اتفقت الخرطوم وجوبا على استئناف ضخ النفط دولة الجنوب عبر أنابيب الشمال خلال الأسبوعين الماضيين وتم تشكيل لجنة مختصة بالخرطوم لوضع الترتيبات النهائية لاستئناف صادر نفط الجنوب عبر الأنابيب والموانئ السودانية خلال الأيام القادمة وتم إخطار الشركات العاملة بالقرار الذي توصل له الطرفان بعد اجتماعات بجوبا بوضع كافة الترتيبات الفنية لبدء ضخ النفط بعد أن تكتمل الجوانب المتعلقة باتفاقية النفط الموقعة بين البلدين التي تعتبر من أكثر الاتفاقيات أهمية لاعتماد الجانيبن على النفط بصورة اكبر في إيرادات الموازنة خاصة دولة الجنوب ولكن حتى الآن لم يتم حسب ما أعلن في الوقت المحدد والذي تجاوز اربعة اسابيع تساؤلات عديدة لماذا لم يتم التنفيذ في الوقت المحدد وهل للجنوب رأي في الأمر؟ ام انه فكر في طرح شروط جديدة بغرض المساومة مرة أخرى؟ حتى الآن لم تكن هنالك رؤية واضحة بشأن ذلك ولمعرفة الأسباب التي تدور بين الطرفين حول استئناف النفط وتأخير تنفيذ عمليات الضخ وصف وزير الطاقة والنفط الأسبق د. شريف التهامي أن مسألة ضخ النفط عبر الشمال ورقة يلوح بها كضغط سياسي على الشمال مضيفًا انها ذات ابعاد سياسية اقتصادية ومالية وفنية مبينًا ان الحديث عن هذا الاتفاق في مرحلة التصور ولا توجد خطة واضحة من دولة الجنوب، واضاف انه حديث جدلي واعلامي وحتى ينظر في هذا الامر ستظل دولة الجنوب حسب اتفاق اديس ابابا ستظل تصدر عبر انابيب الشمال في البحر الأحمر ولا بديل لها سوى ذلك مبينًا ان الفوائد المرجوة ستكون في مصلحة الطرفين وخاصة دولة الجنوب، وفي ذات الاتجاه ذهب الخبير الاقتصادي بروفيسر عصام عبد الوهاب بوب ان الازمة المالية التي تعصف بحكومتي الشمال والجنوب جعلتهما الاثنتين تستعجلان لإعادة ضخ النفط واوضح ان هذا الامر فيه تجاهل لمتابعة المشكلات الفنية التي اضرت مؤخرًا باعادة الحياة لصناعة النفط في السودان في كيفية فتح الآبار وتجهيز الطواقم الفنية وتجربة فتح أنابيب النفط وعمل تجارب من المضخات مع الصيانة ثم بدا الضخ واشار في حديثه ل«الإنتباهة» امس ان عملية ضخ النفط تستغرف زمنًا طويلاً للوصول الى الميناء اضافه إلى ذلك هنالك إجراءات إدارية وتجارية تحدد العائد منها مبينًا ان ذلك ايضًا تم تجاهله موضحًا ان الحديث عن ضخ النفط عبارة عن مفتاح لتشغيل سيارة بحسب قوله مؤكدًا ان الحديث عن الضخ في هذا الوقت غير حقيقي مما يعطي دروسًا وعبرًا حتى لا يتم خلط الاعتبارات الاقتصادية مع توقعات سياسية «طفيلة» فيما تساءل الخبير السياسي بروفيسر حسن الساعوري عن قرار ضخ النفط بحسب ما اعلن عنه انه سيتم بعد اسبوعين والآن مضت منه اربعة اسابيع موضحًا انه لا يوجد جديد في الامر بعد اتفاق اديس أبابا وقال: لا يمكن التكهن بالحديث عن مايدور حول نوايا دولة الجنوب، واضاف: يجوز ان تكون هنالك اسباب فنية غير معروفة غير انه رجع إلى القول ان الاحتمال الوارد ان تكون هنالك شروط غير معلنة بين الطرفين لم تعلن بعد.