وقف ثلاثتهم يتشاورون حول موضوعين الأول هل ينتظرون رابعهم أم لا والموضوع الثاني أي الأماكن سيقصدون هذه الليلة ، فالخيارات متوفرة هناك فى ذلك الشارع العتيق المعروف بشارع ( باشدار ) والذي تجد على جانبية قهاوي و كفتريات تجد بداخلها مالذ وطاب من مشروبات ومن جلسات أنس وجلسات همس ، إنطلق ثلاثتهم بإتجاه الشارع بعد أن حسموا أمرهم ، بمجرد وصولهم لذلك المكان شبه المظلم والذي لا يستطيع أن يميزه شخص عابر فالمكان مضاء بالداخل فقط بأنوار ملونة ( أحمر ، أزرق ، أصفر ) والأضواء خافتة لدرجة انك لا تستطيع أن تميز ملامح الأشخاص من حولك ، إستقبلتهم فتاة صارخة الجمال ، وترتدي أجمل الملابس المثيرة ، وشعرها مسدل بطريقة رائعة ، عندما تتفحصها ستجد أنها صرفت مبالغ كبيرة لتظهر بذلك المظهر ، المهم دخل ثلاثتهم إلي الداخل وهي تبتسم إبتسامة ترحيب وتتحدث لغة عربية ركيكة ، جلسوا فى غرفة داخلية ، وعند دخولك ستلاحظ أن المنزل أو المقهوة بها عدة غرف داخلية مضافاً إليها جلسات فى وسط الغرف ، مستغلين بذلك كل مساحة متوفرة فى المكان ، جلسوا يتبادلون أطراف الحديث ومعهم الفتاة تارة تجلس مع هذا متلاصقة وتارة مع ذلك ، ثم تهمس فى أذن أحدهم ماذا ستطلبون هذه الليلة ، مع العلم أن كل مايقدم فى مثل تلك الأماكن هو ( القهوة ، الجّبنة ، الشاي ، وبعض العصائر ، والشيشة بكل أنواعها رغم حظرها ) ، طلب ثلاثتهم شيشة وجبنة وجلسوا يحتسون القهوة وهم يتسامرون ويتبادلون تدخين الشيشة وهم فى حالة نشوة بتلك البسمات المتبادلة بينهم وبين الفتيات - مع ملاحظة أن للفتيات السودانيات نصيب كبير داخل المكان فهن أيضاً يأتين لتدخين الشيشة - وبعد كل حين تاتي إحداهن وتجلس متلاصة معهم وتتجاذب أطراف الحديث الهامس ثم تعود لتجلس مع آخريين ، وهكذا تدور أحداث الليلة حتى بعد منتصف الليل ، بعدها يعد أصحابنا الثلاث لمنازلهم ، وتقف كل فتاة مع صاحبة أو صاحب القهوة ويتجادلون فى الحساب ، فالأسعار هناك مبالغ فيها لدرجة كبيرة مقارنة بباقي الأماكن ، فمثلاً ستجد سعر الشيشة 20ج وسعر العصير 20 ج وسعر الجبنة 20ج وقارورة المياه 5ج وكوب الشاي 5ج أما فى الأماكن الأخرى سعر الشيشة رغم انها محظورة بأمر السلطات نجدها ب 2ج والجّبنة 5ج والعصير 5ج وكوب الشاي جنيه واحد . ولكن رغم هذا نجد أن تلك الأماكن لها رواج وزبائن كثر ، فالمتبع فى تلك الأماكن هو أنهم يقدمون لك ليلة سمر جميلة مع فتيات جميلات ومثيرات يدخنون معك الشيشة ويحتسون القهوة ويتهامسون بما لذ وطاب من أحاديث ، وبعدها ربما تتطور العلاقة لأكثر من ذلك !! .. هذا مشهد بسيط جداً لتلك القهاوي ومايحدث بداخلها ، والمعروفة فى أوساط الشباب ب ( الجّنبة ) ، فكثير منهم يجد فيها مبتغاه كما توفر لهم تلك الأماكن أشياء لن يجدونها بسهولة خارجها .. ولكن علينا هنا أن نسأل ، لماذا تغض السلطات الطرف عن تلك الأماكن التى تقدم المحظورات من ( الشيشة و الفتيات ) وتعمل حتى بعد منتصف الليل فى الوقت الذي تهاجم فيه أماكن أخرى وتغلقها بسبب هذه ( الشيشة ) ، وعلينا أيضاً أن نسأل هل كل هؤلاء الفتيات لهن كروت صحية وتصاريح لمزاولة هذا العمل الليلي أم ياترى المسألة تدار بعشوائية ، فمايحدث هناك فى شارع باشدار وغيره من الأماكن المنتشرة فى العاصمة القومية ، يجعلنا نضع علامة إستفهام كبيرة امامها ، فالمستهدف هو طاقة شبابنا وصحتهم ومستقبلهم ، مع وضعنا فى الإعتبار أن دائماً ( الممنوع مرغوب ) فعلى السلطات تقنين هذا العمل حتى يصبح فى الهواء الطلق فى حالة عجزها عن إدارة هكذا أماكن .. ولكم ودي .. الجريدة [[email protected]] /////////