السودان يقاضي إسرائيل قانونيًا الخرطوم: أم سلمة العشا - المثنى شرع السودان رسميًا في مقاضاة إسرائيل قانونيًا لدى مجلس الأمن الدولي بسبب العدوان الذي تم على مصنع اليرموك للتصنيع الحربي عبر الدفع بدراسة قانونية لوزارة الخارجية، فيما ضمّت صحيفة يديعوت أحرونوت الإسرائيلية دولة كينيا إلى الدول التي ساعدت إسرائيل على قصف الخرطوم، وأدان اتحاد المحامين العرب واتحاد مجالس الدول الأعضاء في منظمة التعاون الإسلامي الهجوم الإسرائيلي، وسلمت أحزاب سياسية بعثة الأممالمتحدةبالخرطوم مذكرة احتجاجية أمس، في وقت طالب فيه السودان مجلس الأمن بإنشاء محكمة جنائية خاصة لمقاضاة المرتكبين أسوة بحالة المحكمة الجنائية الدولية ليوغسلافيا، وفيما تحسّب لاعتراض الولاياتالمتحدةالأمريكية بوقوفها إلى جانب إسرائيل باستخدامها حق النقض «الفيتو» للحيلولة دون إدانة إسرائيل وإنشاء محكمة خاصة لمقاضاتها، قال إنه سيلجأ إلى الاتحاد من أجل السلم واللجوء لمحكمة العدل الدولية، ووصف وزير العدل محمد بشارة دوسة ما تم من هجوم متكرر على السودان بأنه عدوان مخالف لكل الأعراف والمواثيق الدولية من خلال المنظور القانوني، مشيرًا إلى أنه ليس ضربة صاروخية أو هجومًا، وإنما هو عدوان على السودان، وقال إن السودان لديه وسائل مختلفة للرد على قضية العدوان الإسرائيلي، وكشف خلال اجتماع التكييف القانوني للعدوان الإسرائيلي على مصنع اليرموك أمس عن تعضيد الشكاوى لمجلس الأمن الدولي بتقديم سند قانوني تفصيلي يتضمن الأضرار الوخيمة التي نجمت جراء العدوان في خسائر الأرواح والممتلكات على السكان المدنيين، ودفع الوزير بمقترحات قانونية لرد العدوان المتكرر على السودان ممثلة في ضرورة حصر الخسائر في الأرواح والممتلكات، مشيرًا إلى أنه يُعد انتهاكًا لحقوق الإنسان وتقديم شكوى لمجلس الأمن من منظور قانوني وإخطار الحركة الدولية للهلال والصليب الأحمر لحماية السكان المدنيين في مثل هذه الظروف، الإخطار الرسمي للمفوضية السامية لحقوق الإنسان، فضلاً عن إخطار المنظمات الخاصة المعنية بالقانون الدولي وتفعيل العمل الدبلوماسي لأبعاد العدوان وأثره على الإقليم، وطالب بضرورة تحرك شعبي نقابي استنكارًا لما حدث. وفي الاثناء ضمّت صحيفة يديعوت أحرونوت دولة كينيا إلى الدول التي ساعدت إسرائيل على قصف الخرطوم والتي قالت إن من بينها دولة جنوب السودان، وقال الخبير العسكري الإسرائيلي رون بن يشاي للصحيفة الإسرائيلية الصادرة أمس: «على الرغم من عدم إفصاح إسرائيل عن الدول التي قدمت الدعم اللوجيستي لطائراتها لضرب مجمع اليرموك العسكري في السودان، إلا أن معلومات تشير إلى مساعدة كينيا إحدى دول الجوار»، وأضاف بن يشاي أن كينيا بها وجود عسكري إسرائيلي بحري وجوي منذ عقدين وأن من بين هذه الطائرات طائرات أف «15» وأف «16» المتركزة في قاعدة ميناء مومباسا الكيني.وأوضح يشاي أن من دلائل ضلوع كينيا في الهجوم الإسرائيلي على السودان، الزيارة السرية لرئيس شعبة العمليات في الأركان العامة الإسرائيلية الجنرال «يؤاف هار إيفن» إلى كينيا قبل يومين من شن الهجوم وهبط في قاعدة مومباسا التي تضم فرعاً خاصاً لإسرائيل لمتابعة الطائرات الإسرائيلية التي كُلفت بمهمة الهجوم على السودان. وفي الإطار أشار المصدر ذاته إلى أن زيارة قريبة قد تتم لمدير عام وزارة الخارجية الإسرائيلية للقاهرة قد تسمح بتحقيق نقلة نوعية في النقاش حول التهدئة، ونقلت مصادر مطلعة أن وزراء الخارجية العرب سيعقدون اجتماعاً طارئاً بمقر الجامعة العربية، في 12 نوفمبر الجاري، لبحث الانتهاكات الإسرائيلية للأجواء السودانية وضربها مجمع اليرموك للتصنيع العسكري، وأضافت تلك المصادر، أن السودان لم يطلب من الجامعة مناقشة الاعتداءات على أراضيه، ولكن الأمين العام للجامعة، نبيل العربي، يجري اتصالات مع علي كرتي وزير الخارجية بذات الخصوص، وقالت مصادر بالاتحاد الإفريقي إن السودان لم يُثر الأمر ذاته في الاتحاد الإفريقي ولا في الجامعة العربية. وفي السياق أدان اتحاد المحامين العرب الهجوم الذي شنَّته الطائرات الإسرائيلية على مصنع اليرموك، وقالت إن الهجمات العسكرية البربرية على مصنع اليرموك وقطاع غزة هو جريمة متكرِّرة من جرائم الكيان الصهيوني المخالفة للقانون الدولي وقرارات الشرعية الدولية والتي تجد سندًا ودعمًا من أمريكا، وقال بيان للاتحاد تلقت «الإنتباهة» نسخة منه إن استمرار العدوان يقتضي اتخاذ مواقف واضحة من النظام الرسمي العربي، ودعا البيان الدول العربية إلى طرد سفراء إسرائيل من بلدانها وعدم السماح للطائرات الإسرائيلية بدخول المجال الجوي لأي دولة، وطالب الاتحاد الأممالمتحدة وخاصة مجلس الأمن باتخاذ قرارات رادعة ضد العدوان المتكرِّر وتطبيق البند السابع ضد الكيان الصهيوني. من جانبه أصدر اتحاد مجالس الدول الأعضاء في منظمة التعاون الإسلامي بياناً أعرب فيه عن شجبه وإدانته للعدوان الإسرائيلي الجائر على مصنع اليرموك بالخرطوم، الذي يمثل انتهاكاً صريحاً لسيادة واستقلال الدول، كما يمثل خرقاً سافراً للقوانين والأعراف الدولية. وقال الأمين العام للاتحاد بروفيسور محمود إيرول في رسالته للمجلس الوطني، إن قرارات المؤتمر السابع للاتحاد تؤكد على دعم السودان في الدفاع عن أمنه واستقراره والوقوف معه بصلابة ضد كل التهديدات الخارجية التي تواجهه، خاصة تلك التي يقودها الكيان الصهيوني. الى ذلك طالبت أحزاب الوحدة الوطنية الأممالمتحدة بإدانة واستنكار العدوان الإسرائيلي على السودان، واتخاذ عدد من التدابير والإجراءات في مواجهة دولة الكيان الصهيوني. وقالت: «نتوقع من المؤسسة الدولية تحريك دعوة جنائية في مواجهة دولة إسرائيل أمام المؤسسات القضائية الدولية محاسبة لها على ما ارتكبته من أفعال مخالفة للقوانين والعهود والمواثيق الدولية». وطالبت الأحزاب التي سلمت بعثة الأممالمتحدةبالخرطوم أمس مذكرة احتجاج حول العدوان الإسرائيلي على قصف مصنع اليرموك، طالبت بإلزام إسرائيل تعويض ضحايا القصف عما لحق بهم من خسائر في الأرواح والممتلكات والترويع النفسي والذهني والأدبي. وأكدت الأحزاب ثقة الشعب السوداني في المؤسسة الأممية للوقوف معه في قضيته العادلة في مواجهة دولة إسرائيل، إعلاءً لمبدأ المحافظة على السلام والأمن الدوليين للشعب السوداني وشعوب العالم قاطبة، تفعيلاً لقواعد وميثاق الأممالمتحدة.