق على امر ينفذ خارج المنزل.. الفتيات اللاتي يرتدن تلك المنازل بينهن سودانيات، صغيرات فى العمر، ومعظم الاجنبيات اللاتي يعملن على ادارة تلك المنازل لا يملكن اوراقًا ثبوثية ناهيك ان يكن يحملن إقامات، والله اعلم بما يحملن من امراض واوبئة هذا خلاف الثقافة التي تنشرها تلك المنازل وسط الشباب ويمكن لتلك المنازل ان تصبح وكراً للمخدرات وتجارتها.. واصبحت تلك البيوت ظاهرة انتشرت في معظم احياء الخرطوم.. سيدي هذا ليس حديثًا يُفترى ويمكن لكل عابري الطريق الذي يربط بين شارع الحرية و«الصحافة زلط» و«زلط شرق» وما يعرف باسم باشدار.. يمكن لمن يمرون على هذا الطريق مشاهدة بعض من تلك المشاهد.. في هذه الأيام الكريمة والأسر يهنئ بعضها بعضًا بالعيد لا يعكر صفو اجوائهم الروحانية تلك سوى مثل هذه المناظر الكريهة. يتم ذلك اين في السودان وفي «دولة الشريعة». لقد قام معتمد الخرطوم السيد نمر بحملة على تلك المنازل من قبل كما وعد اهل المنطقة، لكن هنالك بعض المنازل ظلت تعمل، حتى سرى بين الناس ان تلك المنازل مملوكة لمسؤولين بالدولة اواصحاب سلطة!! سيدي اجعل قوانين الشريعة تحكم الناس وفعِّل شرطة امن المجتمع وقوِّ لجان الحسبة وتزكية المجتمع. قال: سيدنا أبو بكررضي اللَّه عنه في أول خطبة بعد توليه الخلافة «أيها الناس إني قد وليت عليكم ولست بخيركم، فإن أحسنت فأعينوني، وإن أسأت فقوموني» فنسأل الله ان يجعلنا في مقام الإعانة.. واتقِ سيدي دعوة رجل صالح تسري بليل من ليالي هذا الشهر الكريم الى الله فتُقبل.